ريادة

خمسة أخطاء قاتلة للشركات والأعمال

0

رغم وجود مسؤولين تنفيذيين رفيعي المستوى ومستشارين، فإن بعض الشركات تتخذ قرارات تبدو مدمرة لأنشطتها التجارية. ويثير ذلك تساؤلات عديدة، مثل: كيف لمؤسسة يقودها مسؤول يحصل على رواتب بملايين الدولارات سنويًّا، أن تضع نفسها في مشكلات كبيرة؟

يمكن أخذ “كاريليون” كمثال قريب؛ حيث أعلنت هذه الشركة العملاقة في قطاع البناء بالمملكة المتحدة إفلاسها في وقت سابق هذا العام، وفقد على إثر ذلك آلاف الوظائف، وربما يمكن العودة قليلًا إلى الوراء للحديث عن فشل “نوكيا” التي لم تتمكن من التكيف مع ثورة الجوالات الحديثة كـ”آيفون”.

ووفقًا لتقرير نشرته “بي بي سي”، هناك مخاطر تقليدية تُسقط الشركات والمسؤولين يمكن تسميتها “الخطايا القاتلة” في عالم الأعمال.

خمسة أخطاء قاتلة للشركات والأعمال

الخطأ

التوضيح

الغطرسة

– في أغسطس/آب 2008، سار “جاري هوفمان” إلى مكاتب “نورثيرن روك” في “نيوكاسل” حيث عين مديرا تنفيذيًّا لهذه الشركة المتخصصة بالرهن العقاري التي اشترتها الحكومة البريطانية بعد سنوات من التعثر.

– من أبرز الانطباعات التي لاحظها “هوفمان” مدى الرفاهية في المكاتب والبنايات الفاخرة للغاية، فصرح وقتها بأن القيادة فقدت التواصل مع العالم الحقيقي؛ حيث إن المكاتب كانت كبيرة للغاية، وفصلت المسؤولين عن الموظفين، بل إن العاملين كان بعضهم في معزل عن بعض.

– توسعت “نورثيرن روك” في منح رهون عقارية جاذبة للغاية، وبشكل سريع، وتمويلات من خلال قروض قصيرة الأجل، وهيمن على الشركة فكرة السعي وراء طموحات شخصية للمسؤولين.

– يرى “هوفمان” أنه كلما توسعت الشركة أصبح الأمر أكثر أهميةً وصعوبةً في الإدارة. ولو لم يكن المسؤولون حريصين من تلقاء أنفسهم، فلن يبلغهم أحد بمدى الأخطاء القاتلة التي تُرتكب، وهو ما يمكن وصفه بـ”الغطرسة” في الإدارة.

الخوف

– في هذه النقطة، تحدث المدير التنفيذي لـ”DIY” للتجزئة “بيل جريمزي” الذي عُين في هذا المنصب عام 1996، عن مدى ما يمكن أن تصل إليه شركة كبرى دخلت في مرحلة من التعثر؛ حيث كانت على وشك الانهيار بسبب واقعة احتيال محاسبي.

– تمكن “جريمزي” من تغيير ثقافة الشركة كليًّا، وجذب تمويلات من المستثمرين. ومن أبرز تكتيكاته الإدارية قضاء أسبوع كل عام في فرع مختلف لاكتشاف المشكلات التي يعاني منها الموظفون.

– أكد “جريمزي” في إحدى المقابلات عدم التقليل من تأثير قادة الأعمال، لا سيما الذين يتمتعون بشجاعة في اتخاذ القرار؛ حيث أشار إلى أنه عمل تحت قيادة مسؤولين تنفيذيين كانوا يقودون بخوف، وينقلون القلق إلى موظفيهم بشأن احتمالية فقدان وظائفهم، وضرورة التمسك بالأوامر الموكلة إليهم فقط.

– وصف “جريمزي” هؤلاء المسؤولين الذين يزرعون الخوف في نفوس الموظفين بشأن احتمالية الإقالة بـ”الطغاة”؛ حيث إنهم يتسببون في لجوء الموظف إلى إجراءات يائسة لعدم الوقوع في الخطأ، كتزييف أرقام والاحتيال لكي يكون مديره سعيدًا.

الرضا عن النفس

– قال “هوفمان”: يمكن لأي شخص أن ينمو سريعا، ولكن يجب التأكد من أن هذا النمو السريع للغاية لا يصاحبه مخاطر شديدة، على سبيل المثال، هناك شركات الطيران منخفض التكلفة التي تحاول جذب العملاء الساعين لدفع تذاكر رحلات رخيصة، لكن البعض منهم يتعرض لصدمات مالية تعرضهم للانهيار.

– في العام الماضي، تعثرت شركتا “مونارك إيرلاينز” و”إير برلين” بعد تعرضهما لخسائر فادحة، وكان على المسؤولين لديهما التأكد من فعل كل شيء يؤدي إلى الربحية.

– أوضح “هوفمان” أنه في ضوء ذلك، تركز الشركات والمسؤولون على الربحية والنمو فقط؛ كي تكون قيادتها راضية عن نفسها، لكنها تنسى مثلًا العملاء الذين تتغير سلوكياتهم وأنماط اهتماماتهم باستمرار.

الطمع

– يرى “جريمزي” أن مجالس الإدارات والمسؤولين التنفيذيين يمكثون الكثير من الوقت بشكل مبالغ فيه وهم قلقون بخصوص رواتبهم ومكافآتهم – لاسيما المناصب القيادية منهم.

– أكد “جريمزي” أنه في الخمسة عشر عاما الماضية، أصبح مديرو الشركات في بريطانيا على وجه الخصوص جشعين للغاية، ونصح بضرورة التوقف عن ذلك ومشاركة المكافآت عبر الهيكل المؤسسي للشركة وتوصيل ذلك إلى الموظفين.

– اتخذ “جريمزي” شركة “جون لويس” مثالًا يُحتذَى به في عدم الجشع؛ حيث إنها تطلق خطة توزيع نصيب من الأرباح على الموظفين سنويًّا.

السطحية

– في بعض الشركات، ينصب التركيز على بناء واجهة تبدو جيدة أمام العملاء والأسواق. ويحدث ذلك من خلال إنفاق كثير من الأموال على مبادرات تسويقية أو ابتكار وسائل إدارية أو اتباع صيحات الموضة.

– تُرصد ميزانيات ضخمة يتم إنفاقها على المستشارين وفي بعض الأحوال توزيع المسؤولية على شركات أخرى خارجية، مثل شركة “Enron” التي بنت واجهة بارزة في السوق أخفت جميع مشكلاتها العميقة.

– تصدرت “إنرون” الأمريكية المتخصصة بالطاقة، عناوين الصحف بعد محاولات الحضور بشكل كبير في وسائل الإعلام المختلفة، لكنها أخفت ديوناً بمليارات الدولارات وانهارت بالفعل عام 2011.

– كان سقوط “إنرون” من أبرز انهيارات الشركات في الولايات المتحدة في ذلك الوقت. ووصف خبراء ما فعلته الشركة بـ”السطحية”؛ حيث كان من الأسهل إحداث تغييرات حقيقية في ثقافتها وطريقة تعاطيها مع الأسواق والمستهلكين بشكل حقيقي.