مقابلات

أحمد محبوب مصبح لـ” أموال “:الابتكار نقطة انطلاق جمارك دبي نحو تطوير الأداء

أكد أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي أن الدائرة تحرص على المساهمة بفعالية في تحقيق تحول دبي – وفقاً لخطة دبي 2021 – إلى محور رئيسي في الاقتصاد العالمي وواحدة من أهم مراكز الأعمال، وفي تحولها كذلك إلى(المدينة الأذكى عالمياً).وأضاف: ” تعمل الدائرة على تنفيذ خطتها الاستراتيجية لتطوير العمل الجمركي من خلال الارتقاء بمستوى الأداء، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية  والتركيز على الابتكار والإبداع كأساس لعمل الدائرة في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى إسعاد العملاء، تحقيقاً لرؤية وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

هل يمكن أن تقدموا نبذة عن جمارك دبى من حيث المهام والنشاطات وعدد المنافذ وعدد العاملين؟
تعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، وقد عُرفت سابقاً باسم “الفرضة” أي محط السفن، وأطلق عليها البعض “أم الدوائر” حيث يمتد تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام، وتعد جمارك دبي حالياً من أبرز الدوائر الحكومية المشاركة في تحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية المستدامة، وتعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات وإمارة دبي ، وجعلها مركزًاً مفضلاً للمال والأعمال، من خلال العمل على تسهيل حركة التجارة المشروعة.
وتعمل الدائرة على تقديم أفضل الخدمات لعملائها، عبر تطوير وابتكار وسائل جديدة تسهل الإجراءات الجمركية، لدعم النمو الاقتصادي التجارة الخارجية في إمارة دبي ودولة الامارات كما تقوم الدائرة بدور كبير في حماية المجتمع بالتصدي لمحاولات تهريب البضائع المحظورة إلى داخل الدولة، كما تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة ظاهرة الغش والقرصنة والتزييف.وتحرص جمارك دبي على تسهيل خدماتها وتقديم كافة أوجه الدعم للمتعاملين بهدف إسعادهم، وعدم الاكتفاء بتحقيق رضاهم فحسب، مواكبةً لتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،
وفي هذا الإطار، عمدت جمارك دبي إلى تعزيز تواجدها الجغرافي في إمارة دبي من خلال مراكز التفتيش أو مراكز خدمة العملاء المنتشرة في جميع أنحاء الإمارة، حيث يبلغ عدد المراكز الجمركية في دبي 22 مركزاً للتفتيش وخدمة العملاء، ويبلغ عدد موظفي الدائرة ما يقارب 3000 موظفا وموظفة، حيث تحرص جمارك دبي على تحقيق الأهداف والرؤية الداعمة لمبادرات التوطين.
استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة كالكشف بالأشعة وغيرها في المنافذ الحدودية يحقق كفاءة عالية وسرعة في الإنجاز، فماذا عملت جمارك دبي في هذا المجال؟
طورت جمارك دبي واستخدمت العديد من أنظمة وإجراءات الفحص والتفتيش التقنية الحديثة في كافة المنافذ الجمركية بإمارة دبي، بغرض تسريع الإجراءات وتحقيق الرقابة الحازمة للشحنات.
ومن الأنظمة والأجهزة المستخدمة، النظام المتطور لفحص الحاويات بالأشعة الذي تستخدمه جمارك دبي في عمليات التفتيش ويمتاز بالسرعة وبقدرته العالية على اكتشاف أي مواد مشعة، حيث يتمتع بالقدرة على فحص 150 شاحنة خلال ساعة واحدة أثناء تحركها بسرعة تتراوح بين 8 و15 كيلومتراً في الساعة، أي ما يعادل شاحنة لكل 24 ثانية
وتمكن النظام المتطور لفحص الحاويات من مواكبة الزيادة المستمرة في الطاقة الاستيعابية للحاويات في ميناء جبل علي، والمتوقع أن تصل إلى أكثر من 29 مليون حاوية بحلول عام 2020 أثناء استضافة إمارة دبي لمعرض إكسبو.
ودشنت الدائرة مؤخراً واحداً من أبرز ابتكارات موظفيها وهو نظام  التفتيش الجمركي الذكي للحقائب، وتم ابتكاره في جمارك دبي بهدف توفير وسيلة تمكن المفتش من تأدية مهامه بصورة مبتكرة وسريعة دون تأخير لإجراءات المسافرين، إذ لا تستغرق عملية تفتيش الحقائب المشتبه بها بواسطة النظام أكثر من 3 دقائق.
ويمكن للنظام من خلال الأجهزة التي يجمعها معاً التعرف على هوية المفتش، وتحديد مدى خطورة الحقيبة ومدى سلامة تفتيشها يدوياً، وقياس الوقت الزمني المستغرق في عملية التفتيش، وتحديد عدد الحقائب المفتشة يدوياً، وإظهار نتيجة التفتيش إن كانت إيجابية أو سلبية، وقياس وتحليل أوقات الذروة أثناء التفتيش اليدوي، وخلق قاعدة بيانات من خلال تسجيل بيانات المسافر، وقياس مؤشر السعادة ورضا المسافر، من خلال تعبئة الاستبيان المرتبط بمنظومة عمل النظام.

