بقلم : خالد أبوظهر
لاشك أن الـ” Startups ” وريادة الأعمال لن تحلان مشكلة البطالة وتوظيف الشباب فى العالم العربي , إنما يتطلب الأمر خلق نظام بيئى اقتصادى ecosystem جديد يساهم بشكل إيجابى فى نمو الـ Startups فى المنطقة وربما يؤدى إلى تغيير قواعد اللعبة وطريقة العمل لدينا .وقد بدأنا نشهد ذلك بالفعل ولكن هناك بعض الصعوبات .
فمنذ ظهور الهواتف النقالة اعتدنا أن نسمع عن نظرية ” قفزة الضفدع ” والتى تتلخص ببساطة فى أنه مع التكنولوجيا ليس بالضرورة أن تلحق الدول النامية بخطط النمو التقليدية , وإنما من الممكن أن تصل للتنمية عن طريق ” قفزة الضفدع “, وقد تحقق ذلك بشكل فعلى وواقعي فى بعض قطاعات الخدمات , ولكن دائما من خلال تكنولوجيا مقترضة من الدولة المتقدمة والواقع أن هذه النظرية لا تنطبق على الصناعات التقليدية فهى لا تزال فى يد عمالقة غربيين , ولكن فيما يتعلق ببناء نظام بيئى اقتصادى لـ Startups وريادة الأعمال , لا يوجد طرق مختصرة أو أوهام أو ” قفزة الضفدع ” , إما أن يكون هناك نظام بيئى إيجابى أو لا يكون .لذلك علينا أن نبحث عن كيفية لبنائه وتحسينه .
هنا سنجد مجموعة من التساؤلات تطرح نفسها بشكل تلقائي وهى: كيف يمكن أن يتم ذلك ؟ من هم أصحاب المصلحة ؟ من يجب إشراكه فى تلك العملية ؟ ما دور الحكومات وصناع القانون ؟ ما هو دور المستثمرين المؤسساتيين؟ وكيف يمكن جذب المواهب إلى المنطقة من شتى أنحاء العالم ؟
أؤمن أن رائد الأعمال سيجد طريقه بمفرده وسينجح فى خلق وبناء رؤيته الخاصة . فمثلا هنرى فورد لم يتنظر أحداً أو مساعدة من شخص آخر لبناء رؤيته , كما لم يقف بانتظار قانونيين أو غيرهم , وإنما بحث عن طرق أو ربما خلق أدواته الخاصة لاستكمال مشروعه , هذا النموذج البسيط يؤكد فكرة أننا بالمنطقة نحتاج إلى اعتماد نظام بيئي اقتصادى يكون له القدرة على خلق مناخ إيجابي للتطوير .
فى هذا المقال , لن أضع خارطة طريق أو ما شابه ذلك لكننى أريد فقط التأكيد على أننا بحاجة ملحة لدخول الشركات الكبرى , وإلى تفهم صناع السياسات بشكل أفضل لاحتياجات مشهد ريادة الأعمال ويساهموا بشكل جدى فى تطويره .
ولهذه الأسباب تطلق مجلة وموقع ” أموال ” مجلس تحرير مكون من رواد أعمال وابتداءاً من هذا العدد سيكون لدينا قسماً خاصاً بريادة الأعمال يركز بشكل أساسي على Startups ويهدف إلى توصيل كل ما هو جديد بهذا القطاع إلى صناع الأعمال فى المنطقة , كما نحرص على أن نكون حلقة وصل بين الـ Startups والشركات وصناع القرار ,لأننا فى عصر الاقتصاد المقترض بحاجة إلى وضع سياسات واقعية .
وقد بدأت هذه الفكرة من هنا , من إمارة دبي , فقد كنت ضيفاً فى أحد المؤتمرات , واستمعت إلى رائد أعمال عمره لايتجاوز 28 عاما , وهو البورز توفانى حيث تحدث عن تجربته فى تطوير SnappCard ,مشروع بطاقات الولاء بشكل جديد .وكان من الممكن أن تكون تلك الفاعلية هى نهاية الموضوع , ولكن مناخ دبى والإمارات الذى يسمح بالتلاقى مرة أخرى , فهى منصة وملتقى لرواد الأعمال , كانت هناك فرص للقاءات آخرى دون موعد مسبق , تبادلنا فيه الحديث حول الاقتصاد وريادة الأعمال , ووافق البورز على فكرة إطلاق VENTURE AMWAL وبذلك أصبح أول عضو فى مجلس التحرير .
وفى نفس الطريق التقيت باهر الحكيم مؤسس MEDICUS , ونسيب حداد الرئيس التنفيذى لـ CloudAppers , وإن كانوا قد أخذوا منى وقتاً أطول في إقناعهم . وحتى يكون لدينا خبرة فى الـ ” FinTech” تمكنت من ضم زخارى سفارتى الرئيس التنفيذي والمؤسس لـ” دلما كابيتال” . وأخيرا وليس آخرا , كريم قريطم وهو رئيس ADCOMM إحدى شركات الإعلان وصديق قديم قادر على تغطية الجزء الإعلاني. وهنا أقول صديق قديم لأنني وهو الأكبر عمراً بهذا الفريق فقد تجاوزنا الأربعين .
مجلس تحرير VENTURE AMWAL سييذل أقصى جهده لطرح كل ماهو هام فى ساحة الأعمال وسيعمل على توصيل معلومات دقيقة لصناع القرار والسياسات .وأيضا سنعمل على بذل الجهد اللازم من أجل زيادة الاستثمارات بهذا القطاع , وتحسين قوانين حرية تبادل المعلومات فى مجال ريادة الأعمال .
مرة أخرى , لن تحل ريادة الأعمال مشكلة البطالة والتوظيف فى العالم العربى , لكن اختيار العديد من رواد الأعمال لمنطقتنا لإقامة مشروعاتهم ونجاحهم فى أن يصبحوا عمالقة فى مجالهم , هو بحد ذاته نجاح يحسب لنا .
أضف تعليق