تقارير

العالم يقف على أعتاب “تسونامى ” جديد

الخسائر التى منيت بها أسواق المال خلال الفترة الماضية أعادت إلى الأذهان “تسونامى ” الانهيار المالي الذى ضرب الأسواق فى 2008 ..ورغم أن الأسباب هذه المرة قد تكون مختلفة نوعاً ما ، و نتيجة لما يقع في ثلاث دول كبرى؛ اليونان، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية هذا إلى جانب التراجع الحاد فى أسعار النفط …لكن تتعدد الأسباب والموت واحد

 

4تريليونات خسائر الصين

انخفضت الأسهم الصينية بنهاية جلسة اليوم الإثنين بأكبر وتيرة منذ عام 2007، مع فشل المساعي الحكومية لدعم السوق في كبح جماح موجة المبيعات القوية بفعل مخاوف تباطؤ الاقتصاد.

رجل يتابع أسعار الاسهم في بكين اول يوليو تموز 2015. تصوير: كيم كيونج-هوون - رويترز
رجل يتابع أسعار الاسهم في بكين اول يوليو تموز 2015. تصوير: كيم كيونج-هوون – رويترز

 

وأثارت بيانات اقتصادية مخيبة للآمال، وإشارات حول تدفقات نقدية خارجة من البلاد، بالإضافة إلى خفض قيمة العملة المحلية مخاوف المستثمرين بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ما هبط بسوق الأسهم خلال الفترة الماضية.

 

وفشل إعلان مجلس الوزراء الصيني أمس الأحد بالسماح لصندوق معاشات التقاعد بالاستثمار في سوق الأسهم المحلي للمرة الأولى في دعم سوق الأسهم، مع تواصل قلق المستثمرين بشأن التباطؤ الاقتصادي.

وهبط مؤشر “شنغهاي” المركب بنسبة 8.5% ليصل إلى 3209 نقاط عند الإغلاق، ليمحو كل مكاسبه المسجلة منذ بداية العام الجاري.

وفقد المؤشر حوالي 38% من قيمته مقارنة بذروته المسجلة في 12 يونيو/حزيران الماضي، ليخسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 4 تريليونات دولار.

 

“نيكاى” أكبر خسائر يومية

 

تكبد مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية أكبر خسارة يومية في أكثر من عامين اليوم الاثنين، بعد أن أثار هبوط حاد في الأسهم الصينية تهافتا على البيع مع تنامي المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي تقوده الصين.

الأسهم-اليابانية1

وفقد مؤشر نيكاي 4.6% ليغلق على 18540.68 نقطة، مسجلا أدنى إغلاق منذ 23 فبراير، ومسجلا أكبر خسارة يومية منذ يونيو 2013 .

وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 5.9% إلى 1480.87 نقطة، كما انخفض مؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة 5.7% إلى 13370.33 نقطة.

 

آسيا وأوروبا
وسحبت الأسهم الصينية معها الأسهم في جميع أنحاء آسيا، بعد أن فقد مؤشر هونغ كونغ “هانغ سنغ” نحو 4 % ، ومؤشر نيكي الياباني 4.6 %، وبورصة تايوان 4.8%، والبورصة الفلبينية 6.7%، أما البورصة الأسترالية فخسرت بدورها 4%.

وامتدت الموجة لتشمل القارة الأوروبية، وانخفضت الأسهم الأوروبية بسبب موجة واسعة من البيوعات خوفاً من مستقبل الاقتصاد الصيني .

و تراجع مؤشر يورو ستوكس 50، في بداية التعاملات 3.4%، أما مؤشر يوروفرست 300 فخسر وحده أكثر من تريليون دولار من قيمته السوقية منذ مطلع أغسطس (آب) بعد تراجعه 12%، في أسوأ أداءٍ له منذ 2008.

 

 

“الأحد الدامى “

وشهدت اسواق الخليج جلسة دامية أمس الأحد حيث اكتست جميع المؤشرات باللون الأحمر وتراجعت مؤشرات الأسهم الخليجية جلسة الأحد بنسب متفاوتة عقب مواصلة أسعار النفط تسجيل مستويات متدنية منذ سنوات.

وهوى مؤشر السوق السعودي –أكبر أسواق المنطقة- بنحو 4 % دون الـ7700 نقطة (-333 نقطة) قبل ساعة ونصف من الإغلاق، وسط هبوط شبه جماعي للأسهم بنسب متفاوتة.

 

وكانت وكالة “فيتش” للتصنيف الإئتماني عدلت النظرة المستقبلية لتصنيف السعودية إلى سلبية من مستقرة وأكدت التصنيف الائتماني عند AA، مرجعة ذلك لتراجع أسعار النفط وزيادة الإنفاق.هبوط اسواق الخليج2

 

وفيما يخص باقي أسواق المنطقة، أغلق سوق “دبي” على تراجع حاد بنسبة 7 % عند 3452 نقطة، بضغط من الأسهم القيادية يتقدمها سهم “اعمار العقارية” بأكثر من 8 %.

 

وهبط سوقا “أبوظبي” و”قطر” بنحو 5 %، فيما تراوحت خسائر باقي الأسواق بين 0.4 و3 %.

 

تدابير داعمة

طالب محافظ البنك المركزي في الهند “راغورام راجان” البنوك المركزية بعدم منح أسواق الأسهم الآسيوية “تدابير داعمة”، بعد التراجع الملحوظ الذي سجلته خلال الفترة الماضية.

 

وقال “راجان” إن دور البنوك المركزية لا يتمثل في رفع الثقة بشكل غير ملائم، من خلال تقديم دعم لأسواق الأوراق المالية للمساهمة في رفعها لفترة من الوقت قبل أن تنهار مجددًا بفعل المؤشرات الواقعية.

 

وأشار محافظ البنك المركزي الهندي إلى أن آثار هذه الخطوات التي اتخذتها البنوك المركزية لدعم أسواق الأسهم تبدو واضحة وجلية عبر التراجعات الأخيرة في الأسهم.

 

وخسرت أسواق الأسهم العالمية نحو 5 تريليونات دولار منذ قرار الصين بخفض قيمة عملتها المحلية في 11 أغسطس/آب الجاري، بفعل المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.

 

واعتبر “راجان” أن الهند تتمتع بوضعية جيدة مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى من حيث قوة النمو الاقتصادي، والتضخم، وتراجع المطلوبات من العملة على المدى القصير، بالإضافة إلى انكماش العجز المالي.

أسباب نزيف الأسواق

– خفض قيمة اليوان الصينى

– الولايات المتحدة الأمريكية، ورفعها لأسعار الفائدة وتأثيره على العالم،

– التراجع الحاد فى أسعار النفط حيث وصل سعر البرميل إلى 39 دولارا

– الأزمة اليونانية والتي اشتعلت من جديد بعد استقالة رئيس وزراء اليونان، ما يعود بالوضع إلى الأسوأ في اليونان