تقارير

صفقات بـ55 مليار دولار عنوان اليوم الأول لـ”مبادرة الاستثمار

شهد اليوم الأول من مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 , تسليط الضوء على صفقات كبرى في عدد من القطاعات حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والنقل ، بقيمة إجمالية تجاوزت  55 مليار دولار

وستوقع الصفقات مع شركات، من بينها ترافيجورا وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز.وستشمل إنشاء مصهر للنحاس والزنك والرصاص مع مجموعة ترافيجورا، واتفاقا مشتركا لتشييد مجمع بتروكيماويات متكامل، ومنطقة لأنشطة المصب ضمن المرحلة الثانية من مصفاة ساتورب المملوكة ملكية مشتركة بين أرامكو السعودية وتوتال، واستثمارات في محطات الوقود بين أرامكو وتوتال أيضا.

تطرقت الجلسات الحوارية إلى موضوع التغيرات التي يمر بها قطاع الطاقة مع معالي المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية؛ ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة لدى الإمارات العربية المتحدة، والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية؛ وباتريك بوياني، الرئيس التنفيذي لشركة توتال؛ وأمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية؛ وبال كيبسغارد، الرئيس التنفيذي لشركة شلومبرجير ليمتيد.

 

استهل معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر بتفنيد المعلومة الشائعة التي تفيد بأن السوق وصل أخيراً لأقصى نقطة في منحنى الطلب على الطاقة بمختلف أنواعها. وقال معرباً عن فكرته “في الواقع لن يتوقف الطلب عن النفط والغاز، إذ أنهما عنصران أكثر من أساسيان لتحقيق التطورات التي نريدها في القطاعات والصناعات الأخرى”.

 

فيما عقّب معالي المهندس خالد الفالح على ذلك بقوله “لن يخلو السوق أبداً من منتجين للنفط والغاز، وذلك لأنهما عنصران لا غنى عنهما لتجنب التقلب الذي يهدد مستقبل الاقتصاد. وعلى الرغم من كل الابتكارات المذهلة التي شهدناها في قطاعي النقل والطاقات المتجددة، إلا أن النفط والغاز سيظلان يشغلان ثلثي “مزيج الطاقة” الذي يستخدمه البشر على مدى الثلاث إلى الخمس سنوات المقبلة. وهذا بالضبط ما يريد المستثمرون سماعه ليعاودوا ضخ أموالهم في هذين القطاعين”.

 

فيما أكّد معالي الأستاذ أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في جلسة حديثها عن الإنتاج النفطي للمملكة العربية السعودية، للمشاركين في الفعالية “أن طاقة المملكة الإنتاجية من النفط قادرة على الاستمرار لفترة طويلة من الزمن، وذلك بفضل تمتع المملكة بأحد أكبر الاحتيطات النفطية في العالم، فضلاً عن جودة النفط المستخرج والتكلفة المنخفضة للإنتاج”.

 

وشملت اللحظات الهامة الأخرى في اليوم الأول للمبادرة نقاشات بين مجموعة رائدة من صناديق الثروة السيادية وجلسة حوارية بحضور معالي رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان.

 

وعند افتتاح المبادرة، أعلن معالي الأستاذ، ياسر الرميان، المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، أن مبادرة مستقبل الاستثمار لن تظل حدثاً سنوياَ فحسب، بل ستصبح منشأة جديدة قائمة بذاتها، لديها رئيس تنفيذي ومجلس إدارة، ومكاتب خاصة بها وطاقم متكامل من الموظفين وبرنامج شامل على مدار العام.”

 

استهلت المبادرة في يومها الأول بجلسة حوارية استكشف فيها المشاركون كيف يمكن للاستثمار العالمي أن يلهم الإنسانية برؤية مشتركة وموحدة للمستقبل، حيث ضمت الجلسة معالي الأستاذ ياسر الرميان، المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، وكيريل ديميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات الروسي، وخلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمار.

 

وفي معرض حديثه عن الفرص التي تخلقها التقنية – كأحد المواضيع الرئيسية لمبادرة مستقبل الاستثمار 2018- قال معالي الأستاذ ياسر الرميان، المشرف على الصندوق: “بدل أن نكون في صفّ المتفاجئين بهذه التغيرات التي تحدثها التقنية، ينبغي علينا أن نكون محرّكيها الأوائل وممكنيها في المقام الأول”.

 

ومن جانبه أوضح خلدون المبارك بأن رأيه في التقنية يتمثل في أنه لا ينبغي على المرء أن يحاربها بل على العكس من ذلك لا بد من أن يحتضنها ويتقبلها، لا بد علينا من تقبل حقيقة أن العالم يتغير وعلينا تقبل أن التقنية قادمة لتحول العالم ووتيرة تطورها السريع للغاية” .

 

وأضاف: عندما بدأنا الاستثمار في روسيا كانت البلاد تمر بوقت عصيب جعل الكثير من المؤسسات المالية والاستثمارية تغادرها وتحجم عن الاستثمار. لكننا عكس ذلك قررنا أنه وقت مناسب لنا للمضي قدماً والاستثمار في ذلك الوقت، وقد كان استثماراً ناجحاً بالفعل. والخلاصة هنا: في كل تحدي هناك فرصة”.

