أظهرت الأحداث التي تجري في العالم اليوم أن السعي لتحقيق ما يسمى بالقيم الليبرالية يشكلتهديداباختفاء الرمز(الكود)الثقافي والخروج عن التقاليد والعادات الوطنية. وفي عدد منالدول الأوروبية أدىالالتزام الكامل بالقيم المعلنة فيما يتعلق بحرية التعبير والمعتقد ، وكذلك القبول الضمني بالانحرافات عن المعايير الأخلاقية في النشاط البشري ،إلى نشوءنزاعات كبيرة هناك بين مختلف الجنسيات والمجموعات العرقية ، مما تسبب في الصراعات الاجتماعية.
ويعتقد هو، أن التنمية التطوريةهي فقط من يعطيالأمة فرصة النجاح. لقدمر القرن العشرون بأكمله تحت راية الهزات الثورية. أما اليوم ، فقد تغيرت طبيعة الثورات ،حيث اكتسبت صبغة عرقية أو دينية أو ثقافية أو انفصالية واضحة. ولذلك ، فإن إعادة النظر بشكل جديبما يحدث في العالم –يعتبر جزءا من أيديولوجية ضخمة وعمل أيديولوجي يجب تنفيذهمن قبل المجتمع كله ،وكذلك الأحزاب والحركات السياسية ، ونظام التعليم.
وفقا لرأي رئيس جمهورية كازاخستان نورسلطان نزارباييف ،تظهر الحقائق الراهنة في المجتمع الكازاخستانيأن هناك ضرورةملحة للحفاظ على الرمز (الكود) الثقافي للشعب وخلقالوعي لدى الجيل الجديد من الكازاخستانيين ،الذين سوف يتحملون تحديات الحاضر.
ولهذا السبب دعا رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف في مقالته البرامجية “نظرة إلى المستقبل: تطوير الوعي العام” إلى تطوير مجتمعنا من خلال تطوير وعي المواطنين مع المحافظة على الجوانب المثلىفيالحياة اليومية والثقافية ،فضلا عنالتقاليد المتراكمة على مرالقرون ، وتاريخ الشعوب التيتعيش على أراضي دولة كازاخستان.
يتحدث نور سلطان نزارباييف عن انفتاح الوعيالذي يظهر ،حسب رأيه ، في ثلاثة جوانب رئيسية. وهي فهم ما يجري في العالم الكبير حول بلدك ، ومعرفة ما يحدث في الجزء الخاص بك من العالم.وكذلك الرغبة في التغييرالذي يحملمعه نظاما تكنولوجيا جديدا سيغير شرائح ضخمة من حياة الإنسان– العمل ،والحياة الأسرية ، والترفيه ، والسكن ،ووسائل التواصل.
في العقود القريبة القادمة سيختفي نصف ماهو موجود حاليا من الوظائف ،ولن يتمكن من العيش بنجاح في ظل هذه الظروف إلا الشخص المتعلم جدا.لذلك ،تعتبر جمهورية كازاخستان في الوقت الحاضر واحدة من البلدان الأكثر تقدما فيما يتعلقبحصة التمويل الحكومي للتعليم. فإذا أصبحالتعليم القيمة الرئيسةفي منظومة قيمالشباب ، فإن الأمة ينتظرها النجاح.ورئيس دولة كازاخستانواثق من ذلك.
لقد ذكرالرئيس نور سلطان نزارباييف ستة مشاريع محددة من المقترحأنه سيتم تنفيذها في المستقبل القريب في جمهورية كازاخستان.
ويأتي في المقام الأول،انتقال اللغة الكازاخية تدريجيا إلى الأبجدية اللاتينية.
يتمتع تاريخ الخطباللغة الكازاخية بجذور عميقة.
فقد نشأ ت وسادت في أوروبا وآسيا في القرنين السادس والسابع ، في العصور الوسطى المبكرة ، الكتابة الرونية التركية القديمة التي تعرف في العلمتحت اسم خط أو كتابة أورخون-ينسي.
نشأت الكتابة التركية القديمة في القرنين السادس والسابع الميلادي وكانت تعتبرواحدة من أقدم أنواع الكتابات الأبجدية لدى البشرية.
وكانت اللغة التركية منذ القرن الخامس وحتى القرن الخامس عشر الميلادي هي لغة التواصل الدولي في معظم أنحاء أوراسيا.
فعلى سبيل المثال،كانت الوثائق والمراسلات الدولية في عهد القبيلة الذهبيةيتم كتابتها وتداولها بشكل رئيسي باللغة التركية.
ومنذ بداية القرن العاشر وحتى نهاية القرن العشرين ،أي حوالي 900 عاما ،استخدم الخط العربي على أراضي كازاخستان. حيث بدأ التراجع عن الكتابة الرونية وانتشار اللغة العربية والخط العربي بعد اعتناق الإسلام.
وبتاريخ07 أغسطس 1929 اعتمدت رئاسة اللجنة التنفيذية المركزية للاتحاد السوفييتي ومجلس مفوضي الشعب في الاتحاد السوفييتي قرارا بشأن إدخال أبجدية لاتينيةجديدةهي “الأبجدية التركية الموحدة”.
