اكتسحت موجة جديدة من الرهانات على صعود أسعار النفط أسواق عقود الخيارات، مع تصاعد حدة المواجهة بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد الهجمات المتبادلة التي طالت البنية التحتية للطاقة خلال اليومين الماضيين.
وشهدت أسواق العقود الآجلة، في مستهل تداولات الأسبوع، نشاطًا استثنائيًا تمثّل في تداول آلاف العقود من خيارات الشراء لشهر أغسطس بأسعار تنفيذ تتجاوز 80 دولارًا للبرميل، وهي عقود تحقق أرباحًا في حال ارتفاع الأسعار. كما سُجّل تداول نحو 2000 عقد لخام برنت بأسعار تنفيذ 100 و101 دولار، في حركة غير معتادة خلال الجلسات الآسيوية.
وجاء هذا النشاط مدفوعًا بالهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، والذي استهدف برنامجها النووي وقياداتها العسكرية والعلمية، ما أثار مخاوف من تعطل محتمل في الإمدادات النفطية العالمية، ودفع منحنى أسعار خام برنت إلى حالة “الباكوراديشن” – وهي ظاهرة تشير إلى ارتفاع الأسعار في الأجل القريب مقارنة بالعقود الأطول أجلاً.
وقد توسّعت الفروق الزمنية في الأسعار بشكل ملحوظ، حيث تم تداول نحو 20 ألف عقد خلال الدقائق الخمس الأولى من جلسة الاثنين، في حين حافظ مؤشر التقلب الضمني لعقود برنت على ارتفاعه قرب أعلى مستوياته منذ أوائل 2022، رغم بعض التراجع في الميل نحو عقود الشراء خلال الجلسات الآسيوية.
وفي هذا السياق، حذّرت “سوني كوماري”، خبيرة السلع في مجموعة “إيه إن زد”، من أن استمرار التصعيد سيُبقي على “علاوة المخاطر الجيوسياسية” مرتفعة، مشيرة إلى أن السيناريو الأخطر – وإن كان مستبعدًا – يتمثل في احتمال إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، ما يهدد تدفق نحو 17 مليون برميل يوميًا من النفط العالمي.
وسجّل سعر خام برنت لشهر أقرب استحقاق 75.02 دولار للبرميل، بارتفاع نسبته 1%، وسط ترقب عالمي لمسار التصعيد في الشرق الأوسط وانعكاساته المحتملة على أسواق الطاقة والاستقرار الاقتصادي العالمي.