تقارير

“إنترنت الأشياء”..مسارات وفرص النمو

مع صعوبة وضع تعريف جامع  و دقيق لإنترنت الأشياء و لأنه لا يوجد جهة تمتلك أو تتحكم بإنترنت الأشياء فبالتأكيد لن يكون هناك تعريف رسمي، و لكن ببساطة جميع التعاريف تصب في مفهوم واحد  وهو أن “إنترنت الأشياء مفهوم متطور لشبكة الإنترنت بحيث تمتلك كل الأشياء في حياتنا قابلية الإتصال بالإنترنت أو ببعضها البعض لإرسال و إستقبال البيانات لأداء وظائف محددة من خلال الشبكة

تمثل إنترنت الأشياء الموجة الثالثة من تاريخ الإنترنت بعد موجة ظهور الويب وانتشار الإنترنت وموجة محركات الويب وشبكات التواصل الاجتماعي، ويتوقع أن يغير إنترنت الأشياء مستقبل عيش الفرد في المستقبل، فهو مفهومٌ يمتلك القدرة على التأثير في كيفية عيشنا وعملنا أيضاً.

إنترنت الأشياء Internet Of Things أو ما يعرف اختصارًا ب (IOT) هو مصطلح تقني حديث العهد، استخدم لأول مرة عام 1999، ويُقصد به الأشياء أو ثورة الإنترنت الجيل الجديد من الإنترنت (الشبكة) الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها عبر بروتوكول الإنترنت، وتشمل هذه الأجهزة الأدوات والمستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة وغيرها ويتخطى هذا التعريف المفهوم التقليدي وهو تواصل الأشخاص مع الحواسيب والهواتف الذكية عبر شبكة عالمية واحدة ومن خلال بروتوكول الإنترنت التقليدي المعروف.

وفي وقت سابق كشف الرئيس التنفيذي السابق لـشركة جوجل أريك شميدت حين سئل مطلع السنة الميلادية الحالية عن مستقبل الإنترنت؛ أن الإنترنت بشكله الحالي سيختفي قريبا، وستحل مكانه شبكة “إنترنت الأشياء” وهي شبكة غاية في الذكاء والتعقيد، بإمكانها تصريف حياتك اليومية وتجهيز مأكلك ومشربك ومساعدتك في قيادة السيارة، وتحقيق رغباتك الآنية بمجرد اتصالك بالأشياء من حولك.

بحلول 2020، سيكون حجم سوق إنترنت الأشياء أكبر من سوق الهواتف المحمولة و أجهزة الحاسب و الأجهزة اللوحية مجتمعين بمقدار الضعفين! حيث ستصل عدد أجهزة إنترنت الأشياء إلى 35 مليار جهاز متصل بالإنترنت. يتوقع أن تصل إيرادات سوق إنترنت الأشياء إلى أكثر من 600 مليار دولار في عام 2020 فضلاً عن أن عصر البيانات الضخمة Big Data سيعيش مستويات جديدة حيث ستولد الأجهزة في عالم إنترنت الأشياء بحلول 2020 ما يزيد عن 40 ألف إكسا بايت من البيانات

و توقعت شركة هواوي أن تصل قيمة الإنفاق على إنترنت الأشياء إلى  تريليوني دولار أمريكي بحلول 2020، يأتي ذلك في ظل استخدام ملياري هاتف ذكي حول العالم، وانضمام 217 مستخدماً جديداً للإنترنت كل دقيقة.وأن يشهد النمو العالمي لإنترنت الأشياء إضافة 50 مليار جهاز متصل بالإنترنت بعد 3 سنوات، وأن يتجاوز عدد الأجهزة المتصلة سقف الـ 100 مليار بحلول 2025وانطلاقاً من هذه التوقعات والأرقام، فإن العقد المقبل سيكون لصالح إنترنت الأشياء، أو الإنترنت الصناعي، الذي يتمثل في إيصال الآلات بالإنترنت والحصول على بيانات منها، وتوظيفها لتحسين معدلات الكفاءة، أو إيجاد قيمة مضافة جديدة للعملاء

أكبر الإمكانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكمن في الإنترنت الصناعي (المدن الذكية)، وستشكل المنطقة 3% من هذا القطاع، ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى نحو مليارَي دولار . وتوقعت مؤسسة IDC للابحاث أن يبلغ حجم سوق انترنت الأشياء في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا حوالي 12.6 مليار دولار بحلول عام 2021.

وكشفت دراسة أن قيمة سوق إنترنت الأشياء سوف تتضاعف في الإمارات 3 مرات على الأقل خلال العامين المقبلين، وتوقّعت أن يصل سوق إنترنت الأشياء في الإمارات إلى نحو 128 مليار درهم في 2019، ما يتيح أمام الشركات والمؤسسات في المنطقة فرصة إحداث التحوّل في جوانب المعيشة اليومية وزيادة عائداتها المتحققة على الاستثمار.

