صدرت دولة الإمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جذب استثمارات الأسهم الخاصة (برايفت إكويتي) من حيث القيمة والحجم، حيث استقطبت 62% من النشاط الاستثماري خلال عام 2016، كما استحوذت أيضاً على أكبر حجم صفقات بنسبة 34%، حسب التقرير السنوي للأسهم الخاصة ورأس المال الجريء الذي أصدره أمس، اتحاد الأسهم الخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأظهر التقرير أن الإمارات حققت ارتفاعاً جوهرياً العام الماضي مقارنة بعام 2015، أرجعه للاستقرار الذي تتمتع به الإمارات وجاذبية الأصول النوعية، كما أسهمت البيئة غير المستقرة في المنطقة في استقطاب مديري الصناديق للاستثمار في الإمارات بشكل أكبر.
وقال التقرير، إن النشاط الاستثماري استمر في الارتفاع في عام 2016 ليسجل 244 صفقة، وهو المستوى الأعلى لعدد الصفقات منذ 2008، إلا أن قيمة استثمارات الصفقات المعلنة انخفضت بنسبة 25% لتسجل 1.1 مليار دولار، وهذا انعكاس لبيئة استثمارية أكثر تحديا، مضيفاً أن من الصفقات البارزة في استثمارات رأس المال الجريء كانت «كريم» المزود الإقليمي لحلول النقل عبر تطبيق الهاتف المتحرك، والذي يتخذ من دولة الإمارات مقرًّا له، حيث قام بجمع 350 مليون دولار في عام 2016.
وأوضح التقرير أن بيئة جمع الصناديق الاستثمارية في المنطقة اتسمت بتحديات أكبر ناتجة عن مخاوف تتعلق بحالة عدم الاستقرار الجيوسياسية، وتم جمع سبعة صناديق في العام 2016، إلا أن عدد الصناديق التي تم إغلاقها انخفض إلى سبعة بعد أن كان تسعة في العام 2015، وانخفض حجم الأموال التي تم جمعها إلى أقل من 582 مليون دولار، منوهاً بأن شركة «جلف كابيتال» التي تعد أكبر صندوق استثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أغلقت «جلف كريديت أوبرتيونيتيز II» للدين الخاص وقروض الميزانين بمبلغ 250 مليون دولار، إلى جانب إغلاق صندوق الميزانين الثاني لشركة «إن بي كيه كابيتال بارتنرز» الذي يركز على توفير حلول ائتمانية للشركات المستثمرة.
وكشف التقرير أن العام 2016 قد سجل 10 صفقات معلنة بقيمة استثمارية تتجاوز 25 مليون دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقابل 14 تم الإفصاح عنها في العام 2015، مشيراً إلى أنه في حين يواصل الاستثمار في قطاع النفط والغاز الانخفاض إلى أدنى مستوى، فإن قطاع المواصلات استحوذ على أكبر قيمة استثمار في عام 2016، مشيرا لصفقة كريم بـ 350 مليون دولار. ونوه بأن التوجهات العالمية نحو التجارة الإلكترونية، والتطورات في قطاع التكنولوجيا المالية (فنتك)، وغيرها، بالإضافة إلى التحول نحو الاقتصاد الغير تشكل دافعًا قويًّا لتحفيز قطاع ريادة الأعمال.
وعن عدد صفقات التخارج، أفاد التقرير بأن عدد صفقات التخارج شهد انخفاضًا إلى 14 صفقة في عام 2016 مقابل 21 في العام 2015، وبلغت إجمالي قيمة صفقات التخارج 462 مليون دولار، مبيناً أن فترات الملكية الطويلة والتباطؤ الذي تشهده البيئة الاستثمارية أدت إلى انخفاض معدل العائد الداخلي على المحافظ الاستثمارية.
وتعليقًا على التقرير، قال سلمان جعفري، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال لدى سلطة مركز دبي المالي العالمي، إنه مع استمرار النمو والتطور الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، فإن دور قطاع الأسهم الخاصة يشهد أهمية متزايدة في دعم تطور الشركات.
وأضاف أن التقرير هذا العام يبرز الإقبال المتزايد للاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والتي تشمل قطاع تكنولوجيا المعلومات، والتكنولوجيا المالية (فينتك) والتجارة الإلكترونية، وهذه القطاعات التي سوف يواصل مركز دبي المالي العالمي تطويرها من خلال منصات الصناديق والقواعد التنظيمية، إضافة إلى إطلاق مبادرات مثل فنتك هايف في مركز دبي المالي العالمي، أول مسرع للتكنولوجيا المالية في المنطقة، مؤكداً أن مركز دبي المالي العالمي يؤكد التزامه على دعم قطاع الأسهم الخاصة سواء في القطاعات التقليدية، أم تلك التي في مراحل النمو الأولية التي تركز على الابتكار.
ومن جهته ذكر سام سري، مدير، الاستشارات المالية لدى ديلويت للاستشارات المالية، أن قطاع رأس المال الجريء يشهد أهمية بارزة مع تزايد عدد من الحاضنات والمسرعات، إضافة إلى التطور الحادث في القوانين والأنظمة، منوهاً أن هذا التوجه يعكس تركيز الحكومات على أهمية هذه الخطوة ودعمها، ولا سيما في دولة الإمارات والسعودية، من أجل خفض الاعتماد على قطاع النفط والغاز وتحفيز ريادة الأعمال ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى أن التقرير يظهر أن عام 2016 شهد تباينًا في توجهات الأسهم الخاصة ورأس المال الجريء مقارنة بالأعوام الماضية، حيث ارتفعت إجمالي الصفقات مع ارتفاع مستويات نمو استثمارات رأس المال الجريء. وأدى الانخفاض في عدد صفقات الأسهم الخاصة ذات القيمة الأعلى إلى انخفاض القيمة الإجمالية للاستثمارات.
وبدوره قال الدكتور هلموت شوسلر، الرئيس التنفيذي لدى شركة «تي في إم كابيتال» المتخصصة في استثمارات قطاع الرعاية الصحية، وعضو اللجنة التوجيهية لدى اتحاد الأسهم الخاصة، إنه من الواضح أن هناك توجهًا قويًّا نحو ريادة الأعمال، حفزه الدعم الحكومي في بعض الدول، وأصبح له أهمية استثمارية متميزة نتيجة قدرته على استقطاب استثمارات رأس المال الجريء بشكل أكبر، معرباً عن ثقته في أن هذا التطور سوف يجعل القطاع الاستثماري أكثر نشاطًا ومرونة، كما سوف يسهم في تعزيز التنوع الاستثماري وبناء شركات جديدة في المنطقة.
أضف تعليق