تقارير

لهذه الأسباب .. أصبحت كازاخستان معجزة اقتصادية فى آسيا الوسطى

بدأت كازاخستان بالبروز كمحرك اقتصادي هام في وسط آسيا  مدفوعة برؤية الرئيس “نور سلطان نزر باييف” والذي  لا يدخر جهداً في الارتقاء بالمناخ الاستثماري وتعزيز ثقة رجال الأعمال والشركات والعالمية باقتصاد  الدولة .

رؤية كازاخستان2050 أحد أهم الأولويات بخاطر الرئيس

إذ تعد رؤية كازاخستان2050 أحد أهم الأولويات بخاطر الرئيس والذي حدد الملامح الرئيسية والمهام المحددة لطريق كازاخستان نحو الانضمام إلى عداد الرواد الـ30 للتنمية العالمية في خطابه الشهير خلال شهر يناير 2013. وتقتضي ” إستراتيجية – 2050 ” تطوير حوار واسع وتعاون متبادل المنفعة مع جميع البلدان المهتمة في الصداقة مع كازاخستان .. ويتعلق ذلك في المقام الأول بقضايا التعاون في مجال الاستثمار وتبادل التكنولوجيا واستيراد إلى كازاخستان الابتكارات والخبرة وتوسيع صادرات المنتجات الكازاخستانية.

استراتيجية 2050″في كازاخستان تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، القسم الأول يقدم تحليلاً موضوعياً للنتائج الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تم إحرازها خلال السنوات الماضية، هذا القسم يعطي اهتماماً خاصاً للاعتراف بكازاخستان من قبل المجتمع الدولي ودور أستانة النشط في عدم انتشار الأسلحة النووية.

وحدد رئيس كازاخستان عشرة تحديات عالمية للقرن الحادي والعشرين للدولة في القسم الثاني من”استراتيجية كازاخستان 2050″. اما في القسم الثالث والأساسي من”استراتيجية كازاخستان 2050″تجسدت الرؤية والبصيرة السياسية الحكيمة والخبرة العريضة والعناية الحقيقية لمستقبل الأمة، وحدد فيها نازارباييف المجالات الرئيسية للدولة بأكملها، بهدف انضمامها إلى الـ 30 دولة الكبرى في العالم، والتغلب على كل أنواع الأزمات، واستمرار المضي على”الطريق الكازاخستاني”الفريد من نوعه.

تكشف السياسة الاقتصادية للاتجاه الجديد البراغماتية الاقتصادية الشاملة التي سيتم على ضوئها اتخاذ القرارات على أسس الجدوى الاقتصادية وتنمية قابلية كازاخستان للتنافس العالمي، وسيتم الوصول إلى الحد الأدنى لمشاركة الدولة في تنظيم الأعمال التجارية. وتم تطبيق الخصخصة على نطاق واسع وزيادة حصة القطاع الخاص في كل مجالات النشاط تقريباً، وسياسة القروض النقدية ستخضع للإصلاحات اللازمة، وعلى الصندوق الوطني أن يصبح قاطرة التحول إلى سياسة اقتصادية جديدة وسيتم الإنفاق منها على مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية الطويلة الأمد في مجالات التكنولوجيا المبتكرة وتكنولوجيا المعلومات.

تشمل خطة المرحلة القادمة من التصنيع عملية تجديد كاملة، مع التوسع في الأصول الإنتاجية في كازاخستان حتى 2050، وتطوير قطاع الاقتصاد غير الخام واستيراد الطاقات الصناعية وتبادل التكنولوجيا العالية، ومن المهم تعزيز المجال الفضائي، فضلاً عن تكثيف تنمية مجموعتي الابتكار، وهما” بارك التكنولوجيات المبتكرة”و”جامعة نازارباييف”.

