على وقع الانسحاب من الاتفاق النووى ..الارتباك يسود الأسواق العالمية

مع انسحاب ترامب من الاتفاق النووى مع إيران وما سيترتب عليه من توترات جيو سياسية يتأهب الاقتصاد العالمى لهزة مرتقبة ومن المرجح أن تؤدي بيئة العزوف عن المخاطرة إلى تفكير المتداولين في الهروب إلى الأصول الآمنة،

النفط يلامس أعلى مستوياته  وتوقعات بارتفاعه لـ80 دولار

ارتفعت أسعارالنفط أكثر من 2% اليوم الأربعاء ليسجل برنت أعلى مستوياته في ثلاث سنوات ونصف، بعد أن تخلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الاتفاق النووي مع إيران وأعلن توجهه لفرض أعلى مستوى من العقوبات عليها.

ولامست العقود الآجلة لخام برنت في وقت ما أعلى مستوياتها منذ نوفمبر تشرين الثاني 2014 عند 76.75 دولار للبرميل. وبلغ السعر 76.52 دولار للبرميل مرتفعا 1.67 دولار بما يعادل 2.2% عن الإغلاق السابق.

وارتفعت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.43 دولار للبرميل أو 2.1% إلى 70.49 دولار مقتربة من مرتفعات لم تبلغها منذ أواخر 2014.

وفي الصين، أكبر مشتر منفرد للنفط الإيراني، سجلت العقود الآجلة للخام في شنغهاي أعلى مستوياتها بالدولار منذ إطلاقها في أواخر مارس آذار متجاوزة 73.20 دولار للبرميل.

وعزى المحللون صعود الأسعار القوي إلى تراجع متوقع في صادرات النفط الإيرانية.

وقال سوكريت فيجاياكار مدير تريفكتا لاستشارات الطاقة “صادرات إيران من النفط إلى آسيا وأوروبا من شبه المؤكد أن تتراجع لاحقا هذا العام وفي 2019 مع بحث بعض الدول عن بدائل، تفاديا للمتاعب مع واشنطن ومع بدء ظهور تأثير العقوبات”.

ومن المتوقع أن تخسر أسواقالنفط ما بين 400 إلى 500 ألف برميل من النفط الإيراني في العالم، وذلك بعد الـ180 يوم حينما تبدأ أميركا في فرض العقوبات على النظام الإيراني

الصورة  لم تتضح بشأن ما إذا كانت هذه العقوبات هي توجه أميركي فقط، وإنتاج النفط الإيراني يتجه إلى آسيا بنسب تتراوح بين 60 إلى 70%، وإذا حدث ارتفاع في أسعار النفط إلى مستوى الـ80 دولارا فإن دول أوبك ستلزم نفسها بزيادة الإنتاج لأنها لا تريد أن يكون فيه ضرر على المستهلك النهائي”.

لذلك من المرجح  حدوث تغيير فني في سياسةأوبك، في حال ارتفاع الأسعار لـ80 دولارا، إلا أنه من غير المعروف هل سيكون التحرك ضمن النطاق المتعارف أم لا، كأن تقوم السعودية بضخ المزيد من النفط لأن الطلب العالمي سيرتفع خاصة مع بدء تطبيق العقوبات ودخول فصل الشتاء وزيادة إنتاج النفط الصخري.

انخفاض أسهم الشركات الفرنسية التي تربطها علاقات عمل مع إيران

تراجعت أسهم الشركات الفرنسية التي تربطها علاقات عمل مع إيران، مثل بيجو سيتروين لصناعة السيارات وايرباص للطائرات، اليوم الأربعاء بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.

أسهم بيجو انخفضت 1.5% في المعاملات المبكرة ونزل سهم منافستها رينو، التي تعمل في إيران أيضا، 0.3%.

ونزل سهم ايرباص 1.1% لكن أسهم مجموعة توتال النفطية – ولها أعمال في إيران هي الأخرى – زادت 0.7% مع صعود أسعار النفط إثر إعلان قرار ترامب،

لكن الأسواق الأوربية تلقت دعماً من الأداء القوي لشركات النفط، مما عزز أسعار الخام.وبحلول الساعة 07:27 بتوقيت غرينتش، كان مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي مرتفعاً نحو 0.2%، في حين ساعدت أسعار النفط المرتفعة “فايننشال تايمز 100” البريطاني الغني بأسهم شركات السلع الأولية ليزيد 0.4%.

وحقق قطاع النفط والغاز أكبر المكاسب حيث صعد مؤشره 1.5% إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات، مع ارتفاع أسعار الخام بعد قرار ترمب بشأن إيران، والذي يثير مخاطر اندلاع صراع جديد في الشرق الأوسط، ويلقي بظلال من الشك على إمدادات النفط العالمية.وصعدت أسهم شركات النفط الكبرى “توتال” و”رويال داتش شل” و”إيني” ما بين 0.9% و2%.

وارتفع سهم “سيمنس” 4.2% بعد أن رفعت الشركة الصناعية الألمانية العملاقة توقعاتها لأرباح العام بأكمله، مما طغى على بواعث القلق بشأن انكشافها على إيران.

