شركات ناشئة

تعرف على قصة شركة iCracked

عندما تحطمت شاشة جهازه الآيفون للمرة الخامسة… تعلّم “آج فورسيذ” طالب التقنية بجامعة كاليفورنيا، كيف يُصلّح شاشة جهازه بنفسه. من بعد اتقان تلك المهارة، ذاع صيت “فورسيذ” في بدايات 2010، ما جعله يشارك في تأسيس شركة iCracked مع صديقه “أنتوني مارتن” والتي كانت تعمل في البداية على إصلاح شاشات أجهزة الآيفون التي تعرضت للكسر، حتى تطور الأمر مؤخراً لإصلاح جميع مشاكل وأعطال أجهزة أبل، وسامسونج، وحتى جوالات اتش تي سي. شركة “أي-كراكد” قُدّرت عوائدها السنوية بعد عمل مدة 4 سنوات بـ 25 مليون دولار عن العام 2014 وحده.
pasted image 0
أربع سنوات فقط من العمل، والآن iCracked لديها جيش مكون من 3000 تقني مرخصين للعمل من خلالهم على إصلاح مشاكل أجهزة أبل وسامسونج وجوالات HTC في جميع أنحاء الولايات المتحدة وداخل 11 دولة أخرى حول العالم. يعملون على إصلاح الآلاف من الجوالات الذكية والأجهزة اللوحية في الأسبوع الواحد، ومن المتوقع بنهاية هذا العام أن يصل حجم أعمال الشركة إلى 30 مليون دولار.

