اختتمت في السعودية، فعاليات مهرجان سباق “السعودية للفورمولا إي- الدرعية 2018” بموقع الدرعية المذهل التابع لمنظمة اليونسكو ، ووسط متابعة وتغطية إعلامية دولية ومحلية كبيرة، وذلك بحضور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. السباق الذي يعد الأضخم والأول من نوعه في السعودية، يأتي تنظيمه بموجب اتفاقية شراكة طويلة الأجل بين سباقات “فورمولا إي” والهيئة العامة للرياضة، والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وذلك انسجاماً مع أهداف “رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ” الرامية إلى بناء مستقبل مشرق وواعد للمملكة في شتّى الميادين.
بدوره وصف الأمير خالد بن سلطان الفيصل، رئيس الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية السباق بالحماسي، مشيراً إلى أن مسار السباق أثبت مستوياتٍ عالية من الجودة ترتقي لأهم المسارات العالمية في رياضة سباق السيارات، وأكد ثقته بأن نجاح هذه الفعالية سيستقطب العديد من رياضات السيارات إلى المملكة، متطلعاً لاستضافة سباق الفورمولا إي العام القادم.
في رأيكم، ما الأثر الذي سيحمله “سباق السعودية للفورمولا إي ـ الدرعية” للمملكة العربية السعودية؟
إن استضافة “سباق السعودية للفورمولا إي ـ الدرعية” هذا العام يُبشّر ببداية إرثٍ مميّز سيتبلور بوضوح على مدى الأعوام العشرة المُقبلة؛ ويترك أثراً إيجابياً كبيراً على جميع الأصعدة، بما في ذلك بناء الأجواء الحماسية لرياضة سباقات السيّارات، وتفعيل مشاركة العائلات والمشجعين والجماهير الرياضية في هذه اللحظات الرائعة، وصولاً إلى الفرصة المجزية التي سنختبرها بعيداً عن حلبة السباق، ومن خلال توقيع اتفاقية شراكة تمتد لعشرة أعوام مع سباقات “الفورمولا إي”، فإن السعودية تؤكد على التزامها المستقبلي الراسخ تجاه تطوير التكنولوجيا المستدامة.
كيف تنظرون إلى هذا الحدث؟
يعد هذا السباق أكثر من مجرد بطولة عادية أو جولة افتتاحيّة لموسمٍ جديد، إذ سيشكّل منصة تنافسية لاختبار وتطوير التقنيات المستدامة ذات الصلة بمسارات السباقات والسيارات، كما سيسهم في تحسين تصاميم وعناصر ومكونات السيارات الكهربائية، وتسريع الانتقال إلى وسائل النقل النظيفة والمستدامة على أوسع نطاقٍ عالمي ممكن, ونحن ملتزمون بتبنّي هذه الرؤية الطموحة، وسنتعاون بشكلٍ وثيق مع القائمين على البطولة لإلهام الجيل الجديد من الفنيين والمهندسين المستقبليين في السعودية، كما سيقدم السباق لمحة واسعة ومعمقة للأطفال، وسيعيشون مع هذه السباقات لعشرة أعوام مقبلة. وبحكم موقع مسؤوليتي رئيساً للاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية، يسرّني التأكيد بأن هؤلاء الأطفال والشباب سيحظون في المستقبل بفرصة خوض أروع المنافسات وتحقيق الانتصارات على حلبة السباق، وتقديم هذه الإنجازات بكل فخر كعربون شكر وتقدير إلى بلادهم.