ووفقاً للاستراتيجية المشار إليها، تسرع كازاخستان في الانتقال إلى”الاقتصاد الأخضر”، فبحلول عام 2050 حوالى 50$ من إجمالي استهلاك الطاقة في البلاد يجب أن يقع على مصادر الطاقة البديلة والمتجددة، وفي هذا الصدد يعطي انعقاد المعرض الدولي”إكسبو-2017″في كازاخستان فرصة لجذب التكنولوجيات العالمية في مجال الطاقة البديلة لتأخذ مكانها الصحيح في هذا الاتجاه الجديد.

استثماراتٌ أجنبية مباشرة تجاوزت 300 مليار دولار

وخلال العقدين الماضيين قطعت كازاخستان طريق الإصلاحات الصعب والمثمر ففي عام 2006 عندما وضع الرئيس نصب أعينه  مهمة الدخول إلى ” مجموعة الخمسين ” لبلدان العالم الأكثر تنافسية شكك كثيرون داخل البلد وخارجه في هذه الخطوة ولكن الدولة تمكنت في غضون سبع سنوات من إنجاز المهمة  وأصبحت فى 2013 الدولة الخمسين في مؤشر التنافسية العالمية.

ومنذ عام 2005، تدفقت استثماراتٌ أجنبية مباشرة يفوق حجمها 300 مليار دولار أمريكي إلى شرايين الاقتصاد الكازاخي. وجاء الجانب الأكبر من هذه الأموال مما يُعرف بـ”الصناعات الاستخراجية”. وخلال الفترة من 2005 إلى 2012 بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المجتذبة 160 مليار دولار أمريكي . وتدعو العاصمة أستانة الشركات الأجنبية للاستثمار بشكل فاعل في اقتصاد كازاخستان وفتح صناعاتها وإبرام عقود مربحة في مجالات الإنتاج والمعالجة العميقة للموارد المعدنية والبنية التحتية والإنتاج الزراعي والكثير غيرها.وفي إطار سياساتها الصناعية ستواصل كازاخستان تهيئة جميع الظروف من أجل أن تعمل الشركات بالنفع لنفسها وللجانب الكازاخستاني.

وفي ترتيب سهولة ممارسة أنشطة الأعمال للمنتدى الاقتصادي العالمي تشغل كازاخستان المرتبة الـ49 ..وكازاخستان رائدة في منطقة آسيا الوسطى في العديد من جوانب مناخ الأعمال ” واحد من أدنى معدلات ضرائب الأعمال في العالم : الضريبة على أرباح الشركات 20 في المائة وضريبة القيمة المضافة 12 في المائة “.

الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان يتضاعف أكثر من 16 مرة

وخلال 15 عاما تضاعف الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان أكثر من 16 مرة ومنذ عام 1999 بلغ معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان / 6 ر7 / في المائة متجاوزا بذلك البلدان النامية المتقدمة .. ونما الناتج المحلي الإجمالي للفرد أكثر من سبع مرات – من ألف و/ 500 / دولار خلال عام 1998 إلى / 12 / ألف دولار في عام 2012 .وفي عام 2050 سينمو خمس مرات مؤشر حجم الناتج المحلي الإجمالي للفرد – من / 12 / ألفا إلى / 60 / ألف دولار.

وتشغل كازاخستان اليوم المرتبة العاشرة في العالم في احتياطي النفط ” 30 مليار برميل “.. وخلال/ 15 / عاما تضاعف إنتاج النفط ثلاث مرات وإنتاج الغاز الطبيعي خمس مرات.ويتم توجيه العائدات من الموارد الطبيعية إلى الصندوق الوطني الذي يمثل درعا موثوقا به لـ / 17 / مليون كازاخستاني من الصدمات الاقتصادية والمالية المحتملة والضمانة لأمن للأجيال الحالية والمستقبلية..وفي الوقت الحالي يبلغ إجمالي الاحتياطيات الدولية للبلد حوالي / 100 / مليار دولار.

