استثمار

لماذا يلجأ المستثمرون إلى الذهب؟ – ست أسرار تعرف عليها

 يعتبر الذهب من أغلى المعادن في العالم، لطالما ظل الذهب محط جاذبية الأمم في تراثهم وثقافتهم منذ القدم. حيث ينظر الناس إلى الذهب كوسيلة لتمرير ثرواتهم والحفاظ عليها من جيل إلى جيل. فالذهب يحتوي على الخصائص الثمينة  من اللون الأصفر اللامع الفريد، إلى كونه لايتأكل ويمكن صهره بسهولة مما يجعله سهلاً بختمه كعملة معدنية. كما اعتماده العالمي كذخيرة للبنوك المركزية لدول العالم، تجعل منها محط أنظار ومتابعة الأسواق العالمية وخصوصاً بسوق الفوركس ( سوق تبادل العملات الأجنبية).

للذهب خصائص سوقية كبيرة، فهي الملجأ الآمن في الأحداث الاقتصادية والسياسية الغير المستقرة والتي يلجأ إليها المستثمرون. تعالوا نتعرف على أهم خمس أسرار التي تجعل الأسواق تلجأ إلى الذهب فورياً، وهي هامة لتوضيح العوامل التي تتحكم بالذهب و ترفع من سعره، لك كمستثمر بسوق محلي أو عالمي. 

أولاً… ضعف الدولار الأمريكي

على الرغم من أن الدولار الأمريكي هو واحد من أهم عملات الاحتياطي في العالم ، فعندما تنخفض قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى كما حدث بأحداث الربيع العربي مثلاً أو في جائحة كورونا،  فإن هذا غالباً ما يحفز المستثمرين للجوء إلى عملات أقوى ومستقرة مثل الفرنك السويسري مثلاً ، مما يرفع أسعار الذهب.  فقد تضاعف تضاعف سعر الذهب ثلاث مرات تقريبًا بين عامي 2011 و 2020 ، ووصل إلى مستوى 1800 دولار للأونصة في أوائل عام 2020 الحالي. ضعف الدولار قد يأتي من زيادة في العجز التجاري والتضخم بالبنك المركزي الأمريكي. والنقطة هنا ضعف الدولار يرفع سعر الذهب والعكس صحيح.

ثانياً… تضخم العملات

لقد كان الذهب تاريخيا تحوطا ممتازا ضد التضخم ، لأن سعره يميل إلى الارتفاع عندما ترتفع تكلفة المعيشة. على مدى السنوات الـ 50 الماضية ، شهد المستثمرون ارتفاع أسعار الذهب وهبوط سوق الأسهم خلال سنوات التضخم المرتفع. هذا لأنه عندما تفقد العملة الورقية قوتها الشرائية بسبب التضخم . فعندما يتضخم الجنيه المصري مثلاً أي يعني سعر السلعة الأصلي أرتفع عن سعرها الأصلي، فهذا يعني يوجد تضخم نتيجة لقلة الأحتياط من النقد الأجنبي وخطة موازنة للعجز التجاري ضئيلة، ولهذا يربتفع الذهب ويلجاء إليه التجار كأخر حل لتجنب الخسارات في العملة المحلية أو أجنبية.

ثالثاً… فترات الانكماش

يُعرف الانكماش على أنه الفترة التي تنخفض فيها الأسعار،  نتيجية، لتباطىء النشاط التجاري وأرتفاع الديون ، نستطيع وصفها بحالة الكساد الأقتصادي مثلما ما حدث بعام 2008. خلال فترة الكساد ، وهنا ترتفع القوة الشرائية النسبية للذهب بينما انخفضت أسعار أخرى بشكل حاد سواء للعملات و لقطاع التجزئة والعقارات وغيرها. 

 

خامساً… عدم اليقين الجيوسياسي

يرتفع سعر الذهب ليس بالأحداث عدم اليقين المالي فقط بل كذلك في أوقات عدم اليقين السياسي، وهي غالباً تحدث بعد حالة سياسية غير مستقرة تسبب في نقص في السلع الأساسية بالسوق المحلي أو على المستوى الأقليمي، خذ مثالاً حالة نقص السلع الأساسية وارتفاع أسعارها الأرز والدقيق والمواد الغذائية أثناء جائحة كورونا، هي أسباب تجعل من الذهب له قيمة سواء بتصريفه في عمليات البيع أو الشراء  أو الأحتفاظ به بسبب تضخم العملة المحلية أمام العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي.

سادساً… الطلب بالسوق الثقافي

يعتبر الذهب من أكثر السلع طلباً بالأسواق الناشئة. حيث يدخا الذهب في صلب ثقافات عدة منها بالشرق الأوسط والهند وشرق آسيا وكذلك في أوروبا. فموسم الزواج التقليدي يلعب الذهب به دوراً ثقافياً مهماً، حيث يزداد الطلب عليه سواء للمستهلكين أو من التجار كصناعة, حيث يشهد أرتفاعاً نسبياً في مواسم الزفاف بالربيع والصيف وهو عامل حيوي في فهم أوقات أرتفاع سعر الذهب وانخفاضه سواءاً على المستوى المحلي أو العالمي.