وضعت مصر خطة استراتيجية لتنمية وتطوير محور قناة السويس حيث يهدف المشروع الى ان يكون المحور مركزاً لصناعة النقل البحرى و إلى خلق كيانات صناعية ولوجستية جديدة بالمنطقة تعتمد على أنشطة القيمة المضافة والصناعات التكميلية بالداخل والخارج من خلال مناطق توزيع لوجستية وان يكون مركزاً صناعىاً وسياحىاً عالمىاً .
الخطة التنفيذية
تتناول الخطة التنفيذية لمشروع محور قناة السويس ، بوجه عام تنفيذ 42 مشروعًا، منها 6 مشروعات ذات أولوية،وهي «تطوير طرق القاهرة/ السويس – الإسماعيلية – بورسعيد» إلى طرق حرة، للعمل على سهولة النقل والتحرك بين أجزاء الإقليم والربط بالعاصمة، وإنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتي القناة “شرق وغرب”، وإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقي والغربي لإقليم قناة السويس، بالإضافة إلى تطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مأخذ مياه جديد، على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة.
وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل الأولى منها تهدف إلى خلق كيانات صناعية ولوجستية جديدة بالمنطقة تعتمد على أنشطة القيمة المضافة والصناعات التكميلية بالداخل والخارج من خلال مناطق توزيع لوجستية، واستغلال الكيانات الحالية ومشروعات تطويرها المستقبلية مع تطوير الكيانات الاقتصادية الموجودة حاليًّا.
وضمن المشروعات التي سوف يتم البدء فيها إقامة نفق تحت قناة السويس يعد الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط يتسع لأربع حارات، وإقامة مطارين، وعدد من الأنفاق، وإقامة ثلاثة موانئ لخدمة السفن، ومحطات لتمويل السفن العملاقة من تموين وشحن وإصلاح وتفريغ البضائع، وإعادة التصدير بما يضاعف عائد قناة السويس من خلال إقامة مشروعات لوجيستية كبرى وإقامة وادي السيليكون للصناعات التكنولوجية المتقدمة ومنتجعات سياحية على طول القناة، إلى جانب منطقة ترانزيت للسفن ومخرج للسفن الجديدة مما سيؤدي إلى خلق مجتمعات سكنية وزراعية وصناعية جديدة.
ويتطلب تنفيذ البنية التحتية للمشروع إعادة وتأهيل جميع المناطق الصناعية شرق القناة وتفعيل عدد من المشروعات التنموية ومنها ازدواج الشريان الملاحي للقناة بطول 34 كيلومترًا في المنطقة الواقعة من تفريعة البلاح حتى الكيلو 52 بالقنطرة غرب بنفس العرض والعمق الحالي للقناة وهي منطقة انتظار للسفن من الشمال والجنوب مما يفيد في زيادة الدخل وسرعة المرور بالمجرى الملاحي حيث يمر بقناة السويس 10% من التجارة العالمية، و22% من تجارة الحاويات بالعالم، وما يتحقق من عائد من القناة لا يزيد عن رسوم العبور فقط.
مراحل المشروع
ويعمل مشروع تنمية محور قناة السويس على تطوير أكثر من 70 ألف كيلومتر مربع على جانبي القناة. ويضم الجدول الزمني للمشروع مراحل عديدة تمتد إلى عام 2052، وتستهدف الخطة التنفيذية للمشروع نحو 42 مشروعًا منها 6 مشروعات ذات أولوية، وهي مشروع تطوير طرق القاهرة – السويس – الإسماعيلية – بورسعيد وتحويلها إلى طرق حرة للعمل على سهولة النقل والتحرك بين أجزاء محور القناة وربطه بالعاصمة، بالإضافة إلى مشروع إنشاء 6 أنفاق تشمل إنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور قناة السويس للربط بين ضفتي القناة شرقاً وغرباً.