كما تستخدم جمارك دبي في مطارات دبي مركبة الكاشف، التي تعد الأولى من نوعها وهي أيضاً أحد الأفكار الإبداعية  لموظفي الدائرة وتم تبني الفكرة وتحويلها إلى حقيقة، وتعمل المركبة بالطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة، حيث تستطيع العمل لمدة سبع ساعات متواصلة داخل المطارات، وتحتوي على كاميرا أمنية وشاشة لفحص الوثائق والمستندات، وتعمل من خلال التجول بين المسافرين  دون ضجة وتتعرف عبر أجهزتها التقنية الحديثة على كل ما هو محظور في أمتعة الأشخاص المشتبهين، واختصرت هذه السيارة الصغيرة جهود فريق بكامل معداته التكنولوجية المتطورة، كما أنها قادرة على تحليل الأدوية في دقائق فقط بعدما كانت تحتاج سبعة أيام في بعض الأحيان.
وفازت المركبة بجائزة  فكرة العام الكبرى من جمعية الأفكار البريطانية ( ideas UK ) لعام 2014 ، لتصبح أول جهة حكومية في العالم تحصل علي هذه الجائزة العالمية، التي تأسست قبل 72 عاما.

كيف سيتم تطوير جمارك دبى بما يتماشى مع خطة دبى 2021؟
تسعى جمارك دبي باستمرار إلى تطوير خدماتها والارتقاء بمستوى أدائها لتواكب أهداف خطة دبي2021 ورؤية الإمارات 2021، بما يضمن تعزيز دور الدائرة الريادي في حماية المجتمع وتسهيل التجارة ، لكي تساهم الدائرة بفعالية في تحقيق تحول دبي وفقاً لخطة دبي 2021 إلى “محور رئيسيٍ في الاقتصاد العالمي وواحدة من أهم مراكز الأعمال”، وفي تحول دبي كذلك إلى “المدينة الأذكى عالمياً”، وانطلاقا من هذه الأهداف أنجزت الدائرة خطتها الإستراتيجية لتطوير العمل الجمركي من خلال الارتقاء بمستوى الأداء وتطبيق أفضل الممارسات العالمية  والتركيز على الابتكار والإبداع كأساس لعمل الدائرة في إطار استراتيجيتها  الهادفة إلى إسعاد العملاء
وستشهد الفترة المقبلة الإعلان عن مشاريع ابتكارية جديدة ، وسيتم تطبيقها في كافة المنافذ الجمركية بإمارة دبي، لتضاف إلى قائمة التطويرات التي قمنا بتدشينها خلال الفترة القليلة الماضية.حيث سيتم التدشين الرسمي لمشروع الممر الافتراضي الذي طبقته الدائرة بشكل تجريبي مع نخبة من العملاء منذ أغسطس 2014، وسيعزز هذا المشروع التسهيلات الجمركية المهمة التي تقدمها للمتعاملين .
وإلى جانب ذلك، وفرت الدائرة للمتعاملين خدمات تخليص البضائع على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، مع إمكانية التخليص المسبق قبل وصول البضائع فعلياً إلى دبي. وتعد هذه التسهيلات الأساسية التي نعمل لتطويرها استعداداً لاستضافة دبي لمعرض إكسبو 2020، حيث سيتم إطلاق قناة ذكية خاصة بالمشاركين في المعرض، من أجل تسهيل وتسريع عملية تخليص البضائع عبر توفير نظام آلي للتخليص الجمركي على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع

