في حين اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة رؤية إنمائية تقوم على اقتصاد السوق الحرة وتعزيز القطاع الخاص، ولكن على الحكومة أن تهتم بدورها الأساسي في ضمان إسعاد المواطنين وتحسين دخلهم، حيث لا ينبغي أم تتخلى الحكومة عن مسؤوليتها في توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان للمواطنين.
إصلاحات
ولضمان تقديم هذه الخدمات، تحتاج الحكومة إلى إصلاح طريقة عملها وإلا فإنه لا يمكن أن تتنافس بكفاءة وفعالية مع القطاع الخاص، تم إطلاق مبادرة الحكومة الذكية في عام 2013 من قبل الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وحاكم دبي.
إسعاد المواطنين
ويأتي الهدف الرئيسي من هذه المبادرة هو ضمان سعادة جميع المواطنين الإماراتيين، حيث يصف”بن راشد” الحكومة الذكية بأنها لا تنام (تعمل 24 ساعة،و 365 يوما في السنة)، بغرض خدمة المواطنين في أي وقت وفي كل مكان في الداخل و خارج البلد، وتحسين حياتهم.
ريادة الأعمال
لا يمكننا فصل مبادرة الحكومة الذكية عن رؤية “بن راشد” و دور الحكومة بشكل عام، حيث دعا حاكم الإمارات لإدارات الحكومية إلى تبني أفضل الممارسات والآليات في القطاع الخاص، مؤكدًا أن الوزارات تحتاج إلى أن تتبنى فكر ريادة الأعمال للبقاء حتى الآن.
الإصلاح
واستجابة للحاجة إلى الإصلاح، أطلق الشيخ محمد بن راشد قمة الحكومة العالمية السنوية في دبي في عام 2013، والتي ضمت كبار المسؤولين والخبراء والمتخصصين وأصحاب المصلحة المهتمين بالشؤون الحكومية العالمية.
وتعد هذة واحدة من مبادراته العديدة لتطوير العمل الحكومي والاستفادة من الخبرات الدولية، واعتمد العديد من المبادرات الأخرى للنهوض بعمل الإدارات الحكومية وتحويلها إلى مؤسسات فعالة وكفؤة.
وتشمل هذه الجهود مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، ومعمل الإبداع الحكومي، وجائزة محمد بن راشد للتميز الحكومي، وبرنامج الإمارات للتميز في الخدمات الحكومية.
التنمية المستدامة
إن تحقيق التنمية المستدامة لا يتوقف فقط على الموقع الجغرافي ووفرة الموارد الطبيعية والمالية والعوامل الديمغرافية، ولكنه يعتمد على بيئة مواتية للتنمية، وتتألف في المقام الأول من حكومة فعالة، وإدارة إبداعية وذكية، وآليات تعزز الاستثمار وريادة الأعمال، ونظام متقدم ومتطور من الخدمات يغطي جميع المجالات.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة على علم بهذه الشروط المسبقة منذ عهد الراحل الشيخ زايد تحت قيادة خليفة له، الشيخ خليفة، أصبحت البلاد رائدة في إصلاح الحكومة في العالم العربي والمنطقة وخارجها، وقد تعلمت بلدان كثيرة واستفادت من تجربة الإمارات في مجال الإصلاح الحكومي.
الحكومة الذكية
إن مبادرة الحكومة الذكية، بالإضافة إلى المبادرات الأخرى الرامية إلى بناء حكومة فعالة حديثة تتكيف بكفاءة مع التغيرات المحيطة، هي جزء من رؤية الإمارات للمستقبل.
وفي أكتوبر 2016 خضعت الحكومة لتعديل وزاري، وعرضت فيه حوافظ وزارية جديدة لتوطيد سبل التصدي للتحديات المقبلة، وترشيح وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، ووزير الدولة للعلوم المتقدمة، ووزير الدولة للأمن الغذائي.
وقال الشيخ محمد أن هذا الإصلاح سيركز على “المهارات المستقبلية والعلوم المستقبلية والتكنولوجيا المستقبلية ونحن نستعد للذكرى المئوية لإمارة الإمارات لضمان مستقبل أفضل لأجيالنا”، مضيفا “نريد أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة الأكثر استعدادا في العالم بلد للذكاء الاصطناعي “.
رؤية إنمائية
إن الأهمية التي توليها دولة الإمارات لإصلاح حكومتها وتعزيز دورها في عملية التنمية تعكس رؤية إنمائية متقدمة، مؤكدة الحاجة إلى الإصلاح من خلال الأحداث والتطورات الدولية، ولا سيما في أعقاب الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
وقد اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية تعزز الانفتاح الاقتصادي والنهوض ببيئة القطاع الخاص للعمل بحرية كما قامت الدولة بإصلاح وظائف الحكومة حتى تتمكن من التنافس مع القطاع الخاص،بما في ذلك الحكومة الذكية والمبادرات الرائدة الأخرى تلعب جميعها دورها في جعل دولة الإمارات فريدة من نوعها.
أضف تعليق