تقارير رئيسي

كيف هبطت أسعار النفط دون 70 دولارا للبرميل؟

ما بين تزايد مخاوف كورونا، وارتفاع المخزونات، مع تعثر المؤشرات الاقتصادية، تضافرت العوامل ضد أسعار النفط لتهبط دون 70 دولارا للبراميل.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت إلى 69.99 دولار للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ليسجل 67.84 دولار للبرميل. وهبط الخامان القياسيان بأكثر من دولارين للبرميل أمس الأربعاء.

مخاوف دلتا

جاء على رأس العوامل التي ساهمت في هبوط أسعار النفط، المخاوف من تأثير انتشار السلالة المتحورة من فيروس كورونا دلتا على الطلب العالمي على الطاقة.

فرضت المزيد من الدول قيودا على التنقلات في ظل زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، ووسعت اليابان اليوم الخميس قيود الطوارئ لتشمل المزيد من المقاطعات.

وفرضت الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، قيودا في بعض المدن وألغت رحلات جوية، الأمر الذي يهدد الطلب على الوقود، بعد أن رصدت سلالة دلتا في نانجينج عاصمة إقليم جيانجسو التي تسببت في زيادة في الإصابات في الأيام الأخيرة.

وقال محللون من إف.جي.إي في مذكرة اليوم الخميس “تواجه الصين الآن أسوأ أزماتها مع كوفيد-19 منذ أن تمت السيطرة على التفشي الأول”.

وأضافوا أن “عودة انتشار كوفيد-19 وإعادة فرض القيود سيكون لهما تداعيات سلبية على الطلب على الوقود اللازم للتنقلات المحلية في الأمد القريب” مشيرين إلى أن إف.جي.إي تتوقع أن يقل متوسط الطلب على البنزين نحو 80 ألف برميل في اليوم في أغسطس آب مقارنة مع يوليو تموز.

التعثر الاقتصادي

وقال محللو إيه.إن.زد، إن حالات الإصابة بالسلالة شديدة العدوى دلتا ظهرت في 14 من 32 إقليما. قد يؤدي ذلك إلى استحداث قيود أخرى على الحركة”.

كما أشاروا أيضا إلى تباطؤ أنشطة الصناعات التحويلية كمبعث قلق رئيسي، للصين والولايات المتحدة.

وقال إيه.إن.زد “واصلت الأنشطة الاقتصادية الصينية التراجع في يوليو تموز، فيما نزل المؤشر الرسمي لمديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية إلى 50.4 من 50.9 في يونيو حزيران”.

“أنشطة التصنيع تباطأت أيضا في الولايات المتحدة، فيما نزل المؤشر آي.إس.إم إلى 59.5، وهي أدنى قراءة منذ يناير كانون الثاني، من 60.6 في يونيو حزيران”.

ارتفاع المخزونات

كما تأثرت الأسعار سلبا بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام ارتفعت 3.6 مليون برميل على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي.

كما أثر ارتفاع الدولار، الذي تغذيه توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي قد يبدأ في تشديد سياساته في وقت أقرب مما كان متوقعا، على أسعار النفط.

تعثر تعافي السفر الجوي

للأسبوع الثاني على التوالي، عاد تعافي حركة الملاحة الجوية العالمية خطوة إلى الوراء، وانخفضت سعة مقاعد شركات الطيران نحو ربع نقطة مئوية لتصل إلى 68% من السعة في نفس الأسبوع من عام 2019، قبل أن تتسبب جائحة كورونا في تعطيل توسع السفر متعدد السنوات الذي كان يغذيه العدد المتزايد من السائحين من الطبقة المتوسطة من الصين وجنوب شرق آسيا.

وجاءت أحدث انتكاسة، والتي ترجع إلى حد كبير إلى تفشي سلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا، بعد انخفاض بنحو نقطة مئوية في الأسبوع السابق عليه، وفقا لخدمة تتبع الرحلات الأسبوعية التابعة لوكالة “بلومبرج” للأنباء والتي تستخدم بيانات من متخصص الطيران “آو.إيه.جي” لمراقبة نبض العودة.

وتشكل آسيا أكبر التحديات مجددا. حيث أجبر أكبر تفش للفيروس في الصين منذ بدأ الوباء، المسؤولين هناك، على تعليق الرحلات الجوية وزيادة فحوص الكشف عن كورونا للعاملين بالمطارات.

وأضر هذا بجزء كبير من صناعة الطيران المحلية الضخمة في البلاد، والتي حققت أفضل أداء بين أكبر الأسواق العالمية في فترة ما قبل الوباء.

وفي الولايات المتحدة، توقفت الطاقة الاستيعابية لعدة أسابيع بسبب قيود التوظيف والتقدم البطئ صوب رفع القيود الحدودية مع أوروبا والأسواق الأخرى.

أما أوروبا، وهي المنطقة الوحيدة التي تم فيها استخدام ما يسمى بجوازات سفر اللقاح على نطاق واسع، فقد أحرزت جهود العودة مزيدا من التقدم، رغم أنها ستكون محدودة أيضا بسبب عدم التمكن من إعادة فتح السفر عبر المحيط الأطلسي بالكامل، وفقا لروب موريس رئيس الاستشارات العالمية في خدمة سيريوم، التي تتتبع الحركة الجوية.

حركة السيارات

وما زالت تداعيات الموجة الثالثة من كوفيد-19 تؤثر على حركة المرور على الطرق البرية عبر دول جنوب شرق آسيا. حيث أن التكدس المروري مازال أقل بكثير من العادي في كوالالمبور وبانكوك وجاكرتا وسنغافورة، فيما فرضت الحكومات مستويات مختلفة من عمليات الإغلاق للحد من انتشار إصابات كوفيد.

ومازال التكدس المروري في طوكيو وأوساكا ومومباي ونيودلهي أقل من الطبيعي بشكل ثابت.

وفي الدول الأوروبية لايزال التكدس في تراجع فيما تتسارع إصابات كوفيد-19. وتسعى المزيد من الحكومات لزيادة معدلات التطعيم لاحتواء انتشار الفيروس لتجنب إعادة فرض عمليات إغلاق، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء في تقرير لها. غير أن حركة المرور في الطرق البرية تراجعت في أغلب المدن الأوروبية منذ بداية يونيو/حزيران.

ويتراجع التكدس المروري على الطرق في الصيف حيث أن المزيد من الأشخاص يشرعون في عطلاتهم الصيفية ولكننا نشهد تراجعا أكبر في حركة المرور عبر المدن الأوروبية مقارنة بالعادي، ما يشير إلى أن ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا يلعب دورا في تدني الحركة المرورية.

وتراجعت أيضا حركة المرور في العديد من المدن الأمريكية مؤخرا. وانخفض التكدس في سان فرانسيسكو ولوس أنجليس ونيويورك وواشنطن وهيوستن وتورونتو ومونتريال وفانكوفر. وفي أمريكا اللاتينية، مازالت إجراءات احتواء كوفيد-19 تؤثر على حركة المرور البرية، حيث تراجع التكدس في ريو دي جانيرو وساو باولو وبوينس أيريس وبوجوتا وليما وسانتياجو.