تقارير

بعد فشل اجتماع الدوحة. أسواق النفط للانهيار؟

القمة التي طال انتظارها بين الدول المنتجة للنفط من أوبك وخارجها انتهت دون التوصل لاتفاق حول تجميد انتاج النفط عند مستويات شهر يناير. وقال محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة القطري في مؤتمر صحافي “المجتمعين يحتاجون إلى وقت إضافي لإجراء مشاورات ومباحثات حول تجميد إنتاج النفط ” أما السبب الحقيقي لفشل الاتفاق هو عدم تجاوب طهران لفكرة تجميد الإنتاج، حيث تسعى الى استعادة حصتها في السوق بعد أن تحررت من العقوبات الغربية. إنما المملكة العربية السعودية ليست على استعداد للتوصل الى اتفاق دون مشاركة إيران فيه، مما قد يعود الى اشعال حرب السيطرة على حصص السوقية لسوقٍ متخم أصلا بالمعروض. وكانت أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 60٪ من أدنى مستوياتها في شهر يناير على إثر التوقعات بنجاح منتجي النفط في التوصل إلى اتفاق لتجميد الإنتاج. ليس هناك شكا في أن أسعار النفط ستتراجع بحدة خلال جلسة التداول الآسيوية اليوم الاثنين، ولكن السؤال هو كم ستكون حدة التراجعات؟ 5٪، 10٪ أو أكثر من 15٪. كما ان التأثير سيطال جميع الأسواق المالية، بما فيها الأسهم، والسندات، وأسواق العملات. فالأسهم قد تهوي في جميع البورصات العالمية، والعائد على السندات الحكومية قد يتراجع، وكذلك عملات السلع والأسواق الناشئة.
هل تستطيع نتائج الشركات الامريكية تعويض خسائر النفط؟
تحركات أسعار النفط سوف تحتل عناوين الصحف الأسبوع القادم ولكن لا يمكن تجاهل نتائج الشركات الامريكية حيث أكثر من خمس الشركات في مؤشر الستاندرد أند بورز 500 على موعد مع الإفصاح عن النتائج للربع الأول من هذا العام. على الرغم من أن أرباح الشركات الامريكية مستمرة بالتراجع للربع الثالث على التوالي، نجحت أسهم هذا الشركات بالارتفاع بعد أن فاقت توقعات المحللين التي كانت الأكثر تشاؤما منذ عام 2009. فقد ارتفع مؤشر قطاع البنوك بأكثر من 4% الاسبوع الماضي مع اعلان كل من جيه بي مورغان وبنك أوف أميركا، وويلز فارجو، وسيتي غروب عن نتائج أفضل من توقعات وول ستريت. ولكن خدعة التفوق على توقعات السوق قد لا تنجح هذه المرة بحال هوت أسعار النفط بشدة. أكبر بنوك الاستثمارية الأمريكية غولدمان ساكس ومورغان ستانلي هي من بين الشركات التي ستفصح عن نتائج الربع الأول الأسبوع القادم.
اجتماع البنك المركزي الأوروبي: هل ينفع بعد التدخل الشفهي؟
منذ آخر اجتماع للمركزي الأوروبي في مارس الماضي ارتفع اليورو بأكثر من 2.5%. على الرغم من أن التدابير التي اتخذت في ذلك الاجتماع فاقت توقعات السوق عن طريق تخفيض أسعار الفائدة، وزيادة شراء السندات الشهرية وتقديم المزيد من القروض الرخيصة للبنوك في منطقة اليورو، الا أن ذلك لم يكن كافيا لتعويض عبارة السيد دراجي بأن معدلات الفائدة هي عند مستوياتها الدنيا.
المركزي الأوروبي سيعاود الاجتماع الخميس المقبل ولا نتوقع أن نشهد أي تغيير في السياسة النقدية، انما الأنظار ستكون متجهة الى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده مرايو دراغي عقب القرار. الموجة الأخيرة من انتقادات الساسة الالمان حول سياسة البنك المركزي قد تلقى ردا من السيد دراغي الذي لطالما دافع عن استقلالية البنك. متداولي اليورو سيبحثون عن إشارات جديدة حول إمكانية تسهيل السياسة النقدية بشكل أكبر، ولكن على الأرجح فأن السيد دراجي سيكون حذرا جدا في تصريحاته وسيلقي بالمسؤولية على الإصلاحات المالية لتحفيز الاقتصاد. أما إذا كرر دراغي عبارة أن اسعار الفائدة هي عند مستوياتها الدنيا، فمن الممكن عودة اليورو لاختبار اعلى مستوياته مقابل الدولار في 2016 عند 1.1460.