عام 2019 قد يحمل تغيراً لافتاً فى مسيرة إنترنت الأشياء , إذ من المرتقب أن يتحول من مجرد كلمة طنانة ومصطلح فضفاض منتجات وخدمات ذات شخصية واضحة، تحقق وظائف محددة لها، وتستند إلى تطبيقات وأدوات متخصصة ضيقة النطاق تعمل بصورة رأسية
وفي وقت سابق كشف الرئيس التنفيذي السابق لـشركة جوجل أريك شميدت حين سئل مطلع السنة الميلادية الحالية عن مستقبل الإنترنت؛ أن الإنترنت بشكله الحالي سيختفي قريبا، وستحل مكانه شبكة “إنترنت الأشياء” وهي شبكة غاية في الذكاء والتعقيد، بإمكانها تصريف حياتك اليومية وتجهيز مأكلك ومشربك ومساعدتك في قيادة السيارة، وتحقيق رغباتك الآنية بمجرد اتصالك بالأشياء من حولك.
بحلول 2020، سيكون حجم سوق إنترنت الأشياء أكبر من سوق الهواتف المحمولة و أجهزة الحاسب و الأجهزة اللوحية مجتمعين بمقدار الضعفين! حيث ستصل عدد أجهزة إنترنت الأشياء إلى 35 مليار جهاز متصل بالإنترنت. يتوقع أن تصل إيرادات سوق إنترنت الأشياء إلى أكثر من 600 مليار دولار في عام 2020 فضلاً عن أن عصر البيانات الضخمة Big Data سيعيش مستويات جديدة حيث ستولد الأجهزة في عالم إنترنت الأشياء بحلول 2020 ما يزيد عن 40 ألف إكسا بايت من البيانات.
و توقعت شركة هواوي أن تصل قيمة الإنفاق على إنترنت الأشياء إلى تريليوني دولار أمريكي بحلول 2020، يأتي ذلك في ظل استخدام ملياري هاتف ذكي حول العالم، وانضمام 217 مستخدماً جديداً للإنترنت كل دقيقة.وأن يشهد النمو العالمي لإنترنت الأشياء إضافة 50 مليار جهاز متصل بالإنترنت بعد 3 سنوات، وأن يتجاوز عدد الأجهزة المتصلة سقف الـ 100 مليار بحلول 2025وانطلاقاً من هذه التوقعات والأرقام، فإن العقد المقبل سيكون لصالح إنترنت الأشياء، أو الإنترنت الصناعي، الذي يتمثل في إيصال الآلات بالإنترنت والحصول على بيانات منها، وتوظيفها لتحسين معدلات الكفاءة، أو إيجاد قيمة مضافة جديدة للعملاء
أكبر الإمكانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكمن في الإنترنت الصناعي (المدن الذكية)، وستشكل المنطقة 3% من هذا القطاع، ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى نحو مليارَي دولار . وتوقعت مؤسسة IDC للابحاث أن يبلغ حجم سوق انترنت الأشياء في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا حوالي 12.6 مليار دولار بحلول عام 2021.
وكشفت دراسة أن قيمة سوق إنترنت الأشياء سوف تتضاعف في الإمارات 3 مرات على الأقل خلال العامين المقبلين، وتوقّعت أن يصل سوق إنترنت الأشياء في الإمارات إلى نحو 128 مليار درهم في 2019، ما يتيح أمام الشركات والمؤسسات في المنطقة فرصة إحداث التحوّل في جوانب المعيشة اليومية وزيادة عائداتها المتحققة على الاستثمار.
لكن ثمة تحديات تواجه تلك الاستدارة التكنولوجية تتمثل فى :
الحاجة إلى التحفيز وتنشيط السوق ستكون أول التحديات الرئيسة التي تواجه إنترنت الأشياء العام المقبل، ليس بسبب ضعف جاذبية هذه الأنظمة، وإنما لأن المنزل الذكي المترابط هو الرؤية التي تمثل أكبر حلم بالنسبة للشركات وليس للمستهلكين، إذ لايزال المستهلكون يدخلون إلى عالم المنازل الذكية بمنظور مختلف، قائم على شراء أجهزة تدعم العديد من التطبيقات في وقت واحد، وهو توجه يتوقع أن يستمر في عام 2019.
