تقارير

خالد أبوظهر يكتب ..فى ذكرى وفاة والدي

يصادف اليوم الذكرى السنوية السادسة عشرة لوفاة والدي وليد أبوظهر الإعلامي البارز الذى تعرض لأكثر من 8 محاولات اغتيال بسبب خوف الكثيرين من قلمه الصادق والنابض بالحق

كان رحمة الله عليه محارباً شجاعاً  من طراز نادر , يقاتل من أجل معتقداته وما يؤمن به ., ناضل  لعقود من أجل استقلال لبنان والذى ظل معركة حياته  , دافع عما يعتنقه من مبادىء في وقت كان الكثيرون يخشون حتى مجرد الاقتراب من المنطقة الشائكة .

 

فقد رفض  بشدة , عبر صفحات  جريدة  ” المحرر”  التي كان رئيساً لتحريرها ,   دخول القوات السورية إلى بيروت مما أفضى إلى  تعرض مكاتبها لهجوم عسكرى منظم بالدبابات حيث حاصر نحو 100 جندى من الجيش الغازى مقر الجريدة ,  أصابت القذائف و الرشاشات المبنى في معركة استمرت 10 ساعات مع حراس الأمن وأربعة أشخاص من بينهم مدير الصحيفة

وبالرغم من  الهجوم الشرس , عقد والدى  العزم على إصدار الصحيفة بموعدها المحدد فى اليوم التالي وخرجت المطبوعة تحمل على صفحتها الأولى عنوان ” المحرر لن تركع ” فى إشارة واضحة إلى تصميمه باعتباره مواطناً لبنانياً على الوقوف بوجه العدوان ومحاربة الغزو السوري للبلاد . وتجمع الشعب اللبناني بالآلاف للتنديد بالهجوم ودعم “المحرر.” فالهجوم والتهديدات المستمرة لحياته لم تمنع وليد أبو ظهر من القتال من أجل لبنان الحر والمستقل لكل مواطنيه.

لكن , بعد نحو سبعة أشهر من تلك الواقعة , تم حظر الصحيفة اليومية. وإثر مطاردة استمرت لعدة أيام من قبل البلطجية والمرتزقة السوريين, أرغم على النزوح من لبنان مع عائلته فى  قارب ,ضل طريقه في البحر لمدة ثلاثين ساعة من صيدا إلى قبرص. ليسدل بذلك الستار على هذا الفصل من حياته و الذي شهد أيامه الأخيرة في بلده الحبيب و الذى ظل عاشقاً لثراه .

ومن منفاه  الاضطراري في باريس  شرع  فى استكمال مسيرته النضالية من أجل إعلام أكثر قوة من شأنه أن يؤثر على المشهد العربي السياسي لعقود قادمة. غير أن المرتعدين من قلمه حاولوا استهدافه مجدداً من خلال شن هجوم إرهابي آخر ,اهتزت له مكاتب مجلة الوطن العربي  عام 1982 لكنه لم ينل من  روحه أو تصميمه الذى كان راسخاً لا يتزعزع.

كان والدى  يتسم بمرونة لامتناهية ويمتلك حساً  فريداً من الانسانية, لا أبالغ إذا ما وصفته بـ “الأسطورى” , كانت كل لحظة فى حياته درساً يحتذى به في قوة الإرادة أو الرحمة أو الاتساق مع الذات , منبع لكل  المشاعر الإنسانية ومخزن  الذاكرة من الخبرات والسلوكيات

عندما أتذكر حياته المليئة بالأحداث ، أدرك أن كل لحظة صعبة واجهتها حتى الآن ، بداية من ألم  وفاته ، ثم  فترة الربيع العربي التي عاصرتها في مصر  وانتهاءً بأزمة كوفيد – 19 الراهنة  تبدو وكأنها  مجرد نزهة في الحديقة الخلفية للمنزل . فقد عانى كثيراً من أجل كرامة لبنان وقضايا الأمة العربية .

ملحوظة:

تظهر الصور الأضرار التي نجمت عن الهجوم في بيروت عقب احتجاجات دعمه.

تغطية مجلة “باريس ماتش”  للهجوم الإرهابي على مقر “الوطن العربي”.