تقارير

خاص ..لماذا نجح فيسبوك وفشل تويتر ؟

لم تفلح شركة تويتر باللحاق بمنافسها القوى ” فيس بوك ”  فمعدل نمو عدد مستخدميها النشطين لا يزال في تباطؤ، إذ لم يتجاوز عدد المشتركين النشطين خلال الربع الأول سوى  3 ملايين مستخدم

تويتر تفشل فى جذب المستخدمين

وبمقارنة بسيطة بلغة الارقام وفقا للنتائج المالية للشركتين نجد أن “تويتر” حققت إيرادات أفضل من المتوقع خلال الثلاثة أشهر المنقضية بنهاية يونيو/ حزيران، مستفيدة من رواج إعلانات الفيديو وخدمات البيانات، لكنها سجلت خسارة صافية إلى جانب فشلها في جذب المزيد من المستخدمين.

وتراجعت إيرادات الشركة بنسبة 4.7% خلال الربع الثاني من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من عام 2016، لتصل إلى 573.9 مليون دولار، بينما بلغ متوسط تقديرات المحللين 537.2 مليون دولار فقط.

وسجلت الشركة خسارة صافية قدرها 116.5 مليون دولار أو 16 سنتًا للسهم الواحد، مقارنة بخسارة بلغت 107 ملايين دولار أو 15 سنتًا للسهم في نفس الفترة من العام الماضي، فيما بلغت الأرباح المعدلة 8 سنتات للسهم مقارنة بتقديرات أشارت إلى 5 سنتات فقط.

وقالت الشركة في بيانها الصادر اليوم الخميس، إن عدد المستخدمين النشطين شهريًا خلال الربع الثاني ظل ثابتًا دون تغير عما كان عليه خلال الربع الأول عند 328 مليون مستخدم.

وتتوقع الشركة أن تحقق أرباحًا معدلة قبل الفوائد والضرائب خلال الربع الجاري تتراوح بين 130 مليون و150 مليون دولار، بينما تشير تقديرات المحللين إلى 144.1 مليون دولار.

أرباح فيس بوك تقفز 70%

فى المقابل قفزت أرباح فيسبوك الفصلية نحو 70%، خلال الربع الثاني، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، محققة 3.9 مليار دولار.ويأتي هذا النمو الكبير في الأرباح بدعم من نمو المبيعات الإيرادات الفصلية بنسبة 45%، مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي.

 

لكن مالسر بنجاح فيس بوك وفشل تويتر على الرغم من أن الأخير الموقع المفضل لأشهر نجوم العالم، ويلجأ إليه السياسيون مثل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وغيره للتحدث مع العالم ؟

تتبع مسيرة الشركتين قد يوضح الأسباب وراء التباين الشديد بمساراتهما .أُنشئت تويتر في مارس 2006 على يد أربعة أشخاص، أبرزهم جاك دورسي، الذي نشر أول تغريدة في الموقع، ثم تم إطلاق الشركة رسميا في يوليو من ذاك العام. وتدريجيا بدأ موقعها يستقطب بعض المستخدمين لأنه جاء بفكرة مختلفة نوعا ما عما يقدمه موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الذي كان قد أُطلق قبله بعامين.

وتويتر في الأصل من بنات أفكار دورسي الذي أراد تطوير خدمة رسائل نصية للتواصل مع مجموعة صغيرة، وبالفعل روجت الشركة في البداية لموقعها على أنه مكان لمشاركة وتبادل الرسائل النصية القصيرة SMS – التي كانت شائعة في تلك الأيام قبل خدمات التراسل الفوري – وهو ما دفع كثيرين إلى وصف الموقع بأنه “الرسالة النصية للإنترنت” the SMS of the Internet.

 

ومن هنا نعلم لماذا تحدد تويتر الحد الأقصى لأحرف التغريدات بـ140 محرفا، إذ يأتي هذا الرقم من الحد الأقصى لمحارف الرسائل النصية القصيرة البالغ 160 محرفًا، وتحتفظ تويتر بـ 20 محرفًا لاسم المستخدم.

