اخبار

عبدالله بن زايد : الإمارات و كولومبيا تجمعهما رؤي مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة

عبدالله بن زايد

اكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية انه بالرغم من بعد المسافات بين الامارات وكولومبيا فإن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا كما تجمعهما رؤي مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة.

جاء ذلك في مقال لسموه بصحيفة/التيمبو/تنشره غدا بمناسبة زيارته لكولومبيا فيما يلي نصه: إن زيارتي لجمهورية كولومبيا هذا الاسبوع تتيح الفرصة لمعرفة مدي حجم العلاقات الثنائية بين البلدين وما هي الخطوات اللازم اتباعها لكي نعمق الروابط بين كولومبيا والامارات.

فبالرغم من بعد المسافات بين بلدينا، فإن العلاقات بين دولة الامارات العربية المتحدة وكولومبيا قد شهدت تطورا ملحوظا. وهنا أود أن أنوه بافتتاح سفارة كولومبيا بأبوظبي في أغسطس من عام 2011 ، وكذلك افتتاح سفارة الدولة في بوغوتا في أكتوبر من عام 2013، وهنا يحدونا الأمل أن تكون هذه الخطوة خطوة هامة في طريق تعميق العلاقات بين البلدين.

وكان دعم كولومبيا لمساعي دولة الإمارات الناجحة لاستضافة معرض اكسبو الدولي 2020 في دبي دليلا على قوة علاقتنا.. وهنا أود أن أعرب عن خالص تقديري لكولومبيا لكونها واحدة من أوائل الدول التي دعمت رسميا مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة هذا الحدث الهام، وأتطلع للترحيب بزائري كولومبيا للمعرض الدولي الأول في الشرق الأوسط في عام 2020.

إن اجتماع اللجنة المشتركة الذي سيعقد خلال هذه الزيارة، سيؤكد على تعزيز التعاون بين بلدينا، وضمان توثيق هذا التعاون من خلال مناقشة وتبادل الآراء في القضايا التي تهم كلا البلدين.

وبينما تشهد العلاقات الثنائية بين الإمارات وكولومبيا المزيد من التطور والنمو، نؤكد حرصنا على تعزيز تعاوننا في عدد من المجالات التي نؤمن بأنها ستصب في مصلحة البلدين مثل مجالات التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.

وفي هذا الصدد، نؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة وكولومبيا تجمعهما رؤي مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة. وقد بدا ذلك واضحا من خلال تعاوننا الوثيق في إعداد جدول أعمال الأمم المتحدة لما بعد 2015 الخاص بالتنمية المستدامة. وهنا أود أن أعرب عن تقدير دولة الإمارات لدور كولومبيا الفاعل في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “ايرينا” التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها.

في الشهر الماضي، قامت لجنة التحكيم المرموقة لجائزة زايد لطاقة المستقبل بتكريم شركة كولومبية وهي مؤسسة غابرييل بلازاس التعليمية كواحدة من الثمانية فائزين من ضمن أربع فئات للجائزة في دورتها لعام 2016.

وبالإشارة إلى موقع الإمارات الهام في قلب آسيا الصاعدة وعلاقتها القوية مع اقتصادات افريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، وكذلك موقع كولومبيا كواحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية الجاذبة في أمريكا اللاتينية، يجدر الاشارة هنا إلى إمكانات وفرص زيادة حجم التبادل التجاري بين بلدينا بشكل كبير لخدمة المصالح المشتركة.

وقد تم توسيع آفاق التعاون التجاري بين دولة الإمارات وكولومبيا منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر من عام 1975، فكولومبيا هي مصدٌر كبير للزهور والقهوة والذهب والزمرد والمنتجات الجلدية المميزة، بينما تصدٌر دولة الامارات دولة الإمارات العربية المتحدة مواد البناء والمعادن مثل الأبواب والنوافذ والسيراميك والأنابيب إلى كولومبيا.

وبالرغم من هذا التطور الذي تشهده العلاقات التجارية بين البلدين، الا أنه يمكن أن يتم تعزيز آفاق التبادل التجاري نظرا لقوة العلاقات السياسية بين البلدين، مع الأخذ بعين الاعتبار إهتمام الكثير من الشركات الاماراتية بالاستثمار في كولومبيا. ومن أجل تسهيل هذه الاستثمارات، تحرص دولة الامارات على احراز التقدم فيما يتعلق بالعديد من الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية الهامة. وهنا ننوه بأن وجود رحلات جوية مباشرة بين البلدين يمكن أن يكون له أثر جيد في التقريب بين شعبي البلدين والشركات العاملة فيهما.

وكذلك فإن من اهدافي في هذه الزيارة استكشاف السبل الكفيلة لزيادة وتعزيز الحوار والتواصل بين رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين في بلدينا. كما أن هذه الزيارة تهدف أيضا إلى تعزيز التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكولومبيا في القضايا الاقتصادية والثقافية والقنصلية.

وبمناسبة زيارتي لكولومبيا، أود أن أؤكد مرة أخرى على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بمواصلة تعزيز علاقاتنا، والتطلع للعمل مع شركائي في كولومبيا على تحقيق أهدافنا. وأنوه هنا إلى حقيقة ثراء علاقاتنا الثقافية والروابط العميقة بين أبناء شعبينا. وأود أن أشيد بقدرة كولومبيا على الابتكار واستكشاف فرص جديدة لمستقبل مزدهر مشترك لبلدينا والمنطقة.