إيرباص ستدرس قرار الرئيس الأميركي

وقالت شركة إيرباص إنها ستدرس قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قبل أن تتحرك مضيفة أن هذا سيحتاج وقتا.

وكانت الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) طلبت 200 طائرة ركاب بقيمة 38.3 مليار دولار بالسعر المعلن، من بينها 100 من إيرباص و80 من بوينغ و20 من ايه.تي.آر. وجميع الصفقات رهن بتراخيص أميركية، نظراً للاستخدام الكثيف لمكونات أميركية في الطائرات التجارية.

وقال رينيه أوليه، مدير الاتصال لدى إيرباص، “نحلل الإعلان بعناية وسنقيم الخطوات التالية بما يتسق مع سياساتنا الداخلية مع الالتزام الكامل بالعقوبات وقوانين الرقابة على الصادرات”. وأضاف “هذا سيأخذ بعض الوقت”

الأسهم اليابانية تتفاعل مع القرار الأمريكى

تراجعت الأسهم اليابانية اليوم (الأربعاء)، متأثرة بالتوترات العالمية ونزل المؤشر «نيكاي» القياسي 0.4 في المئة ليغلق عند 22408.88 نقطة.

وزادت الخطوة التي اتخذها ترامب مخاطر الصراع في الشرق الأوسط ما دفع سهم شركة «إنبكس كورب» للتعدين للصعود بنسبة واحد في المئة.

وصعد سهم «تويوتا موتور» 3.8 في المئة إلى أعلى مستوى في ثلاثة شهور عند 7424 ينا، بعدما أعلنت الشركة نتائجها للعام بأكمله خلال ساعات التداول للمرة الأولى.

وقالت الشركة إنها حققت أرباح تشغيل سنوية بلغت 2.4 تريليون ين (21.90 بليون دولار) لتتفوق على منافستيها «فولكسفاغن» و«دايملر» للعام الخامس على التوالي.

وقالت «تويوتا» أيضا إنها ستعيد شراء ما يصل إلى 55 مليون سهم، بما يعادل 1.85 في المئة من أسهمها القائمة، بقيمة تصل إلى 300 بليون ين.

ونزل سهم «تاكيدا» للأدوية 2.4 في المئة بعدما قالت الشركة أمس إنها «اتفقت على شراء شاير المدرجة في بورصة لندن، مقابل 62 بليون دولار»، في أكبر صفقة ضمن موجة من الصفقات يشهدها قطاع الأدوية.

وقفز سهم «أساهي غروب هولدنجز» 7.2 في المئة، بعدما قفز صافي ربح الشركة في الفترة بين كانون الثاني (يناير) الماضي، و آذار (مارس) الماضي 430 في المئة إلى 14.8 بليون ين.وانخفض المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا 0.4 في المئة لينهي اليوم عند 1772.91 نقطة.

تراجع عقود الذهب في تعاملات اليوم

تراجعت عقود الذهب في تعاملات ،اليوم الأربعاء، بالتزامن مع ارتفاع الدولار لأعلى مستوى في 6 أشهر، لتتجاهل تأثير انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني.

وبحلول الساعة الـ (4:49 ت.غ)، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم حزيران/يونيو المقبل بنسبة 0.20 % (2.6 دولار) عند 1311.1 دولار للأوقية.وهبط سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.28 %، إلى 1310.92 دولار للأوقية (الأونصة).

وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس تحرك العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات، بنسبة 0.11 % إلى مستوى 93.04، في أعلى مستوى منذ ستة أشهر.

ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة عند 16.47 دولار للأوقية، فيما تراجع البلاتين 0.05 % إلى 912.71 دولار للأوقية.

الدولار مفقود في الأسواق الإيرانية تقريبا

ومنيت العملة الإيرانية بخسائر تاريخية بعد قرار الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من الاتفاق النووي.وفور توقيع الرئيس الأميركي قرار الانسحاب هبط الريال الإيراني إلى مستوى تاريخي جديد عند 80 ألف مقابل الدولار، ليقفز الدولار بنحو 5000 ريال فور إعلان انسحاب أميركا من الاتفاق لنووي.

بعض المواقع الإيرانية التي كانت تعلن سعر صرف الدولار توقفت عن الإعلان ومنها مواقع “إيران جيب”، “صراف الأولمبيك”، “دنياي اقتصاد” و”صرافي كيش”.

وأكدت مصادر أنه الدولار مفقود في الأسواق الإيرانية تقريبا وخاصة بعد أن قامت قوى الأمن في الأيام الأخيرة باعتقال بعض التجار، ولم يتجرأ أحد أن يبيع الدولار في الأسواق.

أما سعر المسكوكة الذهبية الإيرانية فبلغ 21 مليونا و300 ألف ريال، أي شهدت زيادة فورية بمقدار 300 ألف ريال. كما ارتفع سعر الذهب إلى مليونين و750 ألف أي بزيادة قدرها 180 ألف ريال.

وكان رئيس البنك المركزي الإيراني، ولي الله سيف، قدم أمس الثلاثاء استقالته، وذلك بعد أيام من تسجيل ثاني انهيار للعملة بغضون أسابيع، حيث بلغ سعر صرف الريال الإيراني 63 ألفاً مقابل الدولار الأميركي الواحد.