في الكثير من الأحيان تفشل المنتجات الجديدة التي تطرحها الشركات في تحقيق العائدات المالية المتوقعة منها، ويٌقدر الخبراء نسبة فشل المنتجات الجديدة بـ 28 ــ 34%.
ورصد “كومينيتي يوزرسيرفيس” سبعة من الأخطاء التي تؤدي لفشل المنتجات الجديدة في السوق مدللاً عليها بنماذج واقعية لعلامات شهيرة.
1-الفشل في فهم احتياجات العملاء:
في عام 1970 وبعد أعوام طويلة من الأبحاث والتجارب أطلقت شركة الاتصالات الأمريكية الشهيرة “إيه تي آند تي” نسخة جديدة من “الهاتف المرئي” (هاتف يمكنه نقل الصور والإشارات المرئية بين المتحدثين)، وتوقع مسؤولو الشركة حينها إنتاج مليون نسخة من الهاتف خلال 10 سنوات من إطلاقه، لكن الشركة اضطرت لسحبه من الأسواق بعد 3 أعوام فقط لفشله في جذب اهتمام المستهلكين.
فالجهاز كان ضخماً في الحجم وصعب الاستخدام والصور كانت صغيرة للغاية وضعيفة الجودة، المشكلة أن الشركة تجاهلت التعليقات السلبية للمستهلكين خلال فترة التجارب، والنتيجة أنها قدمت منتجاً لا يتوافق مع احتياجاتهم ومتطلباتهم، ويبدو أنها لم تتعلم من أخطائها إذ قامت بإعادة إطلاق نسخة أخرى في عام 1992، ومُنيت بنفس النتيجة السلبية.
2-حل مشكلة غير موجودة:
في عام 1990 أطلقت علامة “ماكسويل هاوس” الرائدة للقهوة المصنعة مشروب “القهوة الجاهزة”، وكان الهدف تقديم منتج مبتكر يساعد العملاء على الاستمتاع بالقهوة على الفور دون الحاجة إلى القيام بعملية إعدادها التقليدية، فالعميل يضع القهوة داخل جهاز الميكروويف فتصبح جاهزة في الحال.
وبطبيعة الحال لا يمكن وضع القهوة داخل الميكروويف بعبوتها التجارية، ولا بد من سكبها أولاً داخل الكوب ثم وضعها بالجهاز، وهي عملية مشابهة لصنع المشروب باستخدام ماكينة القهوة العادية، أي أن المنتج الجديد لم يقدم أي فارق للعميل، واضطرت الشركة لوقف إنتاجه.
3-استهداف السوق الخاطئ:
في عام 2006 أطلقت “مايكروسوفت” جهاز “زون” لتشغيل الفيديو والملفات الصوتية لمنافسة جهاز “الآيبود” الذي تنتجه “آبل”، لكن الجهاز فشل في منافسة منتج “آبل” واضطرت “مايكروسوفت” لوقف إنتاجه بعد أن اعترفت أنها كانت تقلد نسخة “الآيبود”، أي أنها لم تضف جديداً لإغراء المستهلكين بالتحويل إلى “زون”.
فمن الصعب أن تتوقع أي شركة رد فعل السوق تجاه منتجها الجديد، ويجب أن تختبره أولاً قبل إطلاقه على نطاق واسع، وأن تأخذ في الاعتبار التعليقات السلبية للمستهلكين المشاركين في التجربة.
4-التسعير الخاطئ:
في عام 1993 أطلقت “آبل” جهاز المراسلات “نيوتن باد” الذي يعمل بشاشة اللمس ويعتبر البذرة الأولى لأجهزة “الآيباد”، لكن سعره كان مرتفعاً للغاية، إذ بلغ ثمنه 700 دولار وهو مبلغ كبير نسبياً في ذلك الوقت، ولم يكن السعر ملائماً للمواصفات، فكانت بطارياته رديئة وشاشته غير واضحة ويصعب القراءة منها أو الكتابة عليها، وأوقفت الشركة إنتاجه في عام 1998.
5-ضعف فريق العمل والقدرات الداخلية:
في عام 2007 أسس رجلا الأعمال “نيكلاس زينستروم” السويدي و”جانوس فريز” الدانماركي ــ مؤسسا تطبيق “سكايب” خدمة تلفزيون الإنترنت “جوست” (Joost)، وكانت واعدة للغاية في البداية.
لكنها فشلت نتيجة ضعف كفاءة فريق العمل، فكان الموقع يتسم بسوء التصميم والتشغيل، وتم بيعه إلى المجموعة الإعلامية “أدكونيون” بعد عامين فقط من إطلاقه، فنقص كفاءة ومهارة العاملين يؤدي إلى خروج منتج عقيم لا يرضي متطلبات العملاء.
6-بطء التطور والتأخر في دخول السوق:
إن التأخر في إطلاق المنتج يمكن أن يؤدي إلى فشله، فقد تطرأ متغيرات كثيرة على السوق خلال فترة التأجيل مثل تغير احتياجات المستهلك أو تباطؤ النمو الاقتصادي وغيرها من التحولات في معطيات السوق، وهو ما حدث مع موقع “جوجل لايفلي” الذي طرحته “جوجل” في عام 2008 بعد طول انتظار، لكن في ذلك الوقت كان الركود الاقتصادي يضرب العالم فلم يحقق الإقبال المتوقع وتم إغلاقه بعد 5 أشهر فقط.
وكان الموقع يعتمد على تقديم بيئة افتراضية لمتصفحي الانترنت، فيمكن للمستخدم أن يكون شخصية مختلفة وينشأ غرفة أو مساحة خاصة به على المتصفح ويصممها كما يحلو له، إلى جانب عدد كبير من الأنشطة الافتراضية الأخرى.
7-سوء التنفيذ:
في عام 1995 أصدرت “مايكروسوفت” برمجية “بوب” لكنها فشلت فشلاً ذريعاً، حيث كانت تعتمد على تقنيات متطورة لم تكن متاحة لمعظم المستهلكين في ذلك الوقت، كما فشل نظام “ويندوز فيستا” لأسباب مشابهة، فكان يتضمن الكثير من التقنيات التي يحتاجها المستخدم، فوجد الكثيرون صعوبة في استخدامه، وبعد 4 أشهر سمحت “مايكروسوفت” لـ “ديل” لبيع أجهزة بنظم تشغيل أقدم.
أضف تعليق