وفي ذلك الوقت لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بشعبية كبيرة بين المستخدمين، لحداثة عهدها، ثم إن المنتديات كانت تطغى على توجهم، لما توفره لهم من مساحة لنشر الأفكار والمناقشات.

وسارت تويتر خلال السنوات اللاحقة على ما بدأت عليه، وتمكنت من جذب من يحب الأفكار والتغريدات المختصرة، وبعدما أصبح لها قاعدة عريضة من المستخدمين، هرعت إليها وسائل الإعلام والفنانين والمشاهير فأصبحت منصة للتواصل مع جماهيرهم، خاصة أثناء الأحداث العالمية الكبرى، مثل الانتخابات والمنافسات الرياضية، وهو الشائع فيها حتى وقتنا الراهن.

ولكن سرعان ما أصبح التميز الذي تفاخرت به تويتر في البداية وبالًا عليها، وهو الأمر الذي أدركته متأخرة، وذلك بعد أن أضحى فيسبوك كالثقب الأسود يجذب إليه كل من يفكر في الانضمام إلى مواقع التواصل الاجتماعي من مستخدمي الإنترنت، والسبب هو أن الأخير شبكة اجتماعية بالفعل، في حين تويتر موقع للتدوين المصغر.

ولتوضيح السبب في فشل تويتر، سأفترض أني مستخدم جديد للإنترنت وحُكي لي عن مواقع التواصل الاجتماعي، فأول ما سيخطر ببالي ما هو الموقع الأكثر استخداما؟ ثم سأبحث عن خدمة تتيح لي التواصل مع العائلة والأصدقاء، وعن خدمة توفر لي الكثير من المزايا، من حيث المحتوى الصوتي والمرئي والتفاعل.

وهنا يبرز فيسبوك وليس تويتر بأنه المكان الذي أجد فيه بغيتي، فعلى الصعيد الشخصي، فإن الغالبية العظمى من عائلتي وأقربائي وأصدقائي تستخدم فيسبوك وليس تويتر.

وهناك عامل آخر نشير إليه ثانية، لما كانت المنتديات هي الرائجة قبل مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ظهرت هذه المواقع، نجح فيسبوك نوعا ما في إعادة تقديم الفكرة بشكل عصري، فضلًا عن إمكانية التواصل مع العائلة والأصدقاء فعلًا، وتدور الكثير من مزاياه حول هذه المبدأ.

وبعدما انتقل المستخدمون إليه، اجتهد فيسبوك مع الوقت في قراءة سوق مستخدمي الإنترنت الذي يغلب عليه المستخدمون الشباب لجذب هذه الفئة التي تعد الأكثر استخدامًا للإنترنت والأجهزة الذكية، بل تمكن الموقع من جذب كافة الفئات العمرية.

ومع تصاعد شعبية فيسبوك وتباطؤ شعبيته، أعتقدُ أن تويتر أصبح ينظر للأول على أنه المثال الناجح الذي يجب أن يسير على خطاه، ولكن هناك أخطاء لا يمكن تلافيها بسهولة، أبرزها الرغبة في التحول إلى شبكة اجتماعية مع أنه انطلق أصلًا كخدمة لمشاركة وتبادل الرسائل النصية القصيرة.

توقعات المحللين لتويتر

 

ووفقا لموقع gizmodoالأمريكى فيقول المحللون إن تويتر تحتاج لخطة شاملة من أجل العودة مرة اخرى للمنافسة، فمن المتوقع أن تستمر فى الخسائر لعام أو اثنين آخرين، وهذا الأمر من الممكن أن يجعل لشركة تنهار، ولمحاربة هذا الأمر على الشركة العمل على تغير واجهة المستخدم الخاصة بها ووضع خطة لزيادة عدد المستخدمين النشطين، بالإضافة إلى وضع استراتيجية شاملة للإعلانات التى تعد المصدر الرئيسى للدخل فى الشركة.