تقارير

طلقات التصعيد تتوالى بين واشنطن وبكين ..استثمارات بقيمة 250 مليار دولار باتت مهددة

اتهم البيت الأبيض الصين بتشويه الأسواق العالمية وقال إنه يجب على العملاق الآسيوي ألا يستهدف “الصادرات الأميركية التي تحدث في إطار ممارسات تجارية عادلة”، وذلك بعد أن زادت بكين الرسوم الجمركية على 128 من المنتجات الأميركية ردا على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب والألومنيوم.

وقالت لينزي والترز المتحدثة باسم البيت الابيض “سياسة الدعم التي تنهجها الصين واستمرار فائض الطاقة الإنتاجية هما السبب الأساسي لزيادات الرسوم الجمركية على الصلب”. وأضافت قائلة في بيان “بدلا من استهداف الصادرات الأميركية التي تحدث في إطار ممارسات تجارية عادلة، فإنه يجب على الصين أن توقف ممارساتها التجارية غير العادلة التي تلحق ضررا بالأمن القومي الأميركي وتشوه الأسواق العالمية”.

 

وأعلنت وزارة المالية الصينية أن الصين فرضت تعريفات جمركية إضافية تصل إلى 25% على 128 منتجا أميركيا، من بينها لحوم الخنازير المجمدة بالإضافة إلى النبيذ وفواكه معينة والمكسرات، ردا على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الألمنيوم والصلب.

 

وسيبدأ سريان قائمة الرسوم الجديدة يوم الاثنين، وهي تعادل قائمة بالتعريفات المحتملة نشرتها الصين في 23 مارس آذار.

 

الرسوم الصينية ليست سوى طلقات تحذير

وكانت بكين حذرت في آذار/مارس من أنها لن تتوانى عن فرض رسوم جمركية على صادرات أميركية ردا على الرسوم الباهظة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألمنيوم، الأمر الذي زاد المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

 

وقبل أسبوعين، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إجراءات تجارية ضد الصين، قائلا إن العجز التجاري لأميركا مع بكين البالغ 504 مليارات دولار “خارج عن السيطرة”، وإن هناك مشكلة ضخمة في “سرقة الملكية الفكرية”.

 

وقال ترمب قبل توقيع مذكرة تجارية وقتها “هذا هو العجز الأكبر لأي دولة في تاريخ عالمنا. إنه خارج عن السيطرة. لدينا وضع لسرقة هائلة للملكية الفكرية مستمر، وهو أيضا بمئات المليارات من الدولارات”.

 

وأشار ترمب إلى إمكانية فرض رسوم على واردات صينية قد تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار في محاولة لوقف ما يعتبره منافسة غير مشروعة من جانب بكين وسرقة للملكية الفكرية، لكن ترمب حرص على القول إن الصين بلد “صديق”، مضيفا أنه يكنّ “احتراما كبيرا للرئيس شي جينبينغ” وتربطه به علاقة شخصية ممتازة.

هل تسعى واشنطن لعرقلة استراتيجية “صنع في الصين 2025″؟

خطط إدارة ترمب لفرض رسوم جمركية تصل إلى 60 مليار دولار على الواردات السنوية من الصين جعلت الشركات الصينية تخمن ما إذا كان الحال سينتهي بمنتجاتها ضمن قائمة واشنطن.

لكن يكمن وراء الرسوم الجمركية ما يعتبره محللون هدفًا أوسع للبيت الأبيض يتمثل في عرقلة استراتيجية “صنع في الصين 2025” التي تهدف إلى جعل عدد من الشركات الصينية رائدة عالميا في قطاعات مثل الروبوتات، وأشباه الموصلات، والطيران، والحوسبة.

وخطة التنمية في بكين تتضمن إبرام شراكات مع شركات أجنبية، أو الاستحواذ على تكنولوجيات خارجية تساعد المجموعات الصينية على الارتقاء إلى الهيمنة العالمية في قطاعاتها. وهذه هي الشركات التي يتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ضدها.

لويس كويجس، رئيس قسم آسيا في شركة أكسفورد إيكونوميكس، كتب في مذكرة: “الرسوم الجمركية الأمريكية والقيود الاستثمارية المقررة تهدف إلى ضرب الصين، رداً على ما تعتبره الولايات المتحدة ممارسات غير عادلة في التكنولوجيا والملكية الفكرية”، وفقا لما نقلتة صحيفة “الاقتصادية”.

وقال كريستوفر لي، كبير المختصين في قيادة الشركات الصينية في S&P Global: “يبدو أن أهم جزء في هذا هو إبطاء نقل التكنولوجيا إلى الصين”.

من جانبه، ذكر مكتب الممثل التجاري الأمريكي أن “الفضاء، والطيران، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والآليات” هي صناعات ستستهدفها الرسوم الجمركية ـ ومن المتوقع أن يصدر مزيدا من التفاصيل في الأيام المقبلة. ومنذ الآن حدد البيت الأبيض في تقرير مكون من 200 صفحة، عددا من الشركات الصينية باعتبارها أمثلة على مدى خسارة الولايات المتحدة بسبب المنافسة “غير العادلة” من جانب الصين.

 

ما مصير استثمارات بقيمة 250 مليار دولار تعهدت الصين بها خلال زيارة ترامب؟

 

 

أعرب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن شعوره بالانتصار عقب عودته من الجولة الآسيوية التي شهدت إبرام صفقات بقيمة 250 مليار دولار مع الصين، تشمل اتفاقيات في قطاعات الطاقة والطيران والتكنولوجيا.

لكن هذه الصفقات يمكن أن تتحول الآن إلى ذخائر في سلاح بكين الذي تنوي استخدامه لمواجهة الضغوط التجارية الأمريكية، ويقول خبير الطاقة لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن “إدوارد تشو” إن الصين ستجعل من هذه الاتفاقيات أوراقا مساومة فمن الواضح أن “ترامب” رجل مفاوضات، بحسب تقرير لـ”سي إن إن موني”.

– على سبيل المثال، قال مصرف “جولدمان ساكس” إنه سينشئ صندوقًا استثماريًا قيمته 5 مليارات دولار بالتعاون مع صندوق الثروة السيادي الصيني “تشاينا إنفستمنت كوربورشن” للاستثمار في الشركات الأمريكية.

 

 

– وقعت شركة “كوالكوم صفقات بقيمة 12 مليار دولار لتوريد أشباه موصلات إلى علامات تجارية صينية شهيرة في صناعة الجوال، مثل “شاومي” و”أوبو” و”فيفو”.

 

 

 

– أعلنت شركة “بوينج” أنها ستبيع طائرات بقيمة 37 مليار دولار لشركة قابضة حكومية، والتي تشتري الطائرات لصالح الخطوط الجوية المملوكة للدولة الصينية مثل “إير تشاينا” و”تشاينا ساوثرن إيرلاينز”.

 

 

 

– وقعت أيضًا شركة “تشاينا إنرجي إنفستمنت” المملوكة للدولة، اتفاقية مع ولاية فرجينيا الغربية لاستثمار 84 مليار دولار في مشروعات إنتاج الغاز الصخري والكيماويات.

 

 

 

– تعهدت شركة النفط والغاز التابعة للحكومة الصينية “سينوبك” باستثمار 43 مليار دولار في قطاع الطاقة بولاية ألاسكا، مع العلم بأن هذه الاتفاقيات لم تصبح ملزمة بعد.