قالت صحيفة “عكاظ”، نقلاً عن مصدر لها، إن شركة “سعودي أوجيه” أعلنت في تعميم على موظفيها عن خروجها من السوق السعودي بشكل نهائي وكامل، اعتبارا من اليوم الاثنين الموافق لـ31 يوليو.
وأوضح مصدر الصحيفة أن شركة السعودية للكهرباء ستوقف خدماتها عن شركة “سعودي أوجيه” اعتبارا من اليوم.
وأشار إلى أن الشركة لم تكن تملك سوى 3 عقود لمشاريع مازالت مدتها مفتوحة، وهي عقد تشغيل وصيانة لمدة 15 عاما لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومشروع بناء قصر خادم الحرمين الشريفين في طنجة، إلى جانب مشروع بناء في مشاعر منى، مبينة أنه تم التعاقد مع شركات أخرى لإدارتها.
وأوضح المصدر أن رئيس الشركة سعد الحريري، نقل ملكية الموقع في مدينة جدة إلى ابنه حسام قبل عامين، وأن شركة “العمران الحديثة للمقاولات”، التي تعود ملكيتها بنسبة 90% لهاني العظم (شقيق زوجة سعد الحريري) و10% لعدي موسى الشيخ (ابن إحدى زوجات رفيق الحريري)، حصل على مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ونقلت خدمات نحو 2600 موظف من “سعودي أوجيه”»، منهم 150 موظفًا سعوديًا فقط.
وأشار المصدر إلى أنه في ما يخص مشروعي طنجة، ومنى، تم التعاقد مع شركات مستقلة لإدارة المشروعين.
وفيما يخص المشاريع التي كانت تديرها شركة سعودي أوجيه كالديوان الملكي في الرياض، أوضح المصدر أنها انتقلت إلى شركة سدر، التي لم تستوعب كل موظفي سعودي أوجيه بل استقطبت 350 موظفا فقط، وذلك لوجود موظفين أساسيين في الشركة.
وتابع المصدر: “حصلت شركة السمامة على مشروع الديوان الملكي بجدة، واستوعبت الموظفين الأجانب فقط ونقلت نحو 250 موظفًا سعوديًا من موظفي سعودي أوجيه”.
ولفت المصدر إلى أن ملف مستحقات العاملين السعوديين والأجانب في شركة سعودي أوجيه نقل إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، التي بدورها أكدت للموظفين أن صرف المستحقات غير مؤكد حتى الآن؛ لعدم وجود أصول للشركة حاليا.
وأشار إلى أن الوزارة أفادت بأن الرواتب المتأخرة التي تصل إلى نحو 14 راتبًا ستصرف، إلا أنه لم يحدد موعدًا لذلك.
ونوه بأن الموظفين الأجانب في سعودي أوجيه وكلوا محامين لمتابعة مستحقاتهم، بينما طلبت وزارة العمل من السعوديين رفع قضية على الشركة لدى محامي الوزارة
مسيرة 39 عاما
بهذا الخروج تطوى صفحة ثانى أكبر شركة للمقاولات بالسعودية ويسدل الستار على مسيرة امتدت لنحو 39 عاماً
الشركة السعودية الأكبر بالمنطقة والتي قاربت على الإفلاس بعد تراكم المديونيات، حيث بلغت قيمة انكشافاتها للبنوك نحو مليار دولار فضلاً عن 2.5 مليار ريال تمثل فقط مستحقات العاملين لديها.
وكانت الشركة قد سرحت نحو 40 ألف عاملاً من أصل 56 ألف عامل لديها، بعد أن قضت مرحلة من الازدهار خلال الفترة من عام 1980 وحتى عام 2000.
وبلغت إيرادات الشركة التي تنوعت أنشطتها بين المقاولات والاتصالات والكمبيوتر والبنوك والتأمين نحو 8 مليارات دولار في عام 2010، بعد مسيرة من المشروعات العملاقة بالمملكة منها الديوان الملكي في جدة، مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات، ومجلس الشورى في الرياض، بجانب عددٍ من الجامعات والمنشآت العسكرية.
وأوردت CNBC في تقريرها، أن أزمة سعودي أوجيه بدأت تتكشّف في 2015 والتي لم تكن معلنة حتى عام 2016، من خلال الإعلان عن تأخر رواتب العاملين 9 أشهر، وبيع أصول بقيمة 30 مليار ريال، فضلاً عن التخارج من العديد من استثماراتها بالداخل والخارج.
كما أكدت الحكومة السعودية على سداد نحو 75% من مستحقات شركة سعدوي أوجيه خلال تلك الفترة.
ووصل عدد الدعاوى القضائية المقامة على الشركة نحو 30 ألف دعوى بدأها البنك الأهلي السعودي، قبل انضمام بنك سامبا، والبنك الأول، والبنك السعودي الفرنسي، وغيرهم لاحقاً.
بيع أصول
في ظل الظروف المالية الصعبة وإعادة هيكلة ديون تقدر بمليارات الدولارات بدأت شركة “سعودي أوجيه” محادثات لبيع حصتها في البنك العربي الأردني والبالغة نحو 21%، بقيمة نحو مليار دولار.
وكانت سعودي أوجيه قد تأسست عام 1978 وتعمل في مجالات البناء والهندسة وإدارة المرافق والتطوير العقاري والاتصالات عبر الشركة الأم وشركاتها التابعة، ومن أبرز شركاتها التابعة واستثماراتها فندق وأبراج شيراتون الرياض، حيث تملك سعودي أوجيه كامل حصص هذا الفندق، وتهامة لتوليد الطاقة الكهربائية بنسبة 40%، وتملك ما يعادل 8.6%، في البنك السعودي للاستثمار.
أضف تعليق