الشركة التي بدأت بتمويل أقل من 1 مليون دولار، تهدف إلى زيادة مبيعاتها 3 لـ 4 أضعاف سنوياً، ولديها خطط طموحة لتوسيع إمبراطورتيها من خبراء التصليح حول العالم لتصل إلى 25 ألف في غضون 5 سنوات.
pasted image 0 (1)
لكن السؤال الأهم… كيف تفلّت الرئيس التنفيذي “فورسيذ” من رفع بلاغات ضد شركته -التي أصبحت أكبر شركة في العالم من حيث القدرة على المنافسة بشراسة في مجال إصلاح الجوالات الذكية-، دون التعرض لقضايا الملكية الفكرية وحقوق التسمية؟
pasted image 0 (2)
هذا ليس صعباً على البالغ من العمر 27 عاما الذي يقول: “لم نخبر (أبل) أبداً بأننا سنبدأ العمل على إصلاح منتجات لهم”. من المعروف أن الكثير من الشركات يجنون المال من وراء منتجات “أبل” ولكن في نطاق سيطرتها وشبكة أعمالها، بدءاً من البرمجيات والتطبيقات، للمطورين والبائعين والموزعين، وحتى عملائها من متخصصي الشبكات والأمن. فكل هؤلاء يعملون ضمن منصة توفر درجة من التحكم أو التعاون على الأقل مع أبل، والذي يقيها من استخدام أي أحد غيرها لحرف (i) الذي تبدأ به منتجاتها.”
pasted image 0 (3)
“فورسيذ” لا يرى ذلك أمرا ضروريا بالنسبة لـ iCracked، التي يعمل بها الآن 120 موظفاً في مكاتبها بمدينة “ريد-وود” في كاليفورنيا، والبعض الآخر يعمل في المملكة المتحدة. حيث يقول: “أنا لا أرى وجود قضايا قانونية ضدنا لأنني لا أعتقد أنهم يريدون لعملائهم أن يتجولوا بأجهزة مكسورة. نحن ننظر إلى أنفسنا بأن خدمتنا يمكن أن تساعد أبل ومثيلاتها في حل المشاكل التي لدى عملائهم. نحن نقدم قيمة لعملائهم أكثر من أي شخص آخر، لأننا نوفر عليهم رحلة إلى متجر البيع والصيانة أو مقر الوكيل. فقط، عند النقر على زر واحد، يمكن لأي أحد الحصول على خدمتنا أينما كان.”
pasted image 0 (4)
فيما يخص الرأي القائل بأن “أي-كراكد” تنافس “أبل” بشكل مباشر في تقديم خدمات الإصلاح التي تعرضها الأخيرة في متاجرها… يختلف “فورسيذ” مع هذا الرأي، قائلاً: “آبل باعت أكثر من 1 مليار جهاز عبر أكثر من 400 متجر من متاجر التجزئة. ولا أعتقد أنهم يريدون تركيز عملهم على إصلاح الأجهزة. أعتقد أنه من الأفضل لهم أن يبيعوا الأجهزة الجديدة عن الانشغال بتقديم خدمات الإصلاح والصيانة بعد البيع. حتى عملية الإصلاح عندهم لا تُسمى كذلك بالمعنى. فهم يقومون بمبادلة الأجهزة المُعطلة بأخرى جديدة، وتقوم بإرسال الأجهزة المعطوبة دفعة واحدة لإصلاحها في منشئات تصنيع وتصليح كبيرة.”
pasted image 0 (5)
، ويضيف: “نحن أيضاً لم ننظر لأنفسنا كمنافس معهم، نظرا لأننا أصغر بكثير من “أبل”. إنهم يبيعون حوالي 500،000 جوال يوميا في الوقت الراهن. ونحن لم نصل حتى إلى 1 من عشرة في المائة من هذه السوق. أعتقد أن أبل -على الأرجح- تعد أفضل كيان في العالم لإصلاح أجهزتها من الجوالات والأجهزة اللوحية، نظراً لأنهم هم من قاموا بتصنيعها. نحن نادرا جدا ما نكون قادرون على إصلاح الأمور التي لا يمكن لـ أبل القيام بإصلاحها، وعموما على اعتبار اننا منافس لهم فنحن أقل سعراً في عملية التصليح ولا نكلفك مشقة الذهاب إلى المتجر”.
pasted image 0 (6)
iCracked تعمل مع تقنيين مستقلين (يسمونهم iTechs) الذين هم على استعداد لإصلاح شاشات العرض والبطاريات، وإصلاح الأضرار الناجمة عن المياه، وأعطاب الأزرار. وتتلقى الشركة حوالي 5000 طلبا في الشهر ليكون على قائمة iTECH حيث تحصل الشركة منهم على 5٪ -10٪ ، وتوفر لهم التدريب عن بعد، وترسل لهم مجموعات الاستبدال التي يستخدمونها في إصلاح الجوالات، وترسل إليهم العملاء -الذين اتصلوا بالشركة وأبدوا الرغبة في إصلاح أجهزتهم- بحسب البلد أو المدينة المتواجدين بها. التقنيين في الولايات المتحدة الذين يعملون بالمقاولة لحساب “أي-كراكد” يحققون لهم عوائد تصل لأكثر من 100،000 دولار (في العام 2014)، وهم بذلك يوفرون وظيفة دخلها السنوي من 25,000 إلى 50,000 جنيه إسترليني في العام. وهذه وظيفة جيدة جداً في الأجر.

الزبائن يدفعون إلى التقنيين مباشرة، ما معدله 60 إلى 70 جنيه إسترليني للإصلاح، في حين iCracked تأتي بمورد أموالها من توريد الشاشات الجديدة للتقانيين، -والتي تقدمها مباشرة للعملاء لكن دون رسوم إضافية-. كذلك تقوم الشركة بشراء وتجديد وإعادة بيع أجهزة الآيفون والآيباد في الولايات المتحدة. لكنهم لا يشترون الأجهزة من أبل مباشرة، وإنما يتعاملون مع عدد من الشركات المصنعة بدلا من ذلك.
pasted image 0 (7)
يقول فورسيذ عن مشروعهم: “انها تبدو خدمة مجنونة لكننا نشهد كذلك جنون في الطلب عليها. نحن لم نبدأ من أن نكون مجرد شركة إصلاحات. نريد أن نكون قوة عاملة عالية التقنية ومدربة لتقدم خدمة العملاء.”، وفيما يخص المنافسة مع أبل يقول أخيراً: “أعتقد في بضع سنوات نحن لن نقدم خدمة إصلاح الآيفون، ولكننا سنظل نحتفظ بشبكة العملاء والتقنيين التي نقدم خدماتنا من خلالها الآن. أعتقد أن قيمة شركتنا تكمن في وجود هذه الشبكة معنا الآن، حتى من دون أن نكون قادرين على إصلاح أو بيع الأجهزة.”