كازاخستان الأولى عالمياً فى إنتاج اليورانيوم

وكازاخستان دولة غنية بالثروات الطبيعية (لديها 3% من احتياطى البترول فى العالم بالإضافة إلى 3.2% من الاحتياطي العالمى للغاز) ، ويبلغ حجم انتاج البترول حاليا 1.6 مليون برميل يوميا ويتوقع أن يصل إلى 5 برميل يوميا عام 2025 ، ويمثل قطاع النفط والغاز 30% من دخل الحكومة ، ونصف دخلها من إجمالى الصادرات

وتحتل كازاخستان المرتبة الأولى في العالم فى إنتاج اليورانيوم كما تشغل المركز الأول عالميا باحتياطات مكشوفة من زنك وولفرام وباريتا، والمكانة الثانية باحتياطاتها من فضة ورصاص وكروم، والمكانة الثالثة من نحاس وفليوريت، والمكانة الرابعة من موليبدينوم، والسادسة من ذهب

وتشهد كازاخستان منذ عام 2012 زيادةً كبيرة في أعداد الشركات التي تُؤسس في أراضيها، في ضوء أن أكثر من 275 ألف شخص يعبرون أراضيها لأسباب تجارية واقتصادية.ومنذ ذلك الحين، زاد هذا العدد بواقع ثلاثة أضعاف، ليصل إلى أكثر من مليون زائر. أما أستانا نفسها فتشهد زيادةً مطردة في أعداد من يَفِدون إليها من الأجانب.

“إكسبو 2017” وطريق الحرير ..خطوات على مسار االنمو  

وفى طريق التحول أنفقت ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار للتحضير لاستضافة معرض “إكسبو 2017″، الذي فازت بحق تنظيمه متفوقةً على بلجيكا، وهو معرضٌ دولي يُقام على غرار “المعرض العالمي”، الذي أُقيم للمرة الأولى في القرن التاسع عشر.وقد خُصِصَ للمعرض موقعاً شُيدت مبانيه بالكامل خصيصاً لهذا الحدث، ووُضِعَت في قلبه كرةٌ أرضية فضية اللون، وإلى جوارها مركز تسوق حمل اسم “ميغا سيلك واي” (طريق الحرير الكبير).

وقدم رئيس كازاخستان نورسلطان نزاربييف، السبت، ميناء “كوريك” الذي يعد مشروع بنية تحتية مهم للتنمية عبر بحر قزوين على طريق الحرير الجديد الذي يعد ممر نقل بين آسيا وأوروبا.حيث قال الرئيس في احتفال رسمي أقيم بمنشآت الميناء الجديد “إنه مشروع تاريخي سيكون له تأثير مضاعف على اقتصاد كازاخستان ودول المنطقة”.وأبرز نزاربييف الأهمية الاستراتيجية التي ستعود على كازاخستان التي تعد تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وعلى تنمية شبكة النقل بها بحكم موقعها كجسر بين آسيا وأوروبا.

وأضاف أن بلاده شيدت ألفين و500 كيلومتر من السكك الحديدية و12 ألف كيلومتر من الطرق لتوفير ممر نقل مدفوع من الصين.وأشار الرئيس الكازاخي إلى أنه “بحلول عام 2020 ستجني كازاخستان نظير العبور من مينائها خمسة مليارات دولار سنويا”، مؤكدا أن هذه المكاسب ستسمح باستعادة الاستثمارات بشكل سريع.كما أبرز أن هذا الميناء الجديد سيقدم دفعة اقتصادية لإقليم مانجيستاو، لأنه سيخلق 20 ألف فرصة عمل مستقرة

وتحتل كازاخستان موقعا جغرافيا فريدا فى ملتقى طرق حركة التجارة والنقل على مسار طريق الحرير الأوروآسيوي، حيث تستفيد كازاخستان من موقعها الجغرافى بين القارتين، فاستثمرت فى بنيتها التحتية فى قطاع الطرق البرية، وانتهت من إنشاء أربعة ممرات نقل دولية تربط بين الصين وأوروبا، أهمها طريق «تراسيكا» الذى يربط بين آسيا والقوقاز وأوروبا، حيث أعطى النمو الكبير للاقتصاد الصينى أهمية كبيرة للطرق البرية عبر كازاخستان، باعتبار أن تلك الطرق تختصر المسافة، وزمن النقل من 40 يوما عبر البحار إلى عشرة أيام فقط من خلال طريق برى بين الصين وأوروبا يصل طوله إلى 8445 كيلو مترا منها 2787 كيلو مترا داخل كازاخستان.

