مقابلات

ريكاردو كرم لـ”أموال ” : ” تكريم” مبادرة تحاكي العرب والغرب في آنٍ واحد

كرم :حفل هذا العام كان الأكثر نجاحاً واستقطاباً وتأثيراً

” تكريم ” تجمع مبدعين عرباً بعيداً عن العمر والجنس والدين والسياسة

كرم : أبحث اليوم عن أمثلة حيّة تصلح عنواناً لجيل الشباب

 

أقيم الحفل السنوي السادس لمبادرة “تكريم” فى دبى بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزيرالثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة.

“أموال ” التقت ريكاردو كرم مؤسس ومدير عام مبادرة ” تكريم للانجازات العربية” ليحدثنا عن المبادرة والحفل الذى وصفه بأنه الأكثر نجاحاً واستقطاباً وتأثيراً حيث بكى الحضور ووقف تصفيقاً أكثر من مرة.

 

 

لنبدأ من مبادرة “تكريم”، كيف ولدت الفكرة وما هي أهدافها؟ وهل تجربتك التلفزيونية هي التي أودت بك الى “تكريم”؟

 

أبصرت مبادرة “تكريم” النور ساعيةً إلى احتضان عرب أبدعوا، مشكّلةً لهم منبراً يستعرض بفخرٍ واعتزازٍ قصص نجاحاتهم، ويحتفل بإنجازاتهم. تهدف المبادرة إلى نشر التفوّق العربي في مختلف المجالات والميادين، وتتوّج عملها من خلال حدثٍ سنوي إستثنائي يساهم في ضخّ الأمل عند الشباب العربي والإرتقاء بصورة العرب في كافة أنحاء العالم.إستغرق إعداد الفكرة خمس سنوات وأطلقناها في العام ۲۰١۰ في بيروت حيث مقرّ المنظّمة.

الشخصيات الهامة التي قابلتها في برامجي جعلتني ألمس مدى حاجتنا للإضاءة على إبداعات عربية فذة لا تزال مغمورة وأن نثبت للعالم مدى قدرتنا على الابداع وأن نبرز الوجه الحضاري لمنطقتنا العربية التي للأسف لطالما ألصقوا بها صفة الارهاب والتخلف. علاقاتي سهّلت علي ترجمة هذه الفكرة وتحويلها إلى مشروعٍ حي، ملموس وواقعي. الثقة التي بنيتها مع كبار الأسماء جعلتهم ينضمون إلى أسرة تكريم التي كبرت على مر السنوات. فقمت بتشكيل مجالس من أسماء ذات عيار ثقيل كجلالة الملكة نور الحسين، سموالأمير الحسين بن طلال، سموالأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز، سموالأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل،الدكتور الأخضر الإبراهيمي، السيّد رجا صيداوي، الصناعي كارلوس غصن، الدكتورة حنان العشراوي، الشيخة مي الخليفة وغيرهم.

الربيع العربي بدأناه، قبل أن يترجم على الأرض، عندما توجّهنا إلى الشباب العربي ودعيناه إلى الإستيقاظ من سباته العميق والتسطيح الذي يعاني منه. لذلك، أعتقد أن هذه المبادرة تكتسب يوماً بعد يوم أهميّة أكبر. مشاريعنا كثيرة وطموحنا لاحدود له.

 

ماهي الأسس التى تعتمدون عليها فى اختيار الفائزين ؟

يتمّ اختيار المرشّحين عن كل فئة من فئات “تكريم”من خلال عمليةٍ دقيقة بالغة الجدية، بمعزل عن الجنس أو الدين أو الأصل القومي أو الانتماء السياسي أو العمر، على أن يكونوا من أصلٍ عربي ما عدا مرشّحي فئة “المساهمة الدولية في المجتمع العربي”.

تنقسم عملية اختيار الفائزين على مرحلتين، تتمّ خلالهما دراسة إنجازات كل مرشّح على حدة وتقويمها:

في المرحلة الأولى، يُدعى المجلس الاختياري إلى إجراء مراجعة معمّقة لإنجازات المرشّحين ليصار إلى إعداد قوائم قصيرة من المرشّحين من أجل المضيّ قدماً في عملية اختيار فائزٍ عن كل فئة.

