لا شك أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية “دونالد ترامب” يعتبر من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والانقسام، ولا يقتصر هذا الانقسام على المجتمع الأمريكي بل يمتد للحكومات الأجنبية القلقة بشأن مستقبل السياسة الأمريكية حول العالم، وسلطت “يو إس إيه توداي” الضوء على آراء عدد من قادة الدول إزاء “ترامب”.
ووجه العديد من القادة انتقادات لاذعة لـ “ترامب” مما يعكس قلقهم بشأن علاقات دولهم بالولايات المتحدة في حال وصوله إلى السلطة، لكن فئة قليلة من اليمينيين المتطرفين ومكافحي الهجرة أثنوا على آرائه العدائية الحادة.
ووفقاً للخبراء فإن هذه هي المرة الأولى في التاريخ الأمريكي التي يقوم خلالها أحد المرشحين بالإدلاء بمثل تلك التصريحات الحادة خلال الحملات الانتخابية، فقد تحدث “ترامب” بعدائية عن “سوريا” و”المسلمين” و”الدول المتحدثة بالإسبانية” و”المهاجرين” و”حرية التجارة” وغيرها من القضايا الهامة.
من المتوقع أن تخف حدة التصريحات إذا أصبح ترامب” رئيساً رسمياً للدولة لكن ذلك لن يمحو أثر تصريحاته السابقة في نفوس الدول التي طالتها ومن بينها العديد من حلفاء الولايات المتحدة، لكنها ستضطر للتعامل معه على أية حال باعتباره ممثلا لأغنى وأقوى دولة في العالم.
من المفارقة أن التصريحات التي تقلق العالم هي نفسها التي تزيد شعبية “ترامب” لدي مؤيديه، حيث يستغل المرشح الجمهوري الاحباطات العديدة لدى الأمريكيين بتقديم وعود عنترية تداعب آمالهم في التغيير.
1- الرئيس المكسيكي “إنريكي بينا نييتو”:
وجه الرئيس المكسيكي “إنريكي بينا نييتو” انتقاداً لاذعا لـ “ترامب” مؤخراً مشبهاً لهجته الحادة باللهجة التي تحدث بها الزعماء الديكتاتوريون أمثال “أدولف هتلر” و”بينيتو موسوليني”، وأشار إلى أن هؤلاء الطغاة استغلوا الاحباطات الاقتصادية لشعوبهم واستطاعوا من خلال تلك النبرة الحادة الحصول على تأييدهم والوصول إلى السلطة المطلقة، وكان وصولهم بداية فصل مأساوي وكارثي في التاريخ الإنساني، ويشارك “نييتو” في رؤيته الرئيسان المكسيكيان السابقان “فينسينت فوكس” و”فيليب كالديرون” اللذان شبهاه بـ “هتلر” أيضاً.
ووفقاً للسفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة “بيل ريتشاردسون” فإن احتمال وصول “ترامب” للبيت الأبيض سبب شعوراً واسعاً بالإحباط لدى المكسيكيين، وكان “ترامب” قد وجه العديد من الانتقادات للمكسيك، وفي إحدى المرات تعهد ببناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك لمنع تدفق المهاجرين المكسيكيين، بل وبإجبار الأخيرة على دفع تكاليفه أيضاً.
2- رئيس الوزراء الكندي “جوستن ترودو”:
انتقد “ترودو” توجهات “ترامب” بشأن المهاجرين واللاجئين مشيراً إلى أن الانفتاح والاحترام المتبادل هما أفضل السبل لمكافحة الغضب والكراهية، وهما أقوى كثيراً من بناء الجدران والسياسات القمعية في هذا الصدد، وكان “ترودو” قد دعا في وقت سابق لمنع “ترامب” من دخول “كندا” حتى يعتذر عن تصريحاته المسيئة للمسلمين والمكسيكيين.
لكنه خفف لهجته بعد ذلك موضحاً أنه لن يشعل معركة مع “ترامب” في الوقت الحالي إلا أنه لن يؤيده كذلك، وأكد أنه يراقب عن كثب تطورات هذه اللحظة الفارقة في مصير أعظم ديموقراطيات العالم ــ على حد وصفه، وقد كشف استطلاع في فبراير/شباط الماضي أن 65% من الكنديين يخشون فوز “ترامب”.
