اخبار

المشاريع العمرانية المستقبلية في سلطنة عمان

انطلاقا من رغبتها في تحقيق تنمية عمرانيـة مسـتدامة لمجتمعـات مزدهـرة، سعت سلطنة عمان  لتنفيـذ الاستراتيجية الوطنيــة للتنميــة العمرانيــة، لتكون خارطــة طريــق لتوجيــه الســلطنة نحــو المســتقبل المســتهدف وفــق منهــج راسخ يأخذ بعين الاعتبار تحقيق  التــوازن بيــن أبعــاد التنميــة الاجتماعية والاقتصادية ً، وتكون هي الإطار الوطنــي لضبــط وتوجيــه النمــو العمرانــي خـلال السنوات القادمـة علـى المســتوى الوطنــي ومســتوى المحافظــات بمــا يحقــق التنميــة الشــاملة والمســتدامة وفق أهــداف رؤيــة عمــان 2040 ، ويجعل من سلطنة عمان وجهـة حيويـة جاذبـة بمـا تحتويـه مـن مـدن عصريـة ذكيـة، وقـرى نابضـة بالحيـاة تدعـم بعضهـا بعضًا لتحقيـق الرفـاه ً الاجتماعي والاقتصادي لأبناء شعبها .

وعلى هذا الأساس بدأت سلطنة عمان في التخطيط والتنفيذ لمجموعة من المشاريع في المجال العمراني ضمن خطة تنموية ومكانية متكاملة تمكن من استيعاب النمو السكاني المتزايد، واستقطاب الاستثمار وتعزيز الاقتصاد، وتطوير منظومة النقل والمواصلات ضمن شبكة نقل متكاملة ومتعددة الوسائل، ورفع جودة الخدمات وتعزيز البنية الأساسية، مع الحفاظ على البيئة وحماية مكوناتها الفريدة.

ومن ضمن هذه المشاريع تنفيذ مشروع مسقط الكبرى الذي انطلق في مارس من العام المنصرم ويتضمن أربع مراحل الأولى والثانية منها جمع وتحليل البيانات، والثالثة إعداد واعتماد المخطط الهيكلي، أما الرابعة فهي تتضمن خطة المناطق ذات الأولية في التنفيذ، وتمت دراسة أكثر من 3250 وثيقة وقد بلغ نسبة الإنجاز 50%.

وتعتبر مسقط الكبرى هي إحدى محركات التنمية الرئيسية التي تشهد نموًّا اقتصاديًّا وسكانيًّا كبيرًا، حيث ترتكز مسقط الكبرى على قاعدة اقتصادية متنوعة بتكاملها مع أجزاء من بركاء، وتدور حول اقتصاد المعرفة والابتكار، وتشمل القطاعات اللوجستية المالية والخدمية بما فيها السياحية والصناعية، لتصبح مدينة رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي والاستفادة من خصائصها الطبيعية لتكون مكانًا جاذبًا للسكن والعمل والزيارة.

ويتم العمل حاليًّا على إعداد المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى الذي يعد أحد أهم المشاريع التنفيذية للاستراتيجية العمرانية ويهدف إلى توفير استراتيجية تنموية مكانية أكثر تركيزًا للمناطق الحضرية شاملة لجميع استعمالات الأراضي والنطاقات الحضرية وتوزيع النمو السكاني والاقتصادي بالتكامل مع مخطط شبكة النقل العام، وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية وجودة الحياة مع توفير مساحات خضراء مستدامة تدعم الازدهار المجتمعي، وتحمي البيئة الطبيعية بما يسهم في تعزيز المجتمعات.

 

وفي هذا الإطار تأتِي مدينة السُّلطان هيثم، التي تقع في محافظة مسقط، كأيقونة عمرانية وإرْثا للمستقبل، وترتكز على 12 معيارا عالميا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش بدءا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة.

وخططت المدينة على مساحة 14 مليونا و800 ألف متر مربع، تخطيطا عمرانيا مستداما يرتكز على استغلال المساحات الخضراء التي تأخذ حيزا بمساحة مليونين و900 ألف متر مربع، وتضم 100 ألف نسمة، بمعدل 20 ألف وحدة سكنية تنوعت بين فلل منفصلة، وفلل شبه متصلة، وتاون هاوس، وشقق.

وتتوزع الوحدات السكنية على 19 حيا متكاملا بمختلف المرافق والخدمات التي تلبي حاجات القاطنين، حيث تضم 23 مسجدا وجامعا كبيرا أما مرافق الرعاية الصحية فقد بلغ عددها 11 مرفقا مختلفا، وبلغ عدد المدارس بالمدينة 39 مدرسة، تنوعت بين الحكومية والخاصة الشاملة لجميع المراحل الدراسية، وتحتوي على شبكة داخلية للتنقل تستوعب مختلف أنواع أساليب التنقل، وتنتشر المساحات والمسطحات الخضراء فيها والمسارات المظللة.

كما أن المدينة مزودة بمسارات المشاة والدراجات لتنويع أساليب التنقل الصحي فيها، وتراعي استدامة البيئة من خلال استخدام الطاقة المتجددة والتدابير الخاصة بحفظ المياه ومعايير البناء المستدامة للحفاظ على البيئة، إضافة إلى طابعها الاجتماعي المعزز للتفاعل والاتصال بين أطياف المجتمع من خلال المساحات المشتركة وتصاميم الأحياء السكنية.