تتمحور سباقات “فورمولا إي” حول السيارات الكهربائية، ولكن السعودية لم تقم بعد بتبنّي هذه المفاهيم على أرضها؛ فلماذا وقعتم هذه الشراكة؟
إن طموحاتنا بمجال تطبيق مفاهيم السيارات الكهربائية والتقنيات المستدامة ذات الصلة بها لاتزال حديثة العهد في المملكة العربية السعودية، ولكننا نواصل المضي قدماً في إطلاق مزيدٍ من الاستثمارات الواعدة في هذا المضمار وخلال شهر يناير الماضي، وقّعت “الشركة السعودية للكهرباء” اتفاقية تعاون مع 3 شركات يابانيّة هي: “شركة طوكيو للكهرباء القابضة”، وشركة “نيسان” للسيارات، وشركة “تكاوكا توكو” لحلول الطاقة، وذلك بهدف تنفيذ “المشروع التجريبي للسيارات الكهربائية” وتطوير محطات شحن للسيارات الكهربائيّة في السعوديّة. كما وتلتزم قيادتنا الرشيدة بمنهجية عملٍ متطوّرة للغاية، وهو ما تمثل في تنظيم عمليات ترخيص المركبات الكهربائية للقيادة على مختلف الطرقات والمسارات في السعودية.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن “صندوق الاستثمارات العامّة” توقيع اتفاقية استثماريّة مع شركة “لوسيد” الأمريكية لتصنيع السيارات الكهربائية، إضافة إلى الإعلان عن الاستحواذ على حصةٍ من أسهم شركة “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية. وتؤكد هذه الخطوات على التزامنا بتسخير الأموال في استثمارات مُناسبة في المجالات التي تصب بالنفع علينا. وفي ضوء ذلك، سنشاهد في المستقبل القريب السيارات الكهربائية على مختلف الطرقات في السعودية.
وإلى جانب التركيز على قطاع السيارات الكهربائية النظيفة والمستدامة، فإننا نواصل الاستثمار أيضاً في ترسيخ مفاهيم القيادة الآمنة بين أوساط الجميع في السعودية. ومن هذا المنطلق، نقدم دعمنا الكامل لحملة “تعزيز السلامة على الطرقات” التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات.
لكن تجربتنا جديدة مع مثل هذه السباقات.. كيف سيتم التعامل معها؟
نحن في العام الأول لاستضافة هذا السباق، ولكننا سنبذل جهوداً دؤوبة للارتقاء بمعايير هذا الحدث نحو مستويات جديدة كلياً، خاصة وأننا نعمل على إدهاش جميع الزوار والمشجعين والجماهير الرياضيّة والعائلات ورسم الفرحة على وجوههم وسط أجواء مفعمة بالحماس والتسلية والمرح. وسيشعر المشجعون والزوار والعائلات بالسعادة لكونهم جزءاً من خطوتنا الأولى في مجال استضافة سباقات الفورمولا إي.
ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لكم، باعتباركم رئيس الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية؟
نثق بأن هذه السباق يجسّد تطوّراً لافتاً في عالم سباقات السيارات على مستوى السعوديّة. ويرتبط الشغف بسباقات السيارات بمجتمعنا السعودي منذ زمن بعيد؛ وقد ترسّخ بشكلٍ ملحوظ، بدءاً من رياضة الكارتينج وصولاً إلى سباقات السيارات الرياضيّة. وخلال شهر فبراير من هذا العام، أتيح للمشجعين فرصة متابعة منافسات “سباقات الأبطال” التي أُجريت للمرة الأولى في السعودية، وذلك في “ملعب الملك فهد الدولي” بالعاصمة الرياض. وإنها المرة الأولى التي تستضيف فيها منطقة الشرق الأوسط هذه البطولة على مستوى تاريخها الممتد لنحو 30 عاماً.
ماذا تمثل لكم في الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية هذه الاستضافة؟
يمثل “سباق السعودية للفورمولا إي ـ الدرعية” إنجازاً جديداً نفخر بتحقيقه على مستوى قطاع سباقات السيارات الرياضية المزدهر في السعودية. ومع استعداد السائقين للتنافس في أطول مسارٍ على الإطلاق لسباقات الفورمولا إي، نتطلع بعينٍ ملؤها الطموح والثقة لتحقيق الأحلام التي نصبو إليها في مجال رياضة سباقات السيارات. وسنواصل المضي بخطى واثقة وسريعة نحو المستقبل من خلال سباقات فورمولا إي.
يبدو أنّ شغف الـ “فورمولا إي” قد بدأ بالانتشار في أنحاء السعودية.. ما تعليقكم على ذلك؟
هذا صحيح، فقد حضر الآلاف العروض المتنقلة في جدة والخُبر للتعرّف على أجواء الـ “فورمولا إي” على أرض الواقع. وقد تمكنوا بالفعل من رؤية بعض المعالم التي سيواجهها رواد السباق في قرية “فورمولا إي” مثل سباق الدرعية. إلّا أنّ ذلك لا يتعدّى كونه جزءاً بسيطاً من المتعة الحقيقية التي ستشهدها القرية الحقيقية وستكون على نطاقٍ أكبر بكثير. وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، نسعى لتقديم فعالية احتفالية من شأنها توحيد الجميع دون استثناء.
أضف تعليق