اختتمت اليوم (الأربعاء 10 أبريل الجاري) فعاليات ملتقى الشركات الناشئة بنجاح كبير في مركز دبي التجاري العالمي. وأعلن في ختام الدورة الثالثة من الملتقى عن أسماء الفائزين في مسابقة الملتقى وهي الشركات الخمسة التالية “وينين” و”زيرو برايم تكنولوجي” و”دونور هيلث كير” و”غرانتافي” و”أوفويترن”. وانعقدت فعاليات الملتقى بالشراكة مع “البرنامج الوطني للمشاريع والمنشئات الصغيرة والمتوسطة” التابع لوزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يهدف الى تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وتطوير الأطر العامة والمبادئ التوجيهية وتوفير الخبرة اللازمة والدعم الفني والإداري والتدريب للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وفيما يتعلق بتوفير البيئة المثالية للشركات الصغيرة والمتوسطة، تعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي استشرفت مستقبل الاقتصاد، ووفرت بيئة حاضنة لهذه المشروعات، من خلال حزمة النظم والتشريعات التي تشجع هذه النشاطات الاقتصادية، وتحفز روادها على المضي في مشاريعهم في بيئة مناسبة، ومناخ استثماري زاخر بالفرص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال الدكتور أديب العفيفي، مدير البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، الذراع التنفيذية لمجلس المشاريع الصغيرة والمتوسطة في وزارة الاقتصاد” تنبهت دولة الإمارات مبكراً إلى أهمية الشركات الناشئة والمتوسطة في رفد الاقتصاد الوطني، ومكانتها في رفد الناتج المحلي الإجمالي، فسارعت إلى الاستثمار في هذا القطاع، واستحدثت النظم والتشريعات الاقتصادية اللازمة التي ترفد هذا القطاع، وتعزز مكانته، بهدف استقطاب المزيد من المستثمرين المحليين والعالميين إلى هذا القطاع الحيوي”.
وأضاف العفيفي” على الرغم من أن هذا النوع من النشاط الاستثماري يواجه العديد من التحديات في معظم الدول النامية، تتمثل بالصعوبات التسويقية والإدارية، وانخفاض الإمكانات المالية لهذه المشاريع، التي تؤدي بالضرورة إلى ضعف الكفاءة التسويقية، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها دولة الإمارت تنبهت ألى هذه التحديات، فأطلقت البرنامج الوطني للمشاريع والمنشات الصغيرة والمتوسطة، وتبنت تعزيز وتشجيع هذه الاستثمارات عبر مشروعها، ووفرت لها البيئة المثالية، التي تمكّنها من فرض حضورها وتنافسيتها في الأسواق المحلية والعالمية”.
وكانت وزارة الاقتصاد في دولة الإمارت أنشأت البرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بهدف تمكين المؤسسات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، ووضع أطر عامة ومبادئ توجيهية تهدف إلى توفير الخبرات اللازمة والدعم التقني والإداري والتدريب لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم.
ومع وجود عدد كبير بشكل ملحوظ من الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم في الملتقى، تضمنت نسخة هذا العام علامات تجارية ناشئة مثل INVOIZ و Jeyun و Urban Oasis و Winnow و More Dream و Bright Sandz و Jandi و Tely Pay و Lemonade Fashion و Carclilty وwall Men و Liha و Bab Makkah وعدة شركات اخرى. وشهد الحدث أيضًا مشاركة رئيسية للشركات مثل “البرنامج الوطني للمشاريع و المنشئات الصغيرة والمتوسطة” و”دبي الجنوب” و”سوق أبوظبي العالمي” و”صندوق خليفة” و Koica وKotra و هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) ومؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب وASA Venture وLevari. وهدف حفل توزيع جوائز مسابقة الشركات الناشئة للاحتفال بأصحاب المشاريع الأكثر ابتكارا، والتعرف على أفكارهم ووضع الأضواء على إنجازاتهم. وأثبت ملتقى الشركات الناشئة لهذا العام أنه منصة فعالة حيث منحت الشركات الناشئة الواعدة فرصة لمناقشة حلول مبتكرة للمشاركين العالميين في ملتقى الاستثمار السنوي، وهو مكان مثالي للقاء قادة الأعمال، صناع القرار والمسؤولين الحكوميين والمستثمرين مباشرة. وتلقى ملتقى الشركات الناشئة الدعم المستمر من القطاعين العام والخاص لتوفير الأدوات التي تشتد الحاجة إليها في منصات التعلم والشبكات للمستثمرين ورجال الأعمال. وعلى المستوى الوطني، يأتي الدعم من مؤسسات مثل “البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة” و”شراع” و”مجلس سيدات أعمال الشارقة” و “صندوق خليفة” و”دبي الجنوب” و”ومضة” و”سوق أبوظبي العالمي” وغيرها الكثير. وعلى المستوى الدولي، حظى ملتقى الشركات الناشئة على دعم كبير من BIAC و”وادي مكة” و”منشات” وكلية محمد بن سلمان وفي شراكة مع جمعية التجارة الكورية وغرفة SME الهندية ومؤسسة Solar Impulse في سويسرا ومؤسسة Mango Venture. وأتى الملتقى بالتزامن مع تقارير عدة أظهرت أن الشركات الناشئة بدأت تنتشر بثبات في جميع أنحاء أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أصبحت التكنولوجيا واحدة من أكثر المجالات التي تركز عليها هذه الشركات. ووجد تقرير “مونيتير ستارت اب” الآوروبي للعام 2018 أن عددًا من الشركات الناشئة في أوروبا، والتي تقع بشكل رئيسي في المدن الرئيسية مثل لندن وبرلين وباريس وكوبنهاجن ولشبونة، تعمل في مجموعة من القطاعات، من تطوير تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والخدمات المالية (19.1 في المئة) والتقنيات الخضراء (4 في المئة). وأوضح المؤشر أن العديد من هذه الشركات تقدم حلولاً عبر الإنترنت، وتخدم قطاعات الخدمات الخاصة بالأعمال في حين أنها توظف في المتوسط 13 شخصًا. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ظهرت برامج طموحة تدعم الشركات الناشئة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان ومصر أيضًا. وفقًا للتقارير البحثية، فإن اهتمام الشركات الناشئة في الشرق الأوسط ينحصر في قطاع التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية. وبلغ إجمالي الاستثمار في الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 893 مليون دولار أمريكي في عام 2018 وفقًا لآخر الأرقام التي كشفت عنها “ماجنيت”. وإن ارتفاع معدل انتشار الهواتف الذكية والانترنت والتركيبة السكانية الشبابية وطرق التواصل، يجعلها ناضجة لأن تشهد تطوراً أكبر في الفترة القادمة.
أضف تعليق