تقارير

“بوينج” و “إيرباص ” : عقد كامل من حروب الأجواء

عائدات “بوينج” خلال العام الماضي 82 مليار دولار

“إيرباص” تتفوق على” بوينج” بإجمالى طلبيات بلغ 1.456 طائرة

161 مليار دولار قيمة الطلبيات الجديدة التي حصلت عليها ايرباص في 2014

الشركتان تخوضان منذ أكثر من عقد معركة شرسة على الحصص السوقية

9,6 مليار دولار مبيعات “بوينج” بالشرق الأوسط خلال 2014

تعيش صناعة النقل الجوي “أزهى عصورها “مع تراجع اسعار النفط وارتفاع الطلب على السفر جواً، في خضم هذه الجلبة، ينشغل أكبر مصنّعَيْن للطائرات في العالم في “صراعهم” الذي لا يتوقف، وتنافسهم الذي لا يخلو من المفاجئات تارة والضربات تحت الحزام تارة أخرى، للتربع على عرش صناعة الطائرات بالعالم والتي تقدر قيمتها بـ ٤،٩ تريليون دولار تقريباً خلال العقدين المقبلين

 

تقاسم الكعكة

على الرغم من أن الشركتين” بوينج” و”إيرباص” تملكان مجموعة واسعة من المنتجات في قطاعات مختلفة، إلا أن الشركتين تخوضان منذ أكثر من عقد معركة شرسة على الحصص السوقية لا سيما حين يتعلق الأمر بسد أي ثغرات في الطلب، وتحقيق ميزة أفضل وتحسين التصميم وزيادة عدد المقاعد في الطائرة وغيرها من الأمور التي تجعل الشركتين في تنافس مستمر .

وهناك معياريين رئيسيين لتحديد تفوق أحد الصانعين على الآخر، الأول: الطلبات الجديدة للطائرات وتمثل التفوق بالمبيعات، الثاني: تسليم طائرات جديدة لعملاء ودخولها للخدمة الفعلية في اسواق النقل الجوي العالمية وتمثل التفوق في الإنتاج.

وتكراراً لما حدث العام الماضي، العملاقين اتفقا على تقاسم “الكعكة”، وكشفت بيانات حديثة تفوق شركة تصنيع الطائرات الأمريكية “بوينج” على منافستها الأوروبية “إيرباص” من حيث صافي طلبيات الطائرات الجديدة، والتسليمات في الربع الأول من العام الجاري.

وسجلت “إيرباص” تسليمات بلغت 134 طائرة في الربع الأول من العام الجاري، منها طائرة من أحدث موديلاتها وهي “إيه 350″، و4 طائرات من طراز “إيه 380 إس”، مقابل 141 طائرة في نفس الفترة من 2014.

وعلى الجانب الآخر، حققت شركة “بوينج” الأمريكية عدد تسليمات بلغ 184 طائرة في أول 3 أشهر من عام 2015، مقابل 161 طائرة في نفس الفترة من العام الماضي.

وأعلنت “إيرباص” أن إجمالي الطلبيات المسجلة بلغت 121 طائرة في الفترة من يناير وحتى مارس الماضيين، متفوقة على “بوينج” التي سجلت إجمالي طلبيات بلغت 116 طائرة.

في حين بلغ صافي الطلبيات المعدلة وفقًا لعمليات الإلغاء، والتحويلات بين النماذج المختلفة لشركة “إيرباص” 101 طائرة، مقابل 110 طائرات لشركة “بوينج”.

وكانت “إيرياص” قد تفوقت في سباق الصدارة خلال العام الماضي، بصافي طلبيات بلغ 1.456 طائرة، في حين أنهت “بوينج” عام 2014 بصافي طلبيات بلغت 1.432 طائرة.

 

2014

بعد إعلان بوينج نتائجها للعام ٢٠١٤ وتحقيقها ارقاماً قياسية عند صافي طلبيات ١٤٣٢ طائرة جديدة محطمة رقمها التاريخي عام ٢٠٠٧ الذي بلغ ١٣٥٥ طائرة بدأت مظاهر الاحتفال في سياتل بعودة العملاق الأمريكي للعرش بشكل مطلق، خاصة أن سجلات ايرباص بنهاية شهر نوفمبر تشير إلى تفوق بوينج بأكثر من ٤٠٠ طلبية، ما يعني أنه يجب على ايرباص الحصول على أكثر من ٤٠٠ طلبية خلال شهر واحد وهو ما استبعده كثير من المحللين رغم تسرب الأخبار عن تكتم ايرباص على الطلبيات ليكون صداها مدوياً وقت الإعلان.

