صحة

شركات تتحايل على “التأمين الصحي” بـ “مليون بطاقة وهمية”

قدر عاملون في مجال التأمين الصحي أن أعداد من يحملون بطاقات وهمية يصل لنحو مليون شخص تروجها مكاتب تقع بالقرب من الجوازات بهدف فتح شاشة في مجلس الضمان الصحي حتى توافق الجوازات على تجديد إقامة العامل.

وبحسب العاملين شهد سوق التأمين الوهمي إقبالا منقطع النظير رغم توعد مجلس الضمان الصحي التعاوني في أكثر من بيان بإيقاف شركات التأمين التي تروج للبطاقات الوهمية، مُقابل مبالغ رمزية لا تغطي نفقة العلاج مشيرين إلى أن التأمين (الوهمي) تحول إلى واقع لا مفر منه للكثير من العمالة التي يرغمها كفلاؤهم على تحمل نفقات تجديد إقامتهم.

وأوضح (س.ت) أحد مديري مكاتب الخدمات العامة من الجنسية اليمنية أن هناك نوعين من المكاتب التي تقدم خدمة التأمين الصحي الأولى مكاتب خدمات عامة تقدم خدمة التأمين الطبي كوسيط وتمثل الأغلبية العظمى من بين المكاتب المجاورة لموقع الجوازات، والنوع الثاني مكاتب فروع لشركات التأمين ذاتها لافتا إلى أن مكاتب الخدمات العامة تحصل على مبلغ خمسين ريالا عن كل بطاقة فتح شاشة مؤقتة في الجوازات تتراوح قيمتها ما بين (300-450 ريالا)

وأشار إلى أن هذه المكاتب ساهمت في تجديد آلاف الإقامات للعمال وعوائلهم خاصة في ظل إصرار الكثير من الكفلاء على تحميل العامل تكليف التأمين وعائلته أو تهديده بإلغاء الكفالة في حالة الرفض.

ويؤكد أيضا شريف سالم مسؤول أحد هذه المكاتب أن أغلب رواده يعلمون جيدا أسعار وفئات بطاقة التأمين الطبى بل إن أكثرهم يبحث عن الأرخص خاصة بعد ربط تجديد الإقامة بتوفير بطاقة تأمين لعائلته مشيرا إلى أن أغلب هؤلاء العمال لا تتجاوز راتبهم 3000 ريال.

ويؤكد حسان طالب (تشادي الجنسية) أحد العمال الذي التقت بهم «المدينة» أنه لا يرى أي مشكلة في بطاقة التأمين الرمزية والتي يتراوح قيمتها (300-450 ريالا) مشيرا إلى أن أغلب المكاتب التي تقدم هذه الخدمة تطلع العامل أن هذه البطاقات تستخدم فقط للأمراض البسيطة مثل ارتفاع درجات الحرارة والكحة ونزلة البرد البسيطة من خلال عدد محدود من المستوصفات ومستشفى واحد فقط.

أما أحمد على (فلسطيني الجنسية) فيروي أن بعض هذه المكاتب وفروع شركات التأمين تشترط على العامل أن يوقع على تعهد بأنه غير مصاب بأمراض مزمنة مثل السكر والضغط والأمراض الأخرى وكيف أن أحد شركات التأمين رفضت تحمل تكاليف عملية الزائدة الدودية لابنه في آخر لحظة مما اضطره أن يأتي بنفسه للبحث عن تأمين فردي قد يكلفه (9000-12000ريال).

وكان رئيس اللجنة العامة لشركات التأمين طل ناظر قد أوضح في ندوة التأمين السعودي الثالثة التي عقدت مؤخرا أن نسبة التأمين الصحي الوهمي في المملكة الذي يتم ترويجه عبر مكاتب تقع بالقرب من الجوازات تصل إلى 10% مقدرا عدد من يحملون هذه البطاقات الوهمية بنحو مليون شخص.

ومن جانب آخر يؤكد مستشار التأمين وعضو لجنة التأمين في مجلس الغرف المهندس عدنان خوجة أن هذا النوع من التأمين يستخدم لفتح شاشة في مجلس الضمان الصحي حتى توافق الجوازات على تجديد إقامة العامل وعائلته مضيفا أن الأسعار التي تضعها بعض هذه المكاتب غير منطقية ولا يمكن أن تغطي علاجا حقيقا للعامل معتبرا أقل متوسط مبلغ لتأمين عامل يتراوح عمره بين (18-45عاما) بنحو 1500ريال كسعر مجموعة وليس سعر فرد الذي يكون أعلى من ذلك بكثير أما بالنسبة لزوجات العمال الأجانب في عمر(30-45) فعلى الأقل يكون سعر التأمين تبدأ من 2500 ريال أو 3000 ريال إلى 5000 أو 7000 ريال لأن تأمين الزوجة يشمل الحمل والولادة إجباريا .

في حين لابد أن لا يقل تأمين الأطفال أقل من 17 عاما عن 1500 ريال ضمن مجموعة.

ويوضح خوجة أن هذه الأسعار هي الأدنى وتكون خاصة بمجموعة ويصعب إعطاؤها للأفراد بسبب تكاليف العلاج الطبي في المملكة كما أنها تمنح للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكر والضغط وغيره.