في المرحلة الثانية، يُدعى المجلس التحكيمي إلى مراجعة القائمة المختصرة من المرشّحين التي يكون المجلس الاختياري قد أعدّها عن كلّ فئة، لاختيار فائزٍ واحد لكلٍّ من فئات “تكريم”.

أعضاء أسرة “تكريم” يشاركون في الاجتماعات التي يتمّ في خلالها استعراض ملفّات المرشّحين ودراستها بصفة استشارية، من دون المشاركة في عملية التقويم.

 

في كل عام تقام “تكريم” في بلد. ما الهدف من ذلك؟

الهدف هو الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس. لا أريد أن يقال هذه المبادرة مشرقية أو خليجية أو مغربية…هي عربية بحت. تحاكي العرب والغرب في آنٍ معاً.

 

ماذا عن حفل “تكريم” السادس الذي أقيم مؤخراً في دبي؟

 

بعد بيروت و الدوحة و البحرين وباريس ومراكش، وفي زمنٍ عربي تتساقط فيه المدن والقُرى ركاماً فوق رؤوس أهلها وأطفالها ، وتُدكّ المعالم الحضارية بأسلحة الجهل والتعصُّب والجنون، التقينا هذا العام في دبي حيث أقيم الحفل السنوي الكبير لمبادرة “تكريم” بحضور صاحب السمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزيرالثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة.

دبي هي مدينة ارتبط حاضرها وماضيها بالتحدّي، بالازدهار، بالمُغامرة وبالانفتاح. وقد احتضنت الحفل الأكثر نجاحاً واستقطاباً وتأثيراً حيث بكى الحضور ووقف تصفيقاً أكثر من مرة.

 

 

أخبرنا عن بداية شغفك بالعمل الإعلامي وصولاً الى ما أنت عليه اليوم؟

 

بدأ شغفي بالإعلام المسموع وأنا مراهق. صمّمت على ولوج هذا العالم بالرغم من جهلي لأصول اللعبة. وكنت في السادسة عشرة من العمر، عندما إلتحقت بإذاعة Magic 102 مستنداً الى لغةٍ فرنسيةٍ متمكّنة وصوتٍ رخيم،فانطلقت أقدّم برنامجاً مرتين في الأسبوع وعلى الهواء. تآلفت مع الميكروفون وتصادقت مع العالم الخارجي حيث كنت أتوجّه إلى الشباب من خلال الموسيقى التي كانت حينها تعانق عصر الأغنيات الضاربةلمايكل جاكسون، مادونا، برينس وغيرهم من نجوم الغناء.ثم جاءني عرضٌ من مدير عام تلفزيون لبنان، آنذاك، ألفرد بركات،فانخرطت في العمل التلفزيوني بخلفيةٍ ثقافيةٍ مغايرة. فأنا لست خريج كلية الإعلام، ولست صحافياً، ولكن الهندسة الكيميائية وإدارة الأعمال هندستا تفكيري ومنطقي وكذلك إرادتي فبدأت، هوايةتقديم برنامج أسبوعي باللغة الفرنسية لمدة ثلاث سنوات قبل الإنتقال إلى فن الحوار.

في منتصف التسعينيات أصبح التلفزيون جزءاً مهما من حياتي. عملت على تطوير لغتي العربية لفظاً وكتابة، وأضحيت قارئاً “نهماً” للإصدارات العربية بعد أن كانت رفوف مكتبي مكدسة بالكتب الأجنبية.لم أشأ أن تكون إطلالتي في “التوك شو” تقليدية وعادية بل صمّمت على التمايز، لاسيما ان فن الحوار خطير ويجب عليك أن تفرغ جعبة الضيف بإجابات وتفاصيل ترضي حشرية المشاهد كي يتسمّر أمام الشاشة ويتابعك حتى النهاية. لكن شروط العمل حينها كانت محدودة والأفق كذلك. فلاميزانية والمحطات اللبنانية أرضية، غير أنَّ طموحي كان أكبر مني، ولم أشأ أن أتقوقع في إطارِ أحلامٍ صيفية بل عملت على تحقيقها،

فكان لي ما أردت.