بالفعل مع موعد المؤتمر الإعلامي السنوي والذي تعلن فيها ايرباص نتائجها خلال العام أعلنت عن تفوقها على بوينج في صافي الطلبيات بـ ١٤٥٦ طائرة جديدة وتلقيها ٤٦٧ طلبية جديدة خلال شهر ديسمبر فقط!.

من جانب التسليمات والتي تعكس القدرة الإنتاجية للطائرات، تفوقت فيها بوينج للعام الثالث على التوالي بعد نجاحها في تسليم ٧٢٣ طائرة جديدة دخلت الخدمة الفعلية في أسواق النقل الجوي العالمي وحلت ايرباص ثانياً بعد تسليم ٦٢٩ طائرة جديدة لعملائها، وكلا الرقمين يعدان قياسيان في تاريخ الشركتين ما يعكس جهودهما لمواكبة الطلب العالمي المتنامي من جهة، وقطع الطريق على أي منافس جديد مع اقتراب دخول طائرة بومباردييه للخدمة وجهود روسيا الحثيثة لتسويق طائرتها سوبر جت، وسباق

وبلغت قيمة الطلبيات الجديدة التي حصلت عليها ايرباص في العام الماضي 148 مليار يورو مقابل ما يعادل 197 مليار يورو لبوينج، كما بلغ عدد الطائرات التي سلمتها ايرباص في العام الماضي 629 طائرة مقابل 723 طائرة لبوينج.

هيكلة إيرباص

قامت “ايرباص” بإعادة هيكلة مجموعتها 2014-2013 بهدف تنشيط قطاع الصناعات العسكرية والذي تراجعت عوائده بـ3.8٪ عند 13.9 مليار دولار، وقامت بدمج وحدتين استراتيجيتين في الصناعات العسكرية “استريوم” المتخصصة في صناعة الفضاء و”كاسيديان” المتخصصة في الصناعات الدفاعية، وجمعتها في وحدة واحدة اطلقت عليها: ايرباص للصناعات الدفاعية والفضاء، فيما عملت “بوينج” على زيادة عائداتها من قطاع الصناعات العسكرية بـ 1.8٪ الى 28.2 مليار دولار رغم قيود الإنفاق العسكري للحكومة الأمريكية.

ودعا “توم اندرز” الرئيس التنفيذي لمجموعة ايرباص الحكومات الأوروبية – خاصة المانيا وفرنسا – لدعم وحدة الصناعات العسكرية والدفاعية في مجموعة ايرباص للحفاظ على قاعدة صناعية قادرة على إمداد جيوشها بالمعدات الحديثة.

 

مبيعات الشرق الاوسط

بلغت قيمة مبيعات بوينج لمنطقة الشرق الأوسط خلال العام 2014 نحو 9,6 مليار دولار (35,2 مليار درهم) منها 26,4 ملياردرهم حصة الإمارات من مبيعات الشركة للمنطقة.

تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 30٪ من إجمالي مبيعات بوينج، خلال العام 2014 والتي بلغت قرابة 32 مليار دولار، تشكل حصة الإمارات 75٪ من إجمالي مبيعات بوينج بالمنطقة.

وبلغ إجمالى عائدات الشركة خلال العام الماضي 82 مليار دولار، وبلغ حجم مبيعات الشركة من الطائرات نحو 902 طائرة، توزعت بين 179 طائرة عسكرية «بنسبة 20٪ من إجمالي المبيعات وتوزعت بين175 طائرة حربية و4 طائرات ستالايت»، فيما بلغ عدد الطائرات التجارية 723 طائرة بنسبة 80٪ من إجمالي مبيعات بوينج العام الماضي.

وتوزعت مبيعات الشركة للإمارات بين 3 ناقلات هي «الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، وبلغ عدد الطائرات المباعة من بوينج للشرق الأوسط 51 طائرة تجارية.

وأفادت بيانات الشركة للعام 2014، أنه تم التوقيع النهائي على شراء 200 طائرة بوينج في منطقة الشرق الأوسط، وجميعها لناقلات خليجية، منها 150 طائرة بوينج 777 إكس لطيران الإمارات، منها 115 طائرة بوينج 777 إكس 9، و35 طائرة 777 إكس 8، بقيمة 67 مليار دولار «279,6 مليار درهم»، بما نسبته 75%، فيما تم التوقيع لطلب مؤكد على 50 طائرة للخطوط الجوية القطرية من طراز بوينج 777 إكس، بقيمة 19 مليار دولار «69,9 مليار درهم».

 

زيادة الإنتاج

وتعتزم “بوينج” زيادة إنتاجها لتلبية الطلبات، بإنتاج 42 طائرة شهريا من نموذجها 737 ليصل إلى 48 طائرة في 2017 وحتى تصل إلى 52 طائرة في 2018 .

ومن ناحية أخرى حققت بوينج رقما قياسيا في عدد الطلبات بلغ ألفا و432 طلبا في 2014، مقابل ألف 355 في 2013، وقد بلغت قيمة ألف 423 طائرة بوينج الأمريكية 232.7 مليار دولار، أي حوالى 195 مليار يورو

 

فلسفة الشركة

بحسب جيفري إل.جونسون نائب الرئيس، شركة بوينج العالمية رئيس شركة بوينج الشرق الأوسط. تعتمد فلسفة الشركة على تحقيق الشراكات طويلة الأجل، مع العملاء

وأضاف: «تشكل طائرة سي-17 جلوبماستر 3، ومروحيات أباتشي إيه إتش- 64 د، وإيه إتش- 6 آي، سي إتش- 47 شينوك، والطائرات القتالية متعددة المهام (إف- 15، إف/أيه-18)، والطائرات بدون طيار سكان إيجل/ إنتجريتور الخاصة بتقديم المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع البحري، وطائرة ﭭي- 22، أهم منتجات بوينج التي تلقى اهتماماً كبيراً في منطقة الخليج».

 

ثلاثة برامج

حققت بوينج ثلاثة برامج تجارية مستقلة في عام 2014، حيث شهد برنامج طائرة 737 تسليم 485 طائرة ذات ممر واحد، وبرنامج 777 شهد تسليم 99 طائرة، بينما شهد برنامج 787 تسليم 114 طائرة دريملاينر، بما في ذلك أول طائرة من طراز 787-9 للاتحاد للطيران، ولطيران نيوزيلندا، وأول عمليات تسليم مباشرة لـ 13 عميلاً من شركات الطيران.

وتصدّرت طائرات الجيل القادم 737 و737 ماكس طلبيات طائرات بوينج التجارية الصافية التي بلغت 1432 طلبية في 2014، وبواقع 1104 طلبيات، تليها 777 و777 إكس بواقع 283 طلبية.

وتواصل بوينج تقديم منتجات وخدمات جديدة إلى السوق، بما في ذلك إطلاق طائرات 737 ماكس 200 في شهر سبتمبر، وهي نموذج يستند إلى الطراز الناجح 737 ماكس 8، ويمكن لهذه الطائرة أن تستوعب ما يصل إلى 200 مقعد، مما يزيد الإيرادات المحتملة، ويوفر للعملاء كفاءة أعلى بنسبة 20٪ من حيث استهلاك الوقود.

 

الإمارات تتصدر..

تصدرت شركات الطيران الإماراتية «الاتحاد للطيران»، و«طيران الإمارات»، و«فلاي دبي»، الناقلات الإقليمية في عدد الطائرات تحت الطلب ضمن جدول الاستلام بما نسبته 69% من إجمالي طائرات بوينج تحت التسليم لناقلات الشرق الأوسط، بنحو 391 طائرة من إجمالي 566 طائرة من مختلف الطرازات.

وتشمل قائمة الطائرات تحت التسليم من العام الجاري 2015 لطيران الإمارات 199 طائرة، منها 49 طائرة بوينج 777– 300 إي آر، و150 طائرة 777 أكس، بما نسبته 35,1% على مستوى الشرق الأوسط، ونحو 51,1% من الطائرات المجدولة للناقلات الوطنية.

ووقعت القوات المسلحة الإماراتية عقدا قيمته 2.27 مليار درهم (618 مليون دولار) مع شركة بوينج الأمريكية لشراء طائرتين طراز سي-17.
 

توقعات

وتتوقع الشركة أن تصل إحتياجات منطقة الشرق الأوسط من الطائرات التجارية الجديدة إلى 2950 طائرة تقدر قيمتها بـ 640 مليار دولار خلال ال20 عاما المقبلة.