تم استخدام الأبجدية اللاتينيةبشكل رسمي منذ عام 1929 ولغاية عام 1940 ،ثم تم استبدالهابعد ذلك بالأبجدية السيريلية. حيث تم اعتماد القانون “بشأن تحويل الكتابة الكازاخيةإلى أبجدية لاتينية جديدة على أساس الأبجدية الروسية” بتاريخ 13 نوفمبر 1940.
وهكذا ،فتاريخ تغيير أبجدية اللغة الكازاخية كان يتم تحديده في المقام الأول لأسباب سياسية محددة.
وفي شهر ديسمبر 2012 قال الرئيس نور سلطان نزارباييف في رسالته السنوية الموجهة إلى شعب كازاخستان “كازاخستان–2050”: “من الضروري أن نبدأ بتحويلأبجديتنا إلى الأبجدية اللاتينية منذ عام 2025”. وهذا يعني أنعلى الكازاخستانيينأن يبدؤوا من الآن فصاعدا بالانتقال إلى الأبجدية اللاتينية في جميع المجالات. أي أنه بحلول عام 2025 سوف نبدأ بطباعة الوثائق والدوريات والكتب وكل شيء آخر بالأبجدية اللاتينية.
الأبجدية اللاتينية–هي الأبجدية المسيطرة على الكتابة في العالم ،وعند استخدامها ،ستصبح دولة كازاخستان أقرب وأكثر فهما للعالم. وهذا له تأثير إيجابي على القدرة التنافسية لدولة كازاخستان ،كما سيدل على أن البلاد تهدف إلى التعاون مع المجتمع الدوليعلى أوسع نطاق ممكن.
أما المشروع الثاني، الذي اقترحه رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف ، فيحمل اسم “المعارف الإنسانية الجديدة. 100 كتاب مدرسي جديدباللغة الكازاخية”في العلوم الاجتماعية والإنسانية. في إطارهذا المشروع ، يجب اعادةبناء أقسام العلوم الاجتماعيةوالعلوم الإنسانية من أجل دعم طبقة المثقفين الاجتماعيين في المجتمع الكازاخي.
يعتقد نور سلطان نزارباييف أنه من الضروري أن يتم في السنوات القريبة المقبلة ترجمة أفضل 100 كتاب في العالم من اللغات المختلفةفي جميع مجالات المعارف الإنسانية إلى اللغة الكازاخية ، وكذلك إعطاء الشباب إمكانية الدراسةبموجب أفضل النماذج العالمية.
المشروع الثالث–تنمية الحس الوطني. وتتمثل أحكامه الرئيسية في تنظيم العمل التاريخي الإقليمي الجاد ، ودراسة التاريخ الإقليمي ، وترميم الآثار الثقافية والتاريخية والمواقع الثقافية ذاتالنطاق المحلي.
المشروع الرابع–”الجغرافيا المقدسة لدولة كازاخستان”. يدور الحديث هنا ليسحول ترميم الآثار والمبانيفحسب ،بلحول ربط الوعي الوطني بشكل موحد معمجمع الآثار حولأوليتاو ،وضريح كوجا أحمد ياساوي ، والآثار القديمة فيتاراز ،ومدافن بيكيت آتا ، ومجمعات شرق كازاخستان ، والمواقع المقدسة في الأنهار السبعة. يقولنور سلطان نزارباييف: “هذه جميعا تشكل إطار الهوية الوطنية”.
المشروع الخامس– يعتبر هاما من حيث رفع القدرة التنافسية للأمة ،ويسمى “الثقافة الكازاخية الحديثة في عالم العولمة”. بفضل هذا المشروع يجب أن يعرف العالمدولة كازاخستان ليسمن خلال موارد النفط والمبادرات الضخمة فيالسياسة الخارجية ،بلوأيضا من خلال الإنجازات الثقافية للبلد. ويجب أن تصدح نماذج الثقافة الكازاخية بلغات الأمم المتحدة الستة. أما الاتجاه الثاني ، فيتمثل في إنشاء هذه الأعمال الثقافية الوطنية الحديثة.
المشروع السادس–”100 شخص جديد من كازاخستان”. يهدف هذا المشروع إلىتوجيه انتباه المجتمع إلى تاريخ الأشخاص المعاصرين.فهذه قصة أشخاص معينين من مختلف المناطق والأعمار ومختلف الجنسياتاستطاعوا تحقيق النجاح في ربع قرن من الاستقلال. ويعتبر رئيس جمهورية كازاخستان أن”قصتهم عن الحياة أكثر إقناعامنالإحصائيات”.
إن الرئيس نورسلطان نزارباييف واثق من أن “الدولة والأمة –هما ليسا بنية ثابتة ، ولكنهما كائن حي متطور.وأن الوقت لا يتوقف ، وهذا يعني التطوير ،تماما كما هو التاريخ– عملية مستمرة. وفي هذا العصر الجديديوجد لدى دولة كازاخستان فرصة تاريخية فريدة من نوعها لبناء مستقبل أفضل لهامن خلال التجديد والأفكار الجديدة. وفي الواقع الجديد ،الرغبة الداخلية في التجديد – هي المبدأ الرئيسي لتطويرنا. فمن أجل البقاء على قيد الحياة ،يجب أننتغير. وأي شخص يفشل في ذلك ،فسوف تغمرهرمال التاريخالثقيلة”.
أضف تعليق