ما هي أبرز جهود جمارك دبي في تبنى المبادرات الهادفة إلى تطبيق المفاهيم والنظم الإدارية العصرية في العمل كتطوير الأنظمة واللوائح، وتبسيط الإجراءات، وتطبيق مفهوم الجودة، والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة بما يحقق تحسين الأداء، ورفع الكفاءة الإنتاجية؟
أطلقت جمارك دبي مبادرات تطويرية جديدة لخدماتها الذكية خلال الفترة الأخيرة، تشمل إطلاق موقع جمارك دبي على الهواتف الذكية بعد عملية تحديث شاملة للموقع، وإطلاق خدمات جمارك دبي عبر الساعات الذكية، تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.وأنجزت جمارك دبي أتمته جميع خدمات الدائرة  الخارجية بنسبة 100% والخدمات الداخلية بمعدل 97%، وتم تطبيق نظام الأرشفة الإلكترونية للمستندات والوثائق والمعاملات الجمركية، ومن المبادرات التقنية المهمة التي طبقتها الدائرة نظام مخالصة الشحن الإلكتروني، بهدف متابعة الشحنات التجارية المستورَدة والُمصَدرة إلكترونيا.

للتدريب أهمية كبرى في تطوير أداء العاملين ورفع كفاءتهم الإنتاجية، فما هي جهود جمارك دبي في هذا الجانب، سواء للعاملين في القطاع الإداري أو العاملين في القطاع الميداني؟
من منطلق حرص جمارك دبي على تنمية مهارات وقدرات مواردها البشرية، باعتبارها رأس المال الحقيقي، فإنه يتم إعداد خطة تدريبية سنوية بناء على الاحتياجات التدريبية الفعلية للعاملين، لتشمل مجموعة متنوعة من البرامج.
وتعتمد أنشطة مركز التدريب على تقديم برامج تخصصية وفق أسس علمية وتشمل الأنشطة التدريبية في المجال الإداري البرامج القيادية والإشرافية، والخدمات العامة، والبرامج التوجيهية للموظفين الجدد، بينما تتضمن في المجالات المتخصصة برامج تخصصية مثل برامج الحاسب الآلي، والبرامج المالية وغيرها.
أما التدريب ،فقد أولته الدائرة أهمية قصوى لارتباطه الوثيق بالعمليات الجمركية الأساسية، حيث يتلقى المتدربون التدريبات المهنية الشاملة التي توضح العمليات والإجراءات والأساليب الأساسية اللازمة لتنفيذ الأعمال المطلوبة منهم.
وفي إطار التعلم الإلكتروني أو التدريب الذكي،يقدم المركز مجموعة من البرامج التدريبية وبرامج الدبلوم، بالإضافة إلى تعليم اللغة الإنجليزية إلكترونياً، كما أن المركز بصدد الانتهاء من إعداد بوابة إلكترونية لإعداد البرامج محلياً.
وفي مجال تطوير العاملين أكاديمياً، فإن الدائرة لديها برنامج مستمر للبعثات شاملاً البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ويتم اختيار  العاملين بناءً على معايير محددة -وحصل أكثر من 17 موظفاً على بعثات دراسية في السنوات الأخيرة، كما أن الدائرة بصدد الاتفاق مع إحدى المؤسسات التعليمية العليا لتطوير العاملين أكاديمياً. ولإعطاء صورة حقيقة لما تم تقديمه من برامج، فقد تم تنفيذ 334 برنامجاً في 2014 وتشتمل الخطة التدريبية لعام 2015 على 323 دورة وبرنامجاً تدريبياً