وكذلك إنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط بين القطاعين الشرقي والغربي لقناة السويس، فضلاً عن مشروع تطوير ميناء نويبع وتحويلها إلى منطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ، إلى جانب إنشاء مأخذ مياه جديد على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة وذلك بهدف دعم مناطق التنمية الجديدة بالقناة، بالإضافة إلى عدد من المشروعات اللوجستية، ما من شأنه أن يضاعف من عائد قناة السويس، وإقامة وادى السيليكون للصناعات التكنولوجية ومنتجعات سياحية على طول القناة. ومن المتوقع أن يصل إجمالى اﻹيرادات حين اكتمال المشروع إلى نحو 100 مليار دولار. وقامت الحكومة المصرية بوضع خطة تتحقق أهدافها على أربعة مراحل :
المرحلة الاولى : يتم فيها انشاء محطات تنزيل واعدادها ليتم فيها تفريغ الحاويات من حمولاتها بمختلف انواعها لتخزن مؤقتا ثم يعاد تصديرها كما هى ولنفس الاماكن ويصل عائد الحاوية الواحدة فى هذه المرحلة من 75 الى 100 دولار . وتصل استثمارات المرحلة الأولى من مشروع تنمية محور القناة إلى 45 مليار دولار.
المرحلة الثانية : يتم فيها انشاء واعداد مراكز التوزيع حيث يتم فيها تفريغ الحاويات البترولية والتيارات فى الموانى المحورية وتخزينها ثم يتم توزيعها كما هى ولكن فى اماكن متعددة .
المرحلة الثالثة : تقام على تلك الموانى بعض الانشطة الخدمية واللوجيستية
المرحلة الرابعة: يتم خلالها انشاء المناطق اللوجيستية والصناعية ومناطق التوزيع حيث تستوعب الموانى المحورية على طول خط القناة كل انواع البضائع فتنتقل الى المناطق اللوجيستية والصناعية لتصنيعها واعادة تصديرها فى هذه المرحلة يصل عائد الحاوية الواحدة من 2000 الى 3000 دولار.
النطاق الجغرافى
ويتسع النطاق الجغرافى فى محور التنمية ليشمل مدن القناة وسيناء فى حدود 7000 كيلومتر مربع ويضم خمس محافظات هى السويس – بورسعيد – والاسماعيلية – وشمال سيناء وجنوب سيناء حيث يقوم ذلك المحور على مقومات اقتصادية متكاملة زراعية وصناعية وسياحية ولوجيستيا ويعتمد نطاق المشروع جغرافيا على شبكة كاملة من المواصلات والطرق والموانى وتسعة معابر تربط ما بين شبكة الطرق شرق وغرب القناة .
ويجرى العمل فى مشروع تنمية محور قناة السويس على ثلاث محاور متوازية ,تقوم اولا بحل المشاكل القائمة ثم طرح المشروعات الجديدة وفقا للمخططات العامة سابقة الاعداد.واختيار المكتب الاستشارى المنوط به اعداد المخطط العام للمشروع الاسكانى
مراكز التطوير
ينقسم الحيز الجغرافي للمشروع إلى ثلاثة أقسام: في الشمال يضم ميناء شرق بورسعيد والظهير الجغرافي للميناء، ميناء غرب بورسعيد، ميناء العريش تحت الإنشاء، أما في الوسط فيضم وادي تكنولوجيا شرق الإسماعيلية، أما الجنوب فيضم وادي العين السخنة وميناء الادبية والمنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس.
شرق بورسعيد
يمثل ميناء شرق بورسعيد البالغ من المساحة 72 كيلومتر اهم مراكز التطوير للمنطقة ويشمل انشاء 8 محطات بميناء شرق بورسعيد وانشاء المنطقة الصناعية اللوجيستية الاولى ليتم الانتهاء منها قبل عام 2017 ذلك بالاضافة الى انشاء الجزء الاول من المدينة السكنية بورسعيد قيما جديدة وصناعات تجريبية ومناطق لوجيستية وتوفر عشرات الالاف من فرص العمل ولأهلها وللوافدين عليها
السويس
تتسع مشروعات تطوير السويس لتضم ميناء العين السخنة وميناء الادبية على الساحل الغربى لخليج السويس بالاضافة الى المنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس
وتبلغ مساحة منطقة راس الادبية و ميناء السخنة نحو 320 كيلو متر مربع , من المزمع انشاء 6 احواض بها حيث تم انشاء الاول بأبعاد 750 م و350 م ويبلغ اجمالى أطوال الارصفة نحو 2000 وتم التعاقد مؤخراً على الحوض الثانى .
