مقابلات

مارجريتا درزينيك: دول الخليج بحاجة لتنويع اقتصادها بعيدا عن قطاع الطاقة

ترى مديرة التنافسية والمخاطر العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي “مارجريتا درزينيك” أن السياسات والمبادرات الإقليمية تلعب دورا هاما في تعزيز الابتكار والقدرة التنافسية وأنها مفتاح التنمية في العديد من البلدان وخاصة في الاقتصادات الصغيرة وان دول مجلس التعاون الخليجي أحرزت تقدماً ملموساً على صعيد التناسية ولكنها بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات في المجالات الأكثر أهمية وارتباطاً بمستقبل التنمية في هذه البلدان.

دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية هي أفضل الدول العربية من حيث المراكز في تقرير التنافسية ولعل ذلك يعود أساسا إلى بنيتها التحتية. ماهى التي التغييرات يمكن أن تعزز القدرة التنافسية الخاصة بهم؟ هل تعتقد ان التعليم، والتطوير والابتكار لديهم بنفس المستوى ؟

بالفعل دول مجلس التعاون الخليجي قدمت آداءاً جيداً على صعيد بعض المؤشرات الأساسية لقياس القدرة التنافسية والتي تشمل البينة التحتية لكن أيضا ساهمت البيئة المستقرة للاقتصاد فى هذه الدول والتى قامت بالاستفادة من العائدات الاستثنائية والضخمة على مدى السنوات الماضية واستثمرتها بشكل جيد فى تعزيز القدرة التنافسية لها .

بصفة عامة أحرزت اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي تقدماً ملموساً في هذا الصدد ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات في المجالات الأكثر أهمية وارتباطاً بمستقبل التنمية في هذه البلدان. وتحتاج جميع دول مجلس التعاون الخليجي لتنويع اقتصادها بعيدا عن قطاع الطاقة. وبالنسبة للبلدان ذات الدخول المرتفعة،فإن السبيل الوحيد لتحقيق مستويات مستدامة من الإنتاجية والنمو هو الاستثمار في الابتكار لضمان أن المنتجات والخدمات التى يقدمونها متطورة .

أما بالنسبة للاستثمارات فى البحوث والتطوير فهي غير كافية إذ لابد من تشجيع الابتكار وريادة الاعمال البسيطة بين السكان وداخل المدارس .كما يمكن لهذه الدول أن تقوم بمزيد من الضغط لتعزيز الابتكار في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

كيف تقيمون المخاطر في بلدان الربيع العربي مثل مصر وتونس ؟ وهل لديكم نظرة إيجابية اتجاه التغيرات السياسة فى هذه البلدان ؟

عدم الاستقرار المرتبط بدول الربيع العربي كان له تأثير سلبي على الأداء الاقتصادي لهذه البلدان على المدى القصير جدا . لكن الآن، ورغم انه لا يزال من السابق لأوانه الحكم على تداعيات التغيرات السياسية على نتائج مؤشر التنافسية العالمية، إلا أن المؤشرات تدل على أن العديد من التغييرات تمضى قدما فى الاتجاه الصحيح. ودول الربيع العربي بحاجة إلى الاهتمام بشكل خاص برفع مستوى بالإنتاجية، مع ضمان توفير فرص العمل والاندماج الاجتماعي. واعتقد ان هذا من شانه تحقيق رؤية أفضل للمستقبل فى بلادهم .

هل تعتقد أن تعزيز الابتكار وبالتالي الحاجة إلى التنافسية هو شأن أو إجراء محلى بحت ؟ أم أن السياسات الإقليمية يمكن أن تكون عاملاً إيجابياً؟

يمكن للسياسات والمبادرات الإقليمية أن تلعب دورا هاما في تعزيز الابتكار والقدرة التنافسية, فالتجارة الإقليمية والاستثمار، على سبيل المثال , مفتاح التنمية في العديد من البلدان وخاصة في الاقتصادات الصغيرة لضمان أن هذه الدول يمكنها التغلب على بعض القيود والمعوقات المتعلقة بحجم البلد الصغير، مثل محدودية المنافسة أو التدفقات المحدودة من الأفكار الجديدة. وانتقال التكنولوجيا والمعرفة، والاستثمار، وتدفق الأفكار عبر الحدود والسياسات الإقليمية يمكن أن تكون مفيدة جدا في هذا الشأن . علاوة على ذلك فإن التكامل الإقليمي يجعل من السهل للبلدان المشاركة في التجارة العالمية من خلال بناء سلاسل القيمة الإقليمية التي تتصل فيما بعد بسلاسل القيمة العالمية.

 

عدم الاستقرار السياسي يعد أحد المخاطر الكبيرة في المنطقة. إلى أي مدى تعتقدون أن هذا يؤثر على النمو الاقتصادي والشفافية؟

 

في الواقع يعد الاستقرار السياسي عامل مهم للنمو على المدى الطويل، كما أنه يضمن بيئة مستقرة وآمنة لممارسة الأعمال. والمخاطر المحتملة لعدم الاستقرار السياسي يعوق الاستثمار، وبالتالي يقلل من النمو في المستقبل.

 

هل تعتقدون أن انخفاض أسعار النفط سيدفع إلى الإصلاحات فى دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أفضل ؟

لاشك أن تراجع أسعار الطاقة يرفع الوعي بالحاجة إلى تعزيز القدرة التنافسية من خلال الإصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن هذه الإصلاحات من شانها أن تعزز التنوع الاقتصادى في بعض الدول وخاصة تلك ,التي لن تتعرض لضغوط مالية نتيجة انخفاض النفط , لكن في بلدان أخرى، قد تحد الضغوط المالية تحد من فرص الاستثمار وتبطئ الإصلاحات.

 

كيف يمكن تعزيز الابتكار في أى بلد ؟ وهل يمكن تحقيق ذلك فى الدول العربية؟ وهل لديك أمثلة إيجابية ؟

يمكن تحقيق الابتكار فى أى مكان , وتشيجع الابتكار ليس فقط من خلال توسيع البحث و التطوير وقدرة المشاريع ، ولكن أيضا من خلال تشجيع الإبداع ونماذج الأعمال القائمة على الابتكار، وهذا يعني طرق جديدة للقيام بالاعمال بدلا من القيام بأشياء جديدة. والابتكار يتوقف على بيئة الابتكار والابداع فى البلد ، كما يتضمن ذلك نظام التعليم، وتمويل الابتكار وريادة الأعمال كما أن للنظم التعليمية دور رئيس فى تحفيز الإبداع لذلك من الضروري تشجيع الابتكار كجزء من المنهج الدراسي في مرحلة مبكرة وتعزيز ثقافة عمل الأشياء بطرق مختلفة وريادة الأعمال.