ولا ترغب كازاخستان لأن تكون جسرا من تلك الحركة التجارية العالمية وحسب، بل تهدف إلى تخفيض تكاليف نقل تجارتها والوصول بمنتجاتها إلى الأسواق العالمية عبر طريق الحرير الجديد.لذا تعمل ضمن خطط محددة لتكون مركزا مهما ضمن هذا المشروع، فقد أقامت شركة كازاخستان الوطنية للسكك الحديدية مشروع شراكة متكاملة مع شركة “موانئ دبى العالمية” حيث تقوم الأخيرة بتطوير وتشغيل ميناء «أكتاو» على بحر قزوين، وإقامة مشروع المنطقة الاقتصادية الكازاخية «خورجوس – البوابة الشرقية»، كما تقوم كازاخستان بتطوير خطوط السكك الحديدية والطرق البرية التى من شأنها تطوير خدمات النقل بين كازاخستان ومنطقة الخليج، خاصة مع زيادة الاهتمام الدولى بحركة التجارة العالمية عبر موانئ الخليج.

مركز” أستانا الدولى”  يدعم جهود التحول إلى المرفأ المالي في منطقة أوروآسيا

وتسعى كازاخستان إلى أن تحتل مكانة «المرفأ المالي» في منطقة أوروآسيا ,حيث تم يناير الماضي تدشين مؤسسةٍ “مركز أستانا المالي الدولي”، وذلك في إطار خطة استثمارية خمسية تتبناها الحكومة.وتهدف هذه الخطوة إلى اجتذاب المزيد من الشركات الأجنبية للعمل في البلاد، إذ يعمل المركز في إطار نظام قانوني خاص يستند إلى المنظومة القانونية السارية في إنجلترا وويلز، وهو ما يجعل مثل هذه المؤسسات الأجنبية، تشعر بارتياحٍ أكبر للعمل في إطار قواعد مشابهة لما هو سائدٌ في المراكز المالية الدولية الأخرى في العالم.

كما أنه سيكون بمقدور الشركات العاملة في قطاع “التكنولوجيا المالية”، أن تدير أنشطتها في إطار قواعد تنظيمية، تفتح الباب أمام تجربة برمجيات لم تُختبر من قبل على نحوٍ آمن، وهو ما سيسمح لتلك الشركات بأن تُجرّب التقنيات الجديدة، دون الخضوع للوائح تُقيدها في هذا الصدد حيث تعد التكنولوجيا الرقمية في صلب عمليات “مركز أستانا المالي العالمي” الجديد، وتحويل كازاخستان إلى مركز  رائد على صعيد المنطقة في مجال الاتصال الرقمي والخدمات المالية الرقمية (FinTech) لتعزيز مكانتها ورسم مستقبل أفضل لاقتصادها يسهم بالارتقاء بمستوى معيشة مواطنيها على كافة الأصعدة.

الأولويات الرئيسية التي تحددها”استراتيجية 2050″هى:

  • تشكيل السياسة الاقتصادية للاتجاه الجديد.
  • دعم شامل للأعمال.
  • تطوير سياسة اجتماعية جديدة.
  • تشكيل كوادر الموظفين المحترفين على أعلى مستوى.
  •  تعزيز نظام الدولة وتنمية الديموقراطية في كازاخستان.
  • استمرار السياسة الخارجية المتوالية.

تعزيز الروح الوطنية الكازاخية