دعا الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) إلى أهمية إعادة النظر في التكلفة البيئية لاستخدام البلاستيك في المنتجات الاستهلاكية والتعبئة والتغليف.
وأشار الاتحاد إلى نتائج دراسة جديدة أجرتها مؤخراً مؤسسة الأبحاث البيئية الرائدة “تروكوست” التي توصلت من خلالها إلى أن التكلفة البيئية لاستخدام البلاستيك في المنتجات الاستهلاكية والتعبئة والتغليف تكون أقل بحوالي أربع مرات منها في حال استخدام مواد بديلة.
واعتمدت الدراسة على طرق حساب رأس المال الطبيعي، التي تقوم بقياس وتقييم الآثار البيئية، مثل استهلاك الماء وانبعاثات الغازات إلى الهواء والأرض والماء، والتي عادة لا تؤخذ ضمن الحسابات المالية التقليدية.
وتأتي أحدث دراسة لـ “تروكوست” وهي بعنوان “البلاستيك والاستدامة: تقييم الفوائد والتكاليف والفرص البيئية للتحسين المتواصل”، لتبني على بحث سابق من خلال المقارنة بين التكاليف البيئية لاستخدام البلاستيك واستخدام مواد بديلة، وتحديد الفرص المتاحة للمساعدة على خفض التكاليف البيئية لاستخدام البلاستيك في المنتجات الاستهلاكية والتعبئة والتغليف.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): “كثيراً ما يتردد في وسائل الإعلام عن أضرار استخدام البلاستيك في مختلف مواقف الحياة اليومية، مثل التسوق. وقد أجرت مؤسسة الأبحاث البيئية “تروكوست” دراسة معمقة عن صناعة البلاستيك والبدائل للمواد التقليدية توصلت خلالها إلى نتيجة مذهلة، مفادها أن استخدام المواد البديلة للبلاستيك تسهم في زيادة التكلفة البيئية بشكل كبير. ولا شك أنها نتيجة مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند مناقشة استخدام البلاستيك في المنتجات الاستهلاكية في أرجاء دول مجلس التعاون الخليجي مستقبلاً”.
وأضاف: “يبلغ إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي حالياً من البلاستيك 26.5 مليون طن سنوياً، وفقاً لتقارير وأبحاث جيبكا. وتأتي هذه الدراسة لتؤكد أن مشاريع تصنيع البلاستيك تمضي قدماً في الطريق نحو تحقيق أهداف الاستدامة، التي باتت حديث الجمهور بعد إسدال الستار عن الإستراتيجيات الوطنية لقيادات دول التعاون”.
زيادة التكاليف
وتأتي نتائج هذه الدراسة المهمة لتطرح تغييراً جذرياً في المفهوم الخاطئ الشائع حول البلاستيك، فقد وجدت الدراسة الحديثة أن استبدال البلاستيك في المنتجات الاستهلاكية والتعبئة والتغليف بمزيج من المواد البديلة التي توفر نفس الوظيفة من شأنه زيادة التكاليف البيئية من 139 مليار دولار إلى 533 مليار دولار أمريكي سنوياً. وذلك نظراً لأن ما يتمتع به البلاستيك من خصائص تتمثل في المتانة وقوة التحمل وخفة الوزن تساعدنا على أداء الكثير بأقل المواد، الأمر الذي سيكون له مردود إيجابي في توفير فوائد بيئية خلال دورة حياة المنتجات البلاستيكية والتعبئة والتغليف.
وخلصت الدراسة إلى أن التكاليف البيئية للمواد البديلة قد تكون أقل إذا ما نظرنا من جانب واحد فقط وهو بحسب كل طن منتج ولكن من الناحية الإجمالية وبالنظر إلى كمية المواد المطلوية من أجل الوفاء بنفس الغرض سنجد أن المعادلة قد تغيرت لصالح البلاستيك.
وأوصى القائمون على الدراسة باتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها المساعدة على تقليص التكاليف البيئية للبلاستيك بشكل عام، مثل زيادة استخدام الكهرباء منخفضة الكربون في إنتاج البلاستيك، واعتماد وسائل نقل منخفضة الانبعاثات الكربونية، وتطوير طرق تعبئة وتغليف بلاستيكية أكثر كفاءة، وزيادة إعادة التدوير واستعادة الطاقة من البلاستيك في مرحلة ما بعد الاستخدام للمساعدة على الحد من التخلص من النفايات في المحيطات والحفاظ على الموارد.
ومن جانبه، قال ليبي برنك، النائب الأول للرئيس لمنطقة أمريكا الشمالية في “تروكوست”: “نقدم هذه الدراسة المعمقة التي تعد أكبر دراسة لرأس المال الطبيعي تمّ إجراؤها على الإطلاق لقطاع تصنيع البلاستيك.
أضف تعليق