 

وأكدت الدراسة الصادرة عن «سامتيم ميدل إيست» أن الإمارات هي الأكثر تفوقاً إقليمياً في تبني «إنترنت الأشياء»، مشيرة إلى أن مجالات الاستثمار المنزلي لتقنيات إنترنت الأشياء لا حصر لها، بدءاً من أجهزة الإنارة وتنظيم الحرارة الذكية، وصولاً إلى الثلاجات الذكية والأجهزة التي تعمل وفق تقنيات تعلّم الآلات.

أتمتة المنازل و أنظمة المنازل الذكية سيكون أكبر سوق لإنترنت الأشياء في قطاع المستهلكين بنهاية 2020، بينما ستشكل أنظمة البنية التحتية أهم المشاريع الحكومية. تظل الشركات و قطاع الأعمال أكثر المنفقين على إنترنت الأشياء. فى حين سيستثمر  قطاع الأعمال 250 مليار دولار في تقنيات إنترنت الأشياء خلال الخمس سنوات القادمة، 90 % منها سيذهب للإستثمار في الأنظمة و البرمجيات التي تشغل هذه الأجهزة.

أجهزة الإرسال اللاسلكية التي تتواصل مع الهواتف المحمولة – أو ما تُسمى بال beacons – واحدة من أبرز علامات عصر إنترنت الأشياء. وباتت تلك الأجهزة تغزو المتاجر الكُبرى حول العالم مع إتساع إستخداماتها، حيث يُنتظر أن يبلغ عدد الأجهزة المُستخدمة منها في المتاجر حول العالم الى ٣,٥ مليون جهاز بحلول العام ٢٠١٨، مُقارنة ب٩٦ ألف جهاز فقط العام الماضي ٢٠١٥.

وتُستخدم تلك الأجهزة حاليا في ما يزيد عن ٢٥ سلسلة من المتاجر الكُبرى الشهيرة، وتتضمن وظائفها إرسال إشعارات تنبيهية للمُستخدمين على هواتفهم المحمولة عند عبورهم أمام أحد المتاجر إذا ما كان المتجر يُقدم عروض ترويجية خاصة على سلعة كان المُستخدم قد ابدى إهتماما بها من قبل أو فكر بشرائها عبر هاتفه المحمول، كما إستخدمتها بعض المتاجر مُتعددة الأقسام في تتبع عربات التسوق التي يستخدمها العُملاء، بهدف تحليل سلوكهم ومعرفة الأقسام التي تجتذب إهتمامهم أكثر، وكذلك دراسة تأثير العروض الترويجية عليهم. إستخدمت سلسلة متاجر الإلكترونيات الشهيرة BestBuy التقنية كذلك في مُكافئة العُملاء على دخول متاجرها بمنحهم كوبونات تخفيض.

من سيتحكم بإنترنت الأشياء؟

على عكس العصرين السابقين (عصر الحاسب PC و عصر الأجهزة المحمولة Mobile) فإن إنترنت الأشياء ليست منتجاً أو نظاماً ستنتجه شركة و ستبيع منه لملايين المستهلكين. إنترنت الأشياء هو مفهوم جديد لكيفية عيشنا و إدارتنا لأعمالنا بإستخدام شبكة الإنترنت. لذلك لن تجد شركة تسيطر على هذا السوق. ولكن بالأخذ بالمعطيات الحالية ، فإن أكثر 4 شركات مرجح أن يكون لها و لتقنياتها شأن كبير في هذا السوق هي:

 سيسكو: إنترنت الأشياء هي شبكة من الأجهزة المتصلة، و عندما نقول شبكة فإن لسيسكو الكلمة العليا في هذا المجال. سيسكو من أوائل الشركات التي إستثمرت في تقديم حلول لقطاع الأعمال في مجال إنترنت الأشياء و لها دراسات مهمة جداً في هذا المجال.

مايكروسوفت: بوجود نظام تشغيل (ويندوز) يعمل على مليار و نصف الجهاز و منصة حوسبة سحابية (أجور) هي الأفضل و الأقوى لقطاع الأعمال، أضف إلى ذلك إطلاق مايكروسوفت لنسخة خاصة من ويندوز موجهة لإنترنت الأشياء، بذلك تمتلك مايكروسوفت ما يؤهلها لقيادة قطاع البرمجيات و الحلول السحابية في سوق إنترنت الأشياء.

  جوجل : بخبرتها الثرية في قطاع المستهلكين و مجالي البيانات الضخمة Big Data و ذكاء الأعمال BI أضف إلى ذلك هيمنتها على عصر الجوال الذي نعيشه الآن، تملك جوجل الأدوات اللازمة لصناعة حلول ذكية يستفيد منها المستهلكين و قطاع الأعمال على حدِ سواء.

إنتل: عدد الأجهزة التي ستشكل مشهد سوق إنترنت الأشياء خلال 5 سنوات سيكون ضعفي أجهزة الجوال و الحاسب و الأجهزة اللوحية التي تعمل اليوم مجتمعة! من سيصنع معالجات هذا العدد الضخم من الأجهزة؟ ببساطة إنتل ستكون المشارك الأكبر في مجال العتاد Hardware خاصة مع وجود أبحاث و مشاريع ضخمة لها في هذا المجال بعدما فقدت حصة كبيرة من سوق الأجهزة المح