ويستوعب الميناء حاليا اكثر من مليون ومائة الف حاوية سنويا يمكن زيادتها الى مليون وسبعمائة الف حاوية سنويا ويمكن تداول 3 ملايين طن من البضائع العامة و6 ملايين طن من الصب الجاف
بينما سيشهد ميناء الادبية الذى يبعد 17 كيلو متر من السويس مشروعات تشمل زيادة مساحته الكلية بنسبة 180 % وان تزيد اطوال الارصفة 250%
اما منطقة شمال غرب خليج السويس فقد تم تقسيمها على النحو التالى : –
– منطقة سياحية على ساحل القناة بطول 17 كم
– المنطقة الشمالية والجنوبية للمشروعات الاستثمارية
– منطقة الصناعات الثقيلة وتقع غرب المنطقة الجنوبية
– المنطقة الصناعية تقع جنوب القطاع الثالث عشر من المنطقة الجنوبية
– منطقة البتروكيماويات وتقع جنوب المنطقة الصناعية
الإسماعيلية
وبالنظر إلى محافظة الإسماعيلية والقنطرة شرق اكبر مراكز المحافظة والذى يمثل نحو 49% من مساحتها بينما هو الاقل من حيث نسبة عدد السكان التى تمثل 4.6 % من اجمالى سكان المحافظة, فمن المقرر ان تكون هذه المنطقة محلا للتنمية الصناعية والزراعية والعمرانية تستوعب 216 الف فرص عمل فى مجالات الزراعة والصناعة والسياحة وقد تم طرح عدد 69 قطعة ارض بمساحة 400 م لصغار المستثمرين باولوية أبناء مدن القناه لإقامة مراكز للصناعات الصغيرة عليها .
كما تضم هذه المنطقة مشروع وادى التكنولوجيا وهو عبارة عن مجتمع عمرانى مبنى على نشاط اقتصاديا ناتج عن تفاعل الاستثمار والتعليم والبحث العلمى مرتكزا على الصناعات ذات التقنية العالية فى جيز جغرافي واحد يضم الصناعات الالكترونية ومعاهد البحوث والتعليم الخاصة بهذه الصناعات ويهدف المشروع لجعل مصر دولة منتجة ومستخدمة ومصدرة للتكنولوجيا المتقدمة فى صناعة البرمجيات والصناعات التكنولوجية والهندسة الطبية ونحو ذلك .
وتقع المنطقة المخصصة لوادى التكنولوجيا بسيناء الشطر الشرقى لمحافظة الاسماعيلية وتتبع إداريا مركز القنطرة شرق تمتد بطول 12 كم على الطريق الاوسط لسيناء – الاسماعيلية – الطاسة – البغداد – العوجة ويبلغ عمق المنطقة حوالى 6 كم والمساحة التى تم تخصيصها لهذا المشروع حوالى 16500 فدان ويتم تنفيذ المشروع على 4 مراحل
المرحلة الأولى تمثل 19% من مساحة المشروع على مساحة 3021 فدان
المرحلة الثانية وتقام على 5482 فدان وتمثل 33% من اجمالى المساحة
المرحلة الثالثة على مساحة 3837 ع فدان وتمثل 32% من اجمالى المساحة
بينما تقام المرحلة الرابعة على نحو 4160 فدان تمثل 25% من اجمالى المساحة
احتياج مصرى
ومن ناحيته، أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، أن مشروع تنمية محور إقليم قناة السويس، تم التفكير فيه، نظرا لاحتياج مصر الشديد لمشروعات قومية عملاقة، لدعم الاقتصاد المصرى، ينهل من عائداتها للأجيال الحالية والقادمة من الشعب المصرى، واستغلال الإمكانيات الحالية فى موانئ المشروع، والمناطق الصناعية.
وأوضح أن الموانئ موجودة ولم يتم استغلالها من قبل، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية حريص على تمثيل الهيئة فى عدد من المحافل والمؤتمرات الدولية والمعنية بالنقل البحرى وتطوير أعمال الموانئ، لإعادة هيكلتها واستغلالها فى السياحة وفرض مصر على خريطة التجارة العالمية .