واعتمدت المدينة تصاميم ذكية ومتكاملة توفر مستويات غير مسبوقة من الخصوصية في الوحدات السكنية، وتقديم مجموعة من الخيارات التي تجمع بين الكثافة العالية والمنخفضة لتتماشى مع كافة مستويات الدخل وتتجاوب مع المتغيرات المناخية وتنسجم مع التطورات المستقبلية، حيث تم تصميم البنية الأساسية بمرونة هندسية تراعي التكيف المطلوب لاحتياجات النمو السكاني مستقبلا، وتكلفة الصيانة.

وتشتمل مدينة السلطان هيثم على مرافق مجتمعية متطورة ذات مواقع استراتيجية تم اختيارها بدقة فائقة كي تتيح للسكان إمكانية الوصول إليها بسهولة تامة.

وتماشيا مع الاستراتيجية العمرانية في أنسنه المدن يأتي مشروع واجهة الخوير تاون كأحد مشاريع التطوير العقاري في مدينة مسقط، حيث تم توقيع اتفاقيات إعداد المخطط التفصيلي والتصاميم الهندسية للمشروع على مساحة بلغت 3.6 مليون متر مربع، وتوقيع اتفاقية تعاون مبدئية لتطوير برج متعدد الاستخدامات على مساحة بلغت 12 ألف متر مربع ومساحة بناء 60 ألف متر مربع، وسيشمل مجمعًا سكنيًا، ومرسى، ومنطقة ثقافية، والعديد من الممرات، وحَرَمًا وزاريًا.

ومن المقرّر أن يبدأ العمل على المشروع في نهاية هذا العام، ومن المتوقع أن تستوعب المنطقة أكثر من 60 ألف شخص عند اكتمالها.

كما تعتزم سلطنة عمان إطلاق مشروع واجهة الجبل الأخضر على ارتفاع 2400 متر عن سطح البحر، ليكون أعلى مشروع تطوير عقاري في سلطنة عمان، ، ويركز المشروع على تحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية، إلى جانب توفير عروض الضيافة والتجزئة، ويتضمن مركزا لأعمال البحث والتطوير المحلية والدولية في مجال التنوع الحيوي، ومناطق مخصصة لخدمات الصحة والعافية، ومركز تدريب رياضي على ارتفاع كبير، بالإضافة إلى مدرجات ومتحف ومتنزهات ومساحات عامة ويشتمل على ممشى الجرف في منطقة برية نائية خاضعة للحماية القانونية، بوصفها محمية وطنية غنية بالمناظر الخلابة، وذلك في إطار التزام الوجهة بالحفاظ على البيئة في المنطقة، مما يضمن تحقيق مستويات منخفضة من التلوث الضوئي في منطقة السماء المظلمة ضمن الوجهة الجبلية.

ويحتضن المشروع أيضا حديقة وادي الحربي الجديدة، والتي تضم جسرا جديدا ومرافق للزارعة والسياحة الزراعية وأنشطة ترفيهية عائلية، إضافة إلى منشآت مخصصة لركوب الدراجات الجبلية وممارسة الرياضات الجريئة، مثل القفز بالحبال وتسلق الصخور، ومن المقرر تزويد المشروع بعربة تلفريك جديدة، ويتم حالياً تطوير البنية التحتية لوسائل النقل الأخرى في المنطقة، بما في ذلك طريق جديد من الجهة الشمالية يربط الوجهة باثنتين من أكثف المحافظات سكانا، وهما جنوب الباطنة وشمال الباطنة.

ويرتكز التصميم المتسق للوجهة الجبلية العمانية على منهجية “سيد” الحائزة على جوائز، وهي منهجية لاستدامة دورة الحياة الكاملة من شركة أتكينز رياليس، مع التركيز على تحقيق الرفاهية البيئية والثقافية والاجتماعية، وتستهدف الوجهة تحقيق الحياد الكربوني في عمليات التشغيل، والاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، وخفض الكربون المضمّن بنسبة 40%، مع تخصيص 85% من مساحة الوجهة للمشاة وتوفير مسارات فسيحة لركوب الدراجات، ويهدف المشروع إلى الحفاظ على التنوع الحيوي وتعزيزه، وحماية غابات العرعر الأصلية الحالية التي يبلغ عمرها 500 عام، بالإضافة إلى حماية الطّهر العربي وغيره من الحيوانات، وضمان زراعة أكثر من 90% من المساحات الجديدة بالأنواع المحلية.

وبالإضافة الى هذه المشاريع تم طرح 6 مشروعات إسكانية في مختلف محافظات سلطنة عُمان خلال الفترة الماضية، وذلك ضمن “مشروع المخططات والأحياء السكنية المتكاملة”، شملت “حيّ اللبان” بولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة، و”حي مجد” بولاية صحار في محافظة شمال الباطنة، و”حصن الزين” بولاية بدبد في محافظة الداخلية.

كما شملت “حي العهد” بولاية العامرات بمحافظة مسقط، ومشروع “تلال النخيل” بولاية خصب في محافظة مسندم، و”حي الشروق” بولاية صلالة بمحافظة ظفار، وبلغت المساحة الإجمالية لهذه المشروعات 3.3 مليون متر مربع، تضم أكثر من 5 آلاف وحدة سكنية متنوعة.