3- نائب المستشارة الألمانية “سيجما جابريل”:
وفي “ألمانيا” التي تعاني من أكبر تدفق للمهاجرين في تاريخها وجه نائب المستشارة الألمانية “سيجما جابريل” انتقاداً شديد اللهجة لـ “ترامب”، وقال “إن “ترامب” وأمثاله من اليمينيين المتطرفين في كل مكان لا يمثلون تهديداً للسلام والتوافق الاجتماعي فحسب بل ويعرضون التنمية الاقتصادية للخطر أيضاً”.
4- رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون”:
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي وصف “كاميرون” مطالبة “ترامب” بحظر دخول المسلمين للأراضي الأمريكية بأنها “غبية وخاطئة ومثيرة للانقسام”، في حين يطالب عدد من البرلمانيين البريطانيين بمنع “ترامب” من دخول “بريطانيا”.
وبينت المتحدثة باسم “كاميرون” أن رئيس الوزراء كان واضحاً تماماً بشأن رؤيته لمكافحة الإرهاب والأيديولوجيات السامة المنادية بالتطرف، وأنه يرى أن مسئولية القادة السياسيين في هذه المرحلة هو تقريب المجتمعات مع بعضها البعض والتأكيد على أن الإرهابيين لا يمثلون الإسلام.
وكانت انتقادات “ترامب” قد امتدت “للندن” أيضاً حيث قال إن بعض مناطق العاصمة البريطانية تعاني من التشدد وإن شرطتها تتجنب دخول تلك المناطق خوفاً على حياتها.
5- الأمير “الوليد بن طلال”:
وفي الشرق الأوسط وجه الأمير السعودي “الوليد بن طلال” رسالة شديدة اللهجة إلى “ترامب” وصفه فيها بأنه عار على الولايات المتحدة وطالبه بالانسحاب من السباق الرئاسي لأنه لن يفوز، وكان الرجلان قد دخلا في حرب كلامية على مواقع التواصل الاجتماعي في يناير/كانون الثاني الماضي بعد أن وضع “ترامب” صورة مفبركة ببرنامج “الفوتوشوب” للأمير مع مذيعة “فوكس نيوز” المعروفة “ميجن ميلي” مدعياً أنه شريك في “فوكس نيوز”.
لكن الحقيقة أن الأمير مجرد مستثمر بحصة صغيرة في الشبكة الأمريكية، وفي سياق التراشق الكلامي كشف “الوليد بن طلال” عن أنه أنقذ “ترامب” من مآزق مالية مرتين في التسعينيات.
6- الرئيس الإكوادوري “رفاييل كوريا”
أما الرئيس الإكوادوري اليساري “رفاييل كوريا” فاستهزأ بـ “ترامب” واصفاً لغة خطاباته “بالركاكة والغباء”، وقال إنه سيستمتع بفترة رئاسته إذا فاز في الانتخابات “لأنها ستكون فترة شديدة السوء للولايات المتحدة وأنها ستسهل عمل الأحزاب الاشتراكية في أمريكا اللاتينية”.
7- الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”
وعلى جبهة المؤيدين أعرب “بوتين” عن إعجابه بـ “ترامب” واصفاً إياه بأنه “شخصية استثنائية وموهوبة”.
8- الزعيم الفرنسي اليميني “جان ماري لوبان”:
وفي “فرنسا” أبدى الزعيم السابق لحزب الجبهة الوطنية المنتمي لأقصى اليمين “جان ماري لوبان” عن دعمه “ترامب”، ونصح الأمريكيين بالتصويت لصالحه، حيث كتب في تغريدة على “تويتر” “لو كنت أمريكياً لانتخبت ترامب”، ويُعرف عن “لوبان” توجهاته المناوئة للهجرة.
9- رئيس حزب الحرية الهولندي “جيرت وايلدرز”:
هو مؤسس ورئيس حزب الحرية في “هولندا”، ويُعرف عنه كراهيته الشديدة للمهاجرين والمسلمين، وكتب في تغريدة له على “تويتر” “فوز “ترامب” سيكون مفيداً للولايات المتحدة وأوروبا، فنحن نحتاج لقيادات شجاعة”.
أضف تعليق