تقارير

بعد حادثة الحرم المكى : مجموعة بن لادن فى مهب الريح

amwal

تعد مجموعة بن لادن السعودية من أكبر شركات المقاولات  ليس فى العالم العربى وحده بل وفي العالم أجمعه حيث تقدر إيراداتها بـ5 مليارات دولار . واليوم تقف الشركة العملاقة فى مهب الريح بعد أن حملها تقرير السلطات السعودية جزءاَ من مسؤولية حادث رافعة الحرم المكى وتم إيقلف تصنيفها.

التقرير الرسمى
حمّلت اللجنة الرسمية المكلفة التحقيق في حادثة سقوط الرافعة بالحرم المكي الشريف مساء الجمعة الماضي، مجموعة “بن لادن السعودية” جزءا من المسؤولية عن الحادثة مع نفيها الشبهة الجنائية، حيث أشارت إلى أن وضعية الرافعة كانت خاطئة ومخالفة لتعليمات السلامة، وتقرر إيقاف تصنيف الشركة ومراجعة جميع مشاريعها الحكومية ومنعها من الدخول بمنافسات، وإخضاع أعضاء مجلس إدارتها للتحقيق.

وقد اطلع خادم الحرمين الشريفين على تقرير اللجنة عن الحادثة التي تسببت بوفاة 111 شخصا وإصابة 238 آخرين، والذي أشار إلى أن السبب الرئيسي للحادثة هو تعرض الرافعة لرياح قوية بينما هي في وضعية خاطئة وأن وضعية الرافعة تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسية عند عدم الاستخدام أو عند هبوب الرياح ومن الخطأ إبقاؤها مرفوعة.

وأشار التقرير أيضا إلى عدم تفعيل واتباع أنظمة السلامة في الأعمال التشغيلية، وعدم تطبيق مسؤولي السلامة عن تلك الرافعة التعليمات الموجودة بكتيب تشغيلها يضاف إلى ذلك ضعف التواصل والمتابعة من قبل مسؤولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس وتنبيهات رئاسة الأرصاد وحماية البيئة وعدم وجود قياس لسرعة الرياح عند إطفاء الرافعة بالإضافة إلى عدم التجاوب مع العديد من خطابات الجهات المعنية بمراجعة أوضاع الرافعات وخاصة الرافعة التي سببت الحادثة.

وأوصت اللجنة الرسمية بتحميل المقاول “مجموعة بن لادن السعودية” جزءاً من المسؤولية عما حدث لما أشير إليه من أسباب وإعادة النظر في عقد الاستشاري شركة “كانزاس” ومراجعة أوضاع جميع الروافع الموجودة بالمشروع والتأكيد على توفير جميع متطلبات واحتياطات الأمان والسلامة فيها.

ووقعت حادثة سقوط آلة رافعة في الحرم المكي الساعة 5:10 مساءَ يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015 في مشروع توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية. خلفت هذه الحادثة أكثر من 111 قتيلًا وحوالي 238 جريحًا حسب ما أعلن عنه الدفاع المدني السعودي.

مخاوف
وأدت القرارات الملكية إلى إثارة مخاوف حول مستقبل الشركة  والتى ترتبط بعدد من المشاريع  ولديها ديون تقدر قيمتها بـ 4.8 مليار ريال تستحق في عام 2017، ونحو 595 مليون ريال تستحق في 2018  . وأصدرت الشركة صكوكاً فى يونيو الماضى تصل قيمتها إلى نحو مليار ريال .الأمر الذى يطرح تساؤلات حول مستقبل الشركة العملاقق والتى تأسست فى عام 1950 أى قبل نحو ثمانين عاماً

آراء متباينة
تابينت آراء الخبراء وتوقعاتهم حول مستقبل المجموعة فبينما أكد البعض أنه لاخوف على مستقبل الشركة خاصة وأن القرارات أشارت إلى عدم الدخول فى أى مشاريع جديدة بما يعنى أن المشروعات الحالية لاتزال قائمة وهو ما سوف يساعدها على الوفاء بالتزاماتها المالية اتجاه البنوك

فيما رأى البعض الآخر انه فى حالة إدانة الشركة فسيكون من المتوقع  وضع شركة بن لادن التي تستحوذ على 80 % من المشاريع داخل الممكلة  وتبلغ قيمتها  240 ملياراً، تحت الحراسة والرقابية القضائية، وتصفيتها.

 

وضع قوى
وبغض النظر عما ستفسر عن نتائج التحقيقات إلا أنه لايمكن التغاضى عن أن المجموعة لاتزال بوضع قوى ومنذ تأسيسها اعتبرت الشركة من بين المقاولين المفضلين للحكومة السعودية، والأكثر قدرة على تنفيذ المشاريع العملاقة والحساسة، مثل مشاريع الدفاع والأمن.