واستبعدت تأثر حجم الطلب على الطائرات التجارية والمعدات والأنظمة الدفاعية سلباً بالمنطقة نتيجة إنخفاض أسعار النفط عالمياً، مشيراً إلى أن كافة المؤشرات تظهر أن التنامي في الطلب يسير بمعدلاته الطبيعية.

وبلغ حجم مبيعات بوينج من الطائرات 902 طائرة منها 179 طائرة عسكرية و723 طائرة تجارية، بقيمة 31 مليار دولار، تم تسليمها العام 2014.

وعرضت بوينج مجموعة واسعة من منتجاتها وخدماتها في مجال الدفاع والأمن والإغاثة الإنسانية، طائرة سي-17 جلوبماستر 3، ومروحيات أباتشي إيهإتش-64د، والطائرات القتالية متعددة المهام (إف-15، إف/أيه-18) خلال فعاليات معرض (آيدكس 2015).

وتيرة الإنتاج

وأعربت شركة “بوينج ” الأمريكية، عن تفاؤلها إزاء توسيع وتيرة إنتاج الطائرات الحربية طراز “إف-إيه 18 إيإف سوبر هورنيت” و”إي إيه-18 جي” إلى ما بعد عام 2017 مع الأخذ في الاعتبار الطلبيات الأجنبية المحتملة وبيانات البحرية الأمريكية الأخيرة بطلب مزيد من تلك الطائرات.

وصرح مدير برنامج تطوير هذه الطائرات الحربية لدى شركة “بوينج “، دان جيليان ” أنهم يتوقعون إعلان الدنمارك عن نتائج اختبارات طائراتها المنافسة في يونيو أو تموز هذا العام، كما تتوقع إدارة الشركة تلي طلبيات من الشرق الأوسط خلال الربع الثاني.

كما أضاف جيليان، أن “بوينج ” تحتاج لمزيد من الوقت حتى منتصف العام الجاري قبل تمرير الكونغرس لموازنة العام المالي 2016،لاتخاذ قرار بشأن تعزيز إنتاجها من الطائرات المقاتلة عقب تلبية الطلبيات الحالية التي تستمر حتى نهاية عام 2017.

إلى ذلك أوضح جيليان أن “بوينج”، وقعت مذكرة تفاهم مع البحرية الأمريكية في ديسمبر الماضي، بشأن تباطؤ إنتاج الطائرات الحربية إلى 2 شهريًا من 3 طائرات في السابق، وهو ما يدعم مواصلة إنتاجها للخارج حتى نهاية عام 2017.

كما أعربت “بوينج” عن ثقتها في توقيع عقد مع الجيش الأمريكي لتوريد 15 طائرة “إي إيه -18 جي” الهجومية خلال الربع السنوي الثاني.

 

معلومات عن “بوينغ” و”إيرباص”:

– تعد شركة “بوينغ” في الوقت الحاضر من أكبر الشركات العملاقة في العالم، لا سيما بعد اندماجها مع شركة “ماكدونال دوغلاس” عام 1997 المتخصصة في تصنيع الطائرات.

– تدعم الحكومة الأميركية شركة “بوينغ” بشكل كبير كونها تهدف إلى أن تكون الولايات المتحدة الدولة التي سوف تقود العالم في حقل الطيران خلال الأعوام القادمة.

– يقع مقر التجميع النهائي لإنتاجات “ايرباص” في تولوز- فرنسا، وهامبورغ – ألمانيا، واشبيلية – إسبانيا، ومنذ عام 2009، في تيانجين، الصين.

– تملك “إيرباص” فروعاً في كل من الولايات المتحدة، اليابان والصين وقد أصبحت “إيرباص” الشركة الأولى عالمياً في إنتاج وتسويق الطائرات على المستوى التجاري.

– “بوينغ” هي الشركة الرائدة في إنتاج الطائرات الكبيرة ذات الهياكل العريضة

– في حين أن مبيعات “ايرباص” تكون أعلى في مجال الطائرات الصغيرة ذات الهياكل الضيقة.
تنتج “ايرباص” أكبر طائرة ركاب في العالم وهي A380.

أما أحدث منتجات “بوينغ” في السوق فهي “787 دريملاينر 787 Dreamliner”، وهي طائرة مصنعة مع ما يصل إلى 50% من مواد تهدف إلى زيادة كفاءة الوقود.