قال أحمد شمس الدين رئيس قطاع البحوث في المجموعة المالية هيرميس أحد أكبر بنوك الاستثمار في المنطقة العربية إن مجموعته تتوقع عائدات “قوية جدا” للمستثمرين في بورصة مصر خلال 2017.
وقفز المؤشر المصري الرئيسي أكثر من 76 بالمئة منذ بداية العام وحتى نهاية جلسة يوم الأربعاء بدعم قوي من خطوة البنك المركزي عندما تخلى عن ربط الجنيه بالدولار الأمريكي في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وأضاف شمس الدين في مقابلة مع رويترز بمكتبه على أطراف القاهرة “لم نر شراء للأجانب في بورصة مصر بهذه القوة مثلما حدث بعد التعويم وحتى الآن.
كل الشواهد تؤكد أن البورصة خلال 2017 ستحقق عائدات قوية جدا وستواصل ما حققته هذا العام من ارتفاعات ومستويات جديدة.
“أنت لديك برنامج إصلاح اقتصادي واضح وهذا سيكون جاذبا لأنظار المستثمرين الأجانب لنا عن باقي الأسواق الناشئة. بعد التعويم المستثمر الأجنبي لن يحقق أرباحا فقط على الاستثمار في البورصة بل أيضا سيحقق أرباحا على العملة.”
وأظهرت بيانات حصلت عليها رويترز من البورصة المصرية أن صافي معاملات الأجانب غير العرب مالت للشراء بنحو 5.046 مليار جنيه (264.2 مليون دولار) منذ الثالث من نوفمبر تشرين الثاني وحتى نهاية جلسة الأربعاء 21 ديسمبر كانون الأول مقابل نحو 545 مليون جنيه صافي شراء في أول عشرة أشهر من العام.
وقال شمس الدين “الطروحات الحكومية ستساعد (أيضا) في إنعاش السوق. وضع البورصة اليوم لا يتناسب إطلاقا مع حجم بلد مثل مصر. الاستثمار في مصر مغر جدا لأي مستثمر أجنبي.”
وشهدت بورصة مصر هذا العام أربعة طروحات أولية كان أهمها طرح أسهم دومتي ومستشفى كليوباترا وعبور لاند مقابل طرح إعمار مصر وإيديتا وأوراسكوم كونستراكشون في 2015.
وقال شمس الدين الذي يعمل في هيرميس منذ 2006 إن توقعات المجموعة بوصول سعر الدولار لما بين 14.50 و15 جنيها بنهاية 2017 ترجع إلى “زيادة السيولة الدولارية في البنوك منذ التعويم وأيضا عودة استثمارات الأجانب في سوق المال المصري وأدوات الدين.”
وقال البنك المركزي المصري يوم الأربعاء إن البنوك العاملة في البلاد وفرت 7.9 مليار دولار لتلبية احتياجات العملاء وتدبير الاعتمادات المستندية منذ تحرير سعر صرف العملة وحتى 14 ديسمبر كانون الأول.
وأضاف شمس الدين الذي تغطي مجموعته بحثيا تسع أسواق عربية وستضيف ست أسواق افريقية وآسيوية خلال 2017 “لا أحد يستطيع التوقع متى سيستقر الدولار لكن ما نستطيع قوله إننا في بداية الطريق الصحيح وهو مكلف جدا. التعويم كان له ثمن كبير جدا على مستوى الأسعار محليا.”
وشهدت جميع السلع والخدمات في مصر قفزات كبيرة في الأسعار ورفعت مصر أكثر من مرة الجمارك على السلع المستوردة بهدف خفض الطلب على السلع غير الأساسية وتوفير الدولارات لاستيراد السلع الأساسية.
وتوقع شمس الدين أن يكون مستوى التضخم في مصر عند 19.8 بالمئة في 2016-2017 وأن يتراجع إلى ما بين 11 إلى 12 بالمئة في 2017-2018.
وأظهرت بيانات نشرها البنك المركزي في وقت سابق من هذا الشهر أن التضخم الأساسي في مصر ارتفع إلى أعلى مستوى في ثماني سنوات في نوفمبر تشرين الثاني عند 20.73 بالمئة مقارنة مع 15.72 بالمئة في الشهر السابق.
وأضاف شمس الدين لرويترز في المقابلة التي جرت بمبني المجموعة البانورامي الذي تتسلل أشعة الشمس إلى جميع غرفه “لا نتوقع زيادة في أسعار الفائدة خلال 2017 بل نتوقع أن تتراجع. أسعار الفائدة حاليا مرتفعة جدا ووصلت في أذون الخزانة إلى أكثر من 18 بالمئة.”
ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة ثلاثة بالمئة مرة واحدة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني عندما حرر سعر الجنيه وهو ما تبعه إصدار البنوك الحكومية شهادات ادخار بعوائد تصل إلى 20 بالمئة.
وقامت مصر بعمل عدة إصلاحات اقتصادية خلال الأشهر القليلة الماضية منها تطبيق ضريبة القيمة المضافة وتحرير سعر العملة ورفع أسعار المحروقات بشكل جزئي إلا أنها ما زالت مدعومة.
وقال شمس الدين “لو برنامج الإصلاح اكتمل ونجحنا في جذب استثمارات أجنبية وكبح جماح عجز الموازنة وأثبتت برامج الضمان الاجتماعي فاعلية لن يستطيع أحد حينها إيقاف مصر (اقتصاديا).”
أضف تعليق