 

كيف تمكّنت من اقناع أكبر وأهم الأسماء من الظهور في برامجك؟ وهل من سِر وراء ذلك؟

المعرفة والإطّلاع والمثابرة أساس كل شيء. فعندما يضع الإنسان هدفاً أمامه ويسعى إليه بكل قوّته لابد من أنيحقّقه. كلما أُعجبت بشخصية معينة كنت أبدأ في إجراء بحثٍ عنها ومراسلتها، ليبدأ العدالعكسي والتحضير المكثف. ومع الوقت، امتلأت السلة بالعلاقات والصداقات التي ساعدتني في توسيع دائرة ضيوفي ونسج حلقات من العمر. أعتقد أن مصداقيتي، نوعية ضيوفي، مستوى حواراتي، ومضمون نقاشاتي رسّخت صورتي، حققت لي سمة التميّز، فانتشر إسمي سريعاً وأثبتت برامجي نجاحها واحترام المشاهد لها ففُتحَت الأبواب التي استغلقت على الكثيرينغيري.

 

 

 

تستضيف أسماء عربية بارزة لكن مجهولة من قبل المشاهدين. ألا ترى في ذلك مخاطرة؟

 

من المعروف أن محطات التلفزيون في العالم العربي لا تستسيغ هذه الفئة من الضيوف على عكس تعاملها مع نجوم الغناء والتمثيل والسياسة والرياضة. أردت منذ البداية أن أتمايز وأرسم خطاً جديداً وأقدّم مادةً مختلفة إلى المشاهد. اليوم أتوجّه إلى الشباب العربي بنوعٍ خاص مانحًا ايّاهم مساحة من الأمل ونافذة للحلم وتوق إلى التميّز. “مرايا”، “وراء الوجوه”، “حديث آخر”، “مع ريكاردو كرم”، برامج متعددة ولكن الهدف واحد هو استنباط للحقيقة وسماح للمشاهد بالإستلهام من قصص وأمثلة ملفتة.كما أحرص على إعطاء مساحة هامة للتقارير بأسلوبٍ سريع وجذّاب، وعدم فصل الضيف عن بيئته السياسية والثقافية كي يتسنى رسم الملامح ومعاينتها بدقّة وشفافية.

 

 

من بقي من الشخصيات التي تنوي الإضاءة عليها؟

أبحث اليوم عن أمثلة حيّة تصلح عنواناً لجيل الشباب، مثلاً أحب محاورة الكاتب الأفغاني خالد الحسيني ، قطب عالم المعلوماتية بيل غايتس، أونغ سان سو… وكان لبعض الرموز- المثيرة للجدل بشكلٍ خاص- نكهة مختلفة أمثال الرئيس الكوبي فيديل كاسترو الذي احتجب والرئيس الفنزويليهوغو شافيز الذي انتقل إلى دنيا الحق.للأسف، سبقني الوقت.

 

هل من مشاريع تلفزيونية جديدة تقوم بها ؟

 

مشاريعنا التلفزيونية من خلال شركة الإنتاج RK PRODUCTIONS عديدة. على سيبل المثال لاالحصر:”قصة لقاء”،”وجوه المدينة” و “مع ريكاردو كرم”.تُبّث هذه البرامج على أكثر من شاشة محليّاً وعربياً على سبيل المثال لا الحصرBBC عربية،CNBC العربية، المستقبل، السومرية…

من ناحيةٍ أخرى، بعد نجاح الأفلام الوثائقية التي أعددناها مثل حارسة الإستقلال (علياء الصلح)، عميد الجمهورية (ريمون إده)، رفيق العمر (رفيق الحريري)، فاروق والمنفى (الملك فاروق) وغيرها، نطلق في بداية العام سلسلة أفلام جديدة نعمل عليها منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

معظم هذه الأفلام تُباع في المكتبات العربية لاسيّما ضمن مجموعة “زمن الكبار” في ال Virgin Megastore.