ومن بين أبرز المشاريع التي نفذتها الشركة التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين التي امتدت منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز.
كما شاركت مجموعة بن لادن السعودية في إنشاء ما يقارب 25 مطارا في المملكة وعدة بلدان أخرى. وقد حصلت الشركات على أحدث التصاميم والمواصفات في قطاع البناء، بما في ذلك المباني “الذكية” والفنادق. وقد شيدت أكثر من خمسة آلاف كيلومتر من الطرق في أنحاء مختلفة من المملكة العربية السعودية. هذه المجموعة هي أيضا منشأة رائدة في مجال المستشفيات المتخصصة والعيادات، و حيث تم تزويدهم بأهم التقنيات الطبية الحديثة المتاحة.

أما عالميا فتشمل مشاريع الشركة فندق الفور سيزونز في الأردن، والجامعة الأميركية بالشارقة، ومطار كولالمبور في ماليزيا، ومطار القاهرة، ومطار شرم الشيخ، ومطار الشارقة الدولي.وقد قامت الشركة بتوقيع عقد قيمته مليار ومئتان وثلاثون مليون دولار لبناء برج المملكة، أطول برج في العالم في جدة. كما وقعت عقداً بثلاثة مليارات و400 مليون دولار لبناء مترو الدوحة.
استثمارات سوق الأسهم
تمتلك مجموعة بن لادن بالسوق السعودي  ما نسبته 10.94% في شركة مكة للإنشاء، أي ما يعادل 18 مليون سهم، وتبلغ قيمة تلك الأسهم 1.388مليار ريال، علماً أن تم احتساب سعر السهم على 77 ريال بإغلاق الأمس.

وتملك بن لادن للتنمية العقارية أيضاً التابعة للمجموعة في نفس الشركة 595.5 ألف سهم والذي يمثلها صالح محمد عوض بن لادن أحد الملاك الرئيسيون في مجموعة بن لادن، وعضو في مجلس إدارة مكة، ومدينة المعرفة،كما بلغ مؤخراً نصيب شركة بن لادن من أرباح مكة للإنشاء للنصف الأول 17.4 مليون ريال من أصل 159مليون ريال.

وتستثمر الشركة حالياً في “أسمنت حائل” بعدد أسهم 1.5 مليون سهم بقيمة 25.7 مليون ريال، وتم احتساب سعر السهم 17.17 ريال على إغلاق الأمس، والذي يمثلها المهندس قاسم صالح الشيخ.

ومن منظور التأمين ومطالباته فقد قدرت اجمالي الديات للوفيات الناجمة عن تلك الحادثة بقيمة 32 مليون ريال، وذلك على أن تشمل بوليصات التأمين في المشاريع الحكومية تغطية جميع الأضرار والخسائر التي تحدث نتيجة الكوارث الطبيعية، سواء أكانت مادية أم بشرية، حيث تشترط القوانين السعودية لدخول مناقصات المشاريع الحكومية وجود وثيقة تأمين شاملة لكل شيء يتعلق بالمشروع.

تاريخ عريق

– مجموعة بن لادن، هي مجموعة شركات سعودية تعتبر من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي، وفي العالم اجمعه بإيرادات تقدر ب5 مليارات دولار، في العام ١٩٥٠ م منح الملك عبدالعزيز “المعلم محمد بن لادن” شرف توسعة المسجد النبوي في المدينة المنورة، وقد امتد العمل بهذه التوسعة إلى عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، وانتهى بنجاح تام، ونتيجة لهذا النجاح تم تكليف المعلم محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة لتكون أول توسعة يشهدها التاريخ منذ ألف عام.

– وقد تم البدء بهذا المشروع العملاق في عام ١٩٥٥ م، واستمر في تنفيذه خلال عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي خلف الملك سعود وانتهى في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز مستغرقاً عشرون عاماً من الجهد والإتقان.

–  وفي عام ١٩٦٤ م تم تكليف المعلم محمد بن لادن بالعمل في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وذلك لإعادة تغطية قبة الصخرة في القدس الشريف، وفي العام ١٩٨٩ م تم تأسيس مجموعة بن لادن السعودية، وقد توسعت أعمال الشركة لتشمل الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية والتي تشرفت مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذها على اكمل وجه، كما تضم المجموعة العديد من الفروع في جميع أنحاء العالم مما عزز مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط وكما تنامت البنية التحتية للمملكة العربية السعودية في وثبات قوية سريعة تنامت أيضاً مشاريع بن لادن في نفس الخطى لتلعب دوراً رائداً ومكملا لهذه النهضة العملاقة، حيث عهد إليها ببناء شبكة المواصلات والطرق السريعة عبر كل مدن ومناطق المملكة العربية السعودية.

– في العام 1989م تم تأسيس مجموعة بن لادن السعودية تحت قيادة سالم محمد بن لادنوقد توسعت أعمال الشركة لتشمل الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية والتي تشرفت مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذها على اكمل وجه، كما تضم المجموعة العديد من الفروع في جميع أنحاء العالم مما عزز مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط .