نفط وغاز

خبراء : هبوط النفط وحركة الاقتصاد العالمي سبب تراجع السوق السعودي

استمرت سوق الأسهم في هبوطها متأثرة في المقام الأول بضعف أسعار النفط التي لاتزال تثير موجة هبوط حادة، دفعت المؤشر لتسجيل خسارة وصلت في إحدى الفترات إلى 400 نقطة قبل أن يقلص التراجع إلى 240 نقطة عند الإغلاق تعادل نسبة 2.9 % وصولا إلى 8197 نقطة؛ وهو أدنى إغلاق في ثمانية أشهر، وسط تداولات بلغت قيمتها 5.4 مليارات ريال.

وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في نحو ستة أعوام، بعد أن هوت الأسهم في البورصة الصينية أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم، مما يؤجج المخاوف بشأن الطلب على الخام في وقت يشهد فيه السوق تخمة كبيرة من المعروض.

وتراجع سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 35 سنتا إلى 41.52 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0850 بتوقيت جرينتش وهو أدنى سعر له منذ أوائل 2009.

وتراجع سعر خام برنت القياسي في العقود الآجلة 35 سنتا إلى 48.39 دولارا للبرميل لكنه مازال إلى حد ما بعيدا عن أدنى مستوى له في 2015 والذي بلغ 45.19 دولارا للبرميل.

وفي هذا الصدد أكد اقتصاديون أن تراجع سوق الأسهم السعودية، يأتي تحت تأثير حركة الاقتصاد العالمية التي وصفوها ب”البطيئة”، وقالوا إن هذا التذبذب الذي يمر به السوق عزز من المخاوف لدى المتداولين وخاصة صغار المستثمرين، معتقدين أن الفترة المقبلة ستكون سيئة، مؤكدين في الوقت نفسه أن الاقتصاد السعودي قوي، وسيعاود المؤشر للتعافي خلال الفترة المقبلة.

وقال د. ناصر السعيد -محلل اقتصادي- إن ما تشهده سوق الأسهم من تراجع كبير نسبياً، يعد انعكاساً واضحاً لمعاناة الاقتصاد العالمي، وقال: “أستطيع التأكيد أن أسباب التراجع خارجية، فبطء الاقتصاد العالمي وتراجع وتيرته، بدأ يؤثر بشكل مباشر في اقتصاد دول الشرق الأوسط، ومن هنا رأينا موجة خسائر سيطرت على أسواق المال العربية، وكذلك الأسواق الخليجية التي تمر حالياً بمرحلة من الترنح”.

وبرأ د. السعيد المستثمرين السعودين من أسباب تراجع الأسواق، وقال: “لا أتوقع أن تكون هناك عمليات مضاربة، قد أدت إلى هذا التراجع المخيف، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها هيئة السوق، للحد من العمليات المضاربية، وتعزيز الاستثمار طويل المدى، وظهر ذلك في القوانين التي وضعتها قبل دخول الأجانب”.

وأشار إلى تأثير تراجع أسعار النفط على أسواق المال في السعودية والخليج، بقوله: “تراجع أسعار البترول عالمياً مستمر منذ يوليو من العام الماضي، حيث فقدت الأسعار نحو 60 بالمئة من قيمتها، وها هو النفط يقترب من حاجز ال40 دولاراً للبرميل، الأمر الذي يؤثر على اقتصادات الكثير من الدول، وبخاصة الدول الخليجية المصدرة للنفط، يضاف إلى ذلك إلى حرب أسعار العملات، وتراجع سعر اليوان الصيني بنسبة أربكت حسابات كثير من الدول”، مشيراً إلى أن “هذا التراجع سيغرق الأسواق العربية بالسلع الصينية الرديئة، الأمر الذي يؤكد حتمية فقد قيمة هذ السلع بعد فترة قصيرة من استخدامها”.

وأكد خالد القحطاني -محلل الأسواق المالية- أن هناك عاملا نفسيا وراء تراجع السوق، وقال: “تراجع سوق المال السعودية مستمر بوتيرة ثابتة منذ شهر مايو الماضي وحتى اليوم، بعكس التوقعات التي أشارت في وقت سابق إلى احتمالية اختراق المؤشر لحاجز ال10 آلاف نقطة، وخاصة بعد قرار المملكة السماح للأجانب بالدخول”، موضحاً أن العامل النفسي يلعب دوره في تراجع الأسواق.