تقارير رئيسي

COP26.. لماذا يجب الإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة؟

كيف يصبح الاحتباس الحراري الذي يتجاوز خط 1.5 درجة مئوية في حرارة الأرض -كما وصفه الخبراء- حدثا على مستوى الانقراض؟

تحول الرقم 1.5 درجة مئوية إلى هاجس لدى الدول والمنظمات الساعية إلى تدارك أزمات التغير المناخي حول العالم، وسط دعوات بالحفاظ على زيادة درجة الحرارة 1.5 درجة بحد أقصى حتى 2050.

 

خلال القرن الحالي، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن درجات حرارة الأرض وصلت لمستويات غير مسبوقة، وأصبح فصل الصيف في عديد المناطق حول العالم أطول، بينما الكوارث الطبيعية ذات وتيرة متصاعدة.

إذن كيف يصبح الاحتباس الحراري الذي يتجاوز خط 1.5 درجة مئوية في حرارة الأرض-كما وصفه الخبراء- حدثا على مستوى الانقراض؟.

المسألة بحسب الأمم المتحدة، تعتمد على أن هذه الزيادة في الحرارة، تمثل النقطة التي يعقبها بعض التأثيرات المناخية الأشد تطرفا.. أي يتعلق الأمر بالنقطة التي من المحتمل أن نرى فيها العديد من الأنظمة الطبيعية تبدأ في عبور نقاط اللاعودة الخطيرة، مما يؤدي إلى إحداث تغييرات دائمة.

وبحسب تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن الحديث عن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة، يعني زيادة متوسط ​​درجة حرارة الأرض.

“الشيء المهم الذي يجب فهمه، هو أن الاحتباس الحراري الناتج عن حرق الوقود الأحفوري لا يعني أن درجة الحرارة ستكون بارتفاع موحد على مستوى العالم.. القطبان الشمالي والجنوبي، ترتفع درجة حرارتها بشكل أسرع من غيرها”. بحسب المنظمة.

وزادت: “لذلك عندما نتحدث عن منع 1.5 درجة من الاحترار العالمي، فإننا نتحدث عن منع زيادة 1.5 درجة في متوسط ​​درجة حرارة الأرض.. ولكن لقد عبرت بعض الأماكن بالفعل هذا الخط”.

كما أفاد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC): “إذا وصل الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة، فستزداد درجات الحرارة الأكثر سخونة وستزداد درجة حرارة العديد من الأماكن (أكثر) بشكل خطير”.

في باكستان، وخلال وقت سابق من العام الماضي، أدت موجة الحر في شهر مايو/أيار 2020 إلى ارتفاع درجات الحرارة فوق 110 درجة فهرنهايت (43.3 درجة مئوية) وتسبب في مقتل 65 شخصا في مدينة واحدة فقط.

كانت أوروبا أيضا تواجه تغيرات في الوضع الطبيعي خلال الصيف الماضي، حيث ارتفعت درجات الحرارة فوق 115 درجة فهرنهايت (46 درجة مئوية) في البرتغال على سبيل المثال.

“ولكن، عند حوالي 1.5 درجة من الاحتباس الحراري، سيكون هناك ما يكفي من الحرارة لدفع العديد من الأنظمة الطبيعية لكي تحافظ على حياتنا عبر نقطة تحول خطيرة”، تقول الأمم المتحدة.

ثلث سكان العالم في خطر

ولكن عند درجتين من الاحتباس الحراري، ستكون هناك تأثيرات واسعة النطاق وشديدة على الناس والطبيعة؛ حيث سيتعرض ثلث سكان العالم بانتظام للحرارة الشديدة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية ومزيد من الوفيات المرتبطة بالحرارة.

كذلك، سيتم تدمير جميع الشعاب المرجانية في المياه الدافئة تقريبا، وسيذوب الجليد البحري في القطب الشمالي تماما صيفا واحدا على الأقل كل عقد، مع تأثيرات مدمرة على الحياة البرية والمجتمعات التي تدعمها.

وعند 1.5 درجة مئوية، ستكون التأثيرات خطيرة، لكنها أقل حدة؛ وستكون هناك مخاطر أقل لنقص الغذاء والماء، ومخاطر أقل على النمو الاقتصادي وعدد أقل من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض.

مهمة غلاسكو

انطلقت الأحد فعاليات قمة المناخ (كوب 26) بغلاسكو، في محاولة لإنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.

وأعلن رئيس مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 26) ألوك شارما خلال افتتاحه الأحد، في غلاسكو أن هذه القمة هي “الأمل الأخير والأفضل” لحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.

وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر، الذي يستمر على مدى أسبوعين يعتبران حاسمين لمستقبل البشرية، أنه خلال وباء كوفيد-19 “تواصلت ظاهرة تغير المناخ.. تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل “فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية.. نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ”.

وأوضح “إذا عملنا الآن وعملنا معا، سيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الثمين”.

ويقول خبراء إن القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سيكون الحل الوحيد للمساعدة في الحد من الآثار المدمرة.

ويأخذ مؤتمر الأطراف هدفه من اتفاق باريس التاريخي الذي أبرم في العام 2015 والذي شهد موافقة الدول على وضع حد للاحترار العالمي عند “أقل بكثير” من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، و1,5 درجة مئوية إذا أمكن