 

 

البعض يعتبر أن شخصيتك تتّسم بالغموض والفوقية. هل توافق على هذا التوصيف؟

 

كل واحد يقرأ الآخر بطريقة مختلفة. لم يطرق بابي أحد إلا وكنت موجود. من الممكن أن يكوّن البعض هذه الصورة عني، وخصوصاً الإعلاميون، لأنني بعيد.

لاأشارك أبداً في لقاءات أو مناسبات أو حفلات. حياتنا بعيدة ومختلفة ولاأعتقد أن شخصيتي تسمح لي بتقديم تنازلات لإرضاء الآخر أو كسب الرأي الآخر. أفضل أن يُقَيَّم عملي وليس نمط أو أسلوب حياتي.

 

 

هل واجهت مشاكل أثناء رحلتك الإعلامية؟

 

الصحافة مهنة المتاعب والمشقّات، غير أن نشوة الإنجاز والنجاح لايضاهيها أي شعور آخر فتتبخّر الأوزار والأعباء.

اليوم، أبتسم عندما أتذكّر أجهزة المخابرات اللبنانية تستجوبني بخصوص إحدى لقاءاتي مع شخصية نافذة تعيش في المنفى، مُنعَ بثُّها في منتصف التسعينات، وأنا في مقتبل العمر أحمل كل حماسة الشباب.

اليوم،أضحك عندما أعود بالذاكرة إلى تهديدات أميرٍ عربي كان يريدني أن أمتنع عن بثّ بعض لقطات مهمة من الأرشيف ضمن فيلمٍ وثائقي نفّذته. كثيرة هي الحواجز التي واجهتها…

لا أنسى أيضاً العقود مع القنوات التي لاتُحترم، المؤسسات الإعلامية التي لي مستحقّات في ذمّتها والتناحر كي لا نقول الحروب الصغيرة التي تحصل بيننا وبين القيّمين على تلك المحطّات.

 

لماذا لم تتحدّث عن هذه الأمور؟

لماذا؟ لا جدوى لكل هذا. ممّا لا شك فيه أنّ هذه المواضيع تشكّل مادّة دسمة وغنية للتداول الإعلامي غير أنني لم ولن ألهث وراء هذا.

أجد نفسي مؤتَمَناً على الكثير من الأسرار التي من المُبكر الإفصاح عنها. خلال عقدين من الزمن، عايشت وكنت شاهداً على تفاصيل مثيرة سوف أجمعها في كتابٍ في المستقبل البعيد.

 

أبرز الصداقات التي بنيتها؟

 

من مكاسب هذه المهمّة أنّك تبني صداقات من كل حدبٍ وصوب. أنا مدين لكل تلك اللقاءات التي أثرتني وصقلت شخصيتي. وبما أن النوعية كانت دوماً هاجسي، انعكس هذا الهاجس على نوعية أصدقائي المتناثرين في كل العالم.

 

مع من من هؤلاء استمرّت صداقتك؟

 

كثر على سبيل المثال لاالحصر ومع حفظ الألقاب: الإمبراطورة فرح ديبا بهلوي، الملكة نور الحسين، الملك أحمد فؤاد، الدالاي لاما، نازك الحريري، منى الصلح، باولو كويلو، أمين معلوف، كارلوس غصن، شارل أزنافور، جورجيو أرماني، زها حديد، ، جيهان السادات وآخرين.

 

 

كيفك والإعلام الإجتماعي؟

 

أصرّ فريقي أن يخلق لي صفحة على الفيس بوك Facebook.com/Karamricardo وكذلك على توتير Twitter.com/RicardoRkaramوعلى يوتيوب Youtube.com/ricardokaramchannel بالإضافة إلى موقعنا الإلكتروني: www.ricardokaram.com

أسعى إلى أن أكون ناشطاً. فالتواصل الإجتماعي سوف يكسر هذا الجليد ويقرّبني من الأصدقاء أينما كانوا…أتمنّى ذلك.