وأشار رئيس هيئة قناة السويس إلى أنه جارى حاليا تطوير 6 موانئ ضمن مشروع تنمية محور القناة، ويشمل تطوير ميناء العريش ليكون بطول 500 متر أرصفة ليستوعب نحو 80 ألف طن سفن وربطه بمصانع اﻷسمنت، مما يسهم فى جعل سيناء منطقة حضارية ويوفر فرص عمل حقيقية ﻷبناء سيناء الحبيبة، وميناء العين السخنة والطور اللذين يسهمان فى ربط شمال سيناء بجنوبه، والأدبية وشرق التفريعة وبورسعيد، مضيفا أن تطوير هذه الموانئ وحفر القناة الجديدة سيسهم فى استيعاب البضائع والتطور الاقتصادى الكبير وخاصة فى منطقة شرق آسيا واستقبال الناقلات العملاقة، مع عمل مناطق لوجيستية بالمناطق الصحراوية المتناغمة.
ولفت مميش إلى تطوير ميناء العين السخنة، الذى أنشئ منذ 15 عاما، ليتم من خلاله التحكم فى التجارة العالمية، من خلال تطبيق نظريتى القيمة المضافة والصناعات التكميلية، مع استغلال ظهيره الصحراوى، وإقامة أحواض عائمة وصناعات تكميلية، مؤكدا أن الميناء يقع على المدخل الجنوبى لقناة السويس على البحر الأحمر، ما يجعله يملك ميزة استراتيجية للتعامل مع البضائع العابرة خلال أكثر الممرات المائية التجارية ازدحاما وحيوية فى العالم، ويبعد الميناء 120 كم من القاهرة، ويتم الوصول إليه بسهولة بواسطة الطريق البرى السريع أو خطوط السكك الحديدية.
ميناء الطور
كما أكد على تطوير ميناء الطور، بحيث يتم تحويله لميناء سياحى، بالإضافة إلى منطقة شمال غرب خليج السويس، وكذلك ميناء شرق بورسعيد والذى يقع على المدخل الشمالى الشرقى للتفريعة الشرقية لقناة السويس، مما يعد موقعا فريداً لتلاقى القارات الثلاث ولحركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، ولجذب السفن العابرة لقناة السويس، مشيرا إلى أن الميناء يتميز بمعدل انحراف صفر ومساحة ضخمة تتعدى مساحة مدينة بورسعيد مع القابلية للتوسع ليتعدى مساحة المدينة مرة ونصف.
وأشار الفريق مهاب إلى أهمية ميناء غرب بورسعيد، والذى يقع على المدخل الشمالى لقناة السويس، ويعتبر أحد أهم الموانئ المصرية نظرا لموقعه المتميز على مدخل أكبر ممر ملاحى فى العالم، وتبلغ مساحته الكلية 2.9 كم، والمساحة المائية تبلغ 1.7 كم والمساحة الأرضية تبلغ 1.2 كم، مؤكدا أن الميناء يتميز بأن العمل فيه موزع على شكل محطات مستقلة فهناك محطة الصب الجاف (الغلال) ومحطة الحاويات، ويبلغ عدد الأرصفة بالميناء 37 رصيفا، تنقسم إلى أرصفة للبضائع العامة ورصيف دحرجة ورصيف اليخوت ومحطة الركاب، لافتا إلى أن كل محطة عبارة عن مجموعة أرصفة مع منطقة العمل الخاصة بها بما فى ذلك الساحات والمستودعات والمعدات ومراكز الصيانة.
وقال الفريق مميش إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بضرورة البدء في مشروعات تنمية بمنطقتي شرق بورسعيد والعين السخنة خلال أيام، مؤكدا أن مشروع حفر قناة السويس الجديدة سينتهي في موعده في أغسطس المقبل. مضيفا أن السيسي طلب أيضا أن يتم البدء في مشروع أو اثنين بمشروع التنمية مع حفل افتتاح القناة الجديدة.
أضف تعليق