وأوضحت «فورستر» في تقرير بعنوان «تقرير حالة إنترنت الأشياء عام 2019»، ونشرت ملخصاً له على موقعها، أن تلك التحديات تتمثل بالتطور الخطير المتوقع في التهديدات الأمنية وأنشطة المجرمين والمخترقين التي ستستهدف كل شيء، إضافة إلى بطء النمو في السوق الاستهلاكية، وصعوبة الانتقال من الشعار الطنان لإنترنت الأشياء الى الاستخدام الفعلي الواسع، فضلاً عن اشتداد المنافسة بين موفري منتجات وخدمات إنترنت الأشياء على هذه السوق بطيئة النمو، علاوة على تعاظم الحاجة إلى مهارات وخبرات جديدة في تشغيل أنظمة إنترنت الأشياء، وضمان عملها بالكفاءة المطلوبة.
التحدي الثاني الذي يواجه أنظمة إنترنت الأشياء في 2019 يتلخص بالتحول من كلمة طنانة غامضة بالنسبة لقطاع واسع من المستخدمين إلى شيء محدد يحقق نوعاً من الاستخدام الفعلي الجديد للتقنية، مشيراً إلى أن إنترنت الأشياء ليست ذات قيمة في حد ذاتها، حيث إن الأمر يتعلق بحالات الاستخدام والحلول والتطبيقات، إضافة إلى إدارة ومراقبة الأصول وحلول إدارة الأداء، فضلاً عن التعامل مع التحليلات في الوقت الفعلي.
التحدي الثالث خاصاً بمنتجي وموفري أنظمة إنترنت الأشياء، أكثر من المستخدمين لها، لافتاً إلى أن 2019 سيكون عام تضييق نطاق العمل، وتقديم منتجات وأنظمة تركز على حالات استخدام محددة ومحدودة، مرتبطة بها برمجيات وواجهات تفاعل مخصصة ومهيأة لأشياء بعينها، إذ سيتراجع البحث عن منصات صناعية عريضة النطاق، تدير كل العمليات الجارية في مصنع أو متجر أو منشأة ما. وبحسب التقرير سيكون التنافس بين منصات تتخصص في مهام محددة.
التحدي الرابع، يتمثل بمهارات الإدارة والتشغيل، لأنه مع الميل للتخصص والأنظمة والتطبيقات الرأسية، ستنشأ الحاجة إلى خدمات متطورة لإدارة انظمة إنترنت الأشياء، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى تحديات كبيرة في المهارات المطلوبة لإدارة وتشغيل أصول إنترنت الأشياء المجزأة.
تصاعد المخاطر الأمنية، يعد من أبرز تحديات أنظمة إنترنت الأشياء على الإطلاق خلال العام المقبل 2019، لاسيما مع انتشار مشروعات المدن الذكية، لافتاً إلى ان العديد من تلك المشروعات لا توفر الأمن للأجهزة المتصلة بها، ومن ثم فهذا التحدي سينتشر في الكثير من النظم ذات الصلة بالحياة اليومية لملايين المستخدمين، من نظم الإضاءة الذكية بالشوارع، إلى ضوابط حركة المرور، إلى التحكم في النقل العام، وغيرها.
التحدي السادس ,توفير أجهزة رخيصة من قبل منتجي أجهزة إنترنت أشياء حيث يسعون إلى إضافة مجموعات جديدة ومتنوعة من الأجهزة المتاحة، و يتطلع العديد منهم إلى الحصول على حصة في السوق بأسرع وقت ممكن، ومن ثم يعملون على توفير أجهزة رخيصة وسهلة الاستخدام وواسعة الانتشار.
أضف تعليق