كيف تواجه جمارك دبي تصاعد النمو الاقتصادي وازدياد الحركة التجارية استيراداً وتصديراً بما يكفل كفاءة الأداء وسرعة الإنجاز؟
تضع جمارك دبي قضايا تيسير حركة التجارة المشروعة  ودعم النمو الاقتصادي في الدولة وحماية المجتمع من مخاطر التجارة غير المشروعة في قمة أولوياتها، وتطبق الدائرة استراتيجية متكاملة لتحقيق هذه الأهداف ترتكز إلى تطوير الموارد البشرية من خلال التدريب والتأهيل المستمر للموظفين لتطوير أدائهم إلى أعلى مستويات الكفاءة والارتقاء بقدرتهم على الإبداع والابتكار، كما تعمل الدائرة على تطوير عملها بمواكبة النمو الاقتصادي والتجاري على تطوير واستخدام أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات لاختصار الوقت والجهد في إنجاز المعاملات الجمركية.
وقد تضاعفت قيمة تجارة دبي الخارجية أكثر من 5 أضعاف خلال عشر سنوات لتصل إلى (1) تريليون و329 مليون درهم عام 2013، مقابل 252 مليار درهم في العام 2003، وتمكنت دبي من الحفاظ على القيمة المرتفعة لتجارتها الخارجية خلال عام 2014، والتي بلغت خلالها 1.331 تريليون درهم، مقابل 1.329 تريليون درهم في العام 2013، وتوزعت إلى الواردات بقيمة 845 مليار درهم، والصادرات بقيمة 114 مليار درهم، وإعادة التصدير بقيمة 372 مليار درهم.

ما هي أبرز المعوقات التي تواجه القطاع الجمركي؟
بلا شك، كل عمل خاصة إذا كان ضخماً وحيوياً مثل العمل الجمركي، يواجه بعراقيل أو دعني أسميها تحديات، ولكننا نسير على نهج الشيخ محمد بن راشد بأن التحديات يجب تحويلها إلى فرص.. فرص للنجاح وابتكار الحلول، والحمد لله نجحت جمارك دبي في معالجة المعوقات التي تعترض العمل الجمركي وحولتها إلى إنجازات ، وتحرص الدائرة في المرحلة الحالية على مواكبة جهود منظمة الجمارك العالمية لتطوير عمل الجمارك وقد حددت المنظمة شعار العمل الجمركي في العام 2015 وهو “تنسيق إدارة الحدود عبر مقاربة شاملة لتمتين التواصل بين الأطراف المعنية”، وكانت جمارك دبي من الدوائر الجمركية السباقة عالمياً في تطوير التعاون مع كافة الجهات الحكومية المعنية بإدارة الحدود، وتم بالفعل تنسيق الإجراءات الجمركية مع شركائنا الحكوميين لضمان تقديم أفضل الخدمات الجمركية للمسافرين والمتعاملين في كافة المراكز الجمركية بالمطارات والموانئ والمنافذ البرية، و كان لإمارة  دبي دور رائد في استقطاب الاهتمام العالمي بأهمية العمل على تنسيق إدارة الحدود، حيث استضافت دبي في العام 2013 المؤتمر السنوي لمنظمة الجمارك العالمية وأصدر المؤتمر إعلان دبي الذي دعا إلى ضرورة تنسيق وجهات النظر والتطبيقات على المستويين المحلي والدولي بين وكلاء أمن الحدود، ودعم قنوات الاتصال بين الأطراف ذات العلاقة، حيث تعد توصيات إعلان دبي من أهم المنطلقات التي تنطلق منها الجهود العالمية لتنسيق إدارة الحدود في العام 2015.