 

وتباع المبارك قائلاً: ” تظهر عدة مخاوف مرتبطة بسرعة تطور التقنية ، لكنني مطمئن لأن الطريقة التي تأتي بها التقنية لا تسعى إلى تدمير الوظائف والمهن الموجودة حالياً، بل ستعمل على استبدالها وخلق وظائف جديدة تحل محل القديمة. “إنها مسألة إعادة ترتيب وليس عملية تدمير كامل”.

 

من جانبه، أشار كيريل ديميترييف إلى أن الهيئات الاستثمارية والحكومات إذا ما نجحت في جني عائدات جيدة، فإن الوظائف والمهن تحصيل حاصل وستأتي عقب ذلك مباشرة.

 

وفي حديث شارك به في المبادرة، والذي يعدّ أول خطاباته الدولية التي يلقيها بعد انتخابه، ناقش معالي رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، برنامجه الإصلاحي “باكستان الجديدة” (نايا باكستان) الذي قرر تطبيقه في بلاده. وبهذا الصدد أدلى رئيس الوزراء عمران خان بقوله: “يعتبر برنامج “باكستان الجديدة” عودة إلى مفهوم تشكيل باكستان كما تصورها الآباء المؤسسون لها وفق المنهج الإسلامي الصحيح…

 

واستناداً إلى قيم العدالة والجدارة ونظام الرعاية الاجتماعية”. ألقى السيد عمران أيضاَ الضوء على الإمكانيات الاستثمارية التي تتمتع بها بلاده، مشيراً إلى “أن باكستان تزخر بكميات كبيرة جداً من الثروات المعدنية. فنحن نملك واحدة من أكبر احتياطات الذهب في العالم كله، فضلاَ عن احتياطات المعادن الهامة الأخرى مثل النحاس والزنك. لا ننس أن السياحة تعد قطاعاً حيوياً أيضاً وقد ازدهر إلى حد لا بأس به في السنوات الأخيرة في باكستان”.

 

وقال خان :”نحن بحاجة إلى زيادة احتياطنا من النقد الأجنبي من خلال التحويلات النقدية التي يرسلها قرابة ٨ – ٩ ملايين باكستاني يعمل في الخارج، كما أننا في حاجة إلى منح محفزات تشجع التصدير، وبشكل إجمالي لا بد من إنشاء فرص حقيقية للاستثمار في بلادنا”.

 

ومن جانبه قال يوسف عبدالله البنيان، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) : “سيكون التحول التقني عملة تحمل وجهين، أولها تمثل فائدة والأخرى تمثل تحدياً. يجب على الرؤوساء التنفيذين أن يكونوا في طليعة المواكبين لآخر التطورات، فكل شركة لا تملك استراتيجية كاملة والتزاماً تاماً لن تنجو في بيئة الأعمال العصرية .”

 

وبدوره قال خالد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية البحرين “أعتقد أن التقنية المالية سترسخ جذورها بعمق في بيئة الأسواق الناشئة في الدول النامية أكثر مما ستفعل في بلدان العالم الغربي ذاته. وفي الوقت الراهن نشهد عدداً كبيراً من السكان الذين لا يملكون حسابات بنكية ومن العمّال الأجانب يستخدمون بوتيرة متنامية التقنيات المالية الحديثة التي سهلت عليهم الحياة وذللت لهم الصعوبات التقليدية وأوفت بمتطلباتهم المصرفية”.

 

أما رانيا النشار، الرئيس التنفيذي لشركة سامبا فتحدثت خلال فعاليات المبادرة قائلة: “إننا نقوم بالفعل باحتضان التحول الرقمي وجعله جزءاً لا يتجزأ من كل عمل تجاري في بلادنا. يستخدم العملاء في عصرنا هواتفهم المحمولة لإتمام معاملاتهم المالية وقد شرعوا بالفعل في مقارنة المصارف والبنوك بالخدمات المالية القائمة على التقنية؛ وهم بالتالي يريدون خدمات مصرفية لكن دون مصارف ولا بنوك”.

 

فيما أشارت تونغ لي، الرئيس التنفيذي لفرع بنك الصين الدولي، في هونغ كونغ إلى أن الصين تشهد حالياً تحولاً نحو اتجاه قائم كلياً على التقنية الحديثة ومتمركز تماماً حول العميل، وأضافت : “ولتحقيق هذه الغاية، قمنا بضخّ 1.5 تريليون دولار من الاستثمارات في قطاع تصنيع المنتجات عالية التقنية في الفترة ما بين 2013 و2017،”

 

فيما لفت كين مويليس، مويليس آند كومباني إلى أن قطاع المحاسبة اليوم يحتاج إلى طريقة لجعل الميزانية العمومية تغطي أكثر الأصول التجارية قيمة من ناحية الاقتصاد، وهذا ما يجب أن تكون غايتها الأساسية الآن”.blob:https://web.whatsapp.com/c7376939-89a4-45c1-b645-2977dc48fd1d