أصدرت مجموعة UBS لإدارة الثروات‘ تقريراً جديداً يركز على الدور المحوري الذي تلعبه الشراكات المثمرة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وسط عالمٍ محكومٍ بالصراعات والانقسامات. وجاء إصدار التقرير على هامش الاجتماع السنوي لـ ’المنتدى الاقتصادي العالمي 2018‘، والذي ينعقد في منتجع دافوس بسويسرا تحت شعار ’بناء مستقبل مشترك في عالم مُمزّق‘.
ويتناول التقرير، الذي تولّى إعداده مجموعة من خبراء مجموعة ’UBS‘، الخطوات المتُخذة لحشد رؤوس الأموال، بما يشمل الثروات الخاصة، في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة؛ كما يركز على مجموعة من الشراكات المتعلقة بتحقيق تلك الأهداف خلال عام 2018. ويستكشف التقرير أيضاً العبر التي استخلصتها مجموعة ’UBS‘ في هذا المجال منذ الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017، والذي كشفت فيه النقاب عن التزاماتها تجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة. إلى جانب ذلك، يتضمّن التقرير مساهمات المنتدى الاقتصادي العالمي ومقابلات مع الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس، وتشاك سلوتر، وديفيد هيرتز.
وكانت مجموعة ’UBS‘ قد أعلنت اليوم من خلال التقرير عن الشراكات التالية المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة:
- تأسيس أول محافظ استثمارية متعددة الأصول ومستدامة بالكامل (100%) للعملاء من القطاع الخاص، والتي تركز على الاستفادة من العائد المعدّل على أساس المخاطر في السوق، وتحقيق نتائج إيجابية على الصعيدين الاجتماعي والبيئي. وتشتمل هذه المحافظ على شراكة حصرية مع ’البنك الدولي‘ بشأن توزيع أدوات الديون الخاصة بالبنك الدولي، الأمر الذي يتيح تركيزاً أكبر وأكثر استدامةً على الديون الأخرى عالية التصنيف، إلى جانب استراتيجية جديدة كلياً تتعلق بتفعيل مشاركة المساهمين وتشمل شركة ’هيرميس لإدارة الاستثمارات‘. وتعتبر هذه الاستراتيجية الأولى من نوعها التي تركز بشكل صريح على تحقيق أثر اجتماعي و/ أو بيئي إضافي وقابل للتطوير من خلال الاعتماد على الأسهم العامة أكثر من نظيراتها الخاصة.
- تأسيس شراكة مع مزوّد المؤشرات العالمي ’سولاكتيف‘ وكبار مدراء السندات الخضراء، وذلك للتعاون حول إطلاق مؤشراتٍ جديدة تضم البنك الدولي، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، والسندات الخضراء. وتتيح هذه المؤشرات تخصيص الأصول استناداً إلى 3 معايير هي: العائد المالي؛ والمخاطر المالية؛ والاستدامة. ويمكن لهذه المعايير الجديدة أن تفسح المجال أمام مزيدٍ من المستثمرين من الشركات للاستثمار في ديونٍ مستدامة عالية التصنيف، الأمر الذي يحقق النفع للمجتمع ويضمن الوفاء بالالتزامات الائتمانية.
- إطلاق منصة ’ألاين 17‘ (Align17)* (يوم 24 يناير خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس). وتلعب هذه المنصة الخيريّة المستقلة- والذي تم الإعلان عن مفهومها في تقرير مجموعة ’UBS‘ الخاص بالاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي (2017)، دوراً متميزاً في تعزيز وصول مجموعة واسعة من مستثمري الثروات من الشركات والقطاعين العام والخاص إلى فرص استثمارية مجزية ترتبط بأهداف التنمية المستدامة. وتعتبر منصة ’ألاين 17‘ إحدى مبادرات ’قائمة القادة العالميين الشباب‘ في المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تحظى بدعم كلٍ من مجموعة ’UBS‘، وشركة ’برايس ووترهاوس كوبرز‘، وشركة ’لينكليترز‘ للمحاماة، و’مؤسسة التمويل الدولية‘، وشركة ’هاميلتون لين‘.
- مبادرة ’كولابوريتيف‘ (Collaborative) التعاونية التي تستضيفها مجموعة ’UBS‘؛ وهي مبادرة تابعة لمركز ’UBS الخيري العالمي للعملاء الأثرياء‘، ومؤسسة ’UBS أوبتميوس فاونديشن‘، بالإضافة إلى عملاء مجموعة ’UBS‘. وتركز هذه المبادرة التعاونيّة على أهدف متنوعة مثل تعزيز وصول المهتمين بالعمل الخيري إلى الخبرات والتجارب والحلول المستدامة والقابلة للتطوير، وذلك في سبيل توفير خدمات الرعاية الصحية لأكثر من 34 مليون شخص في أفريقيا.
وبهذه المناسبة، قال السيد أكسيل ويبر، رئيس مجلس إدارة مجموعة ’UBS‘: “إن أهداف منظمة الأمم المتحدة التنمية المستدامة تحدد تطلعات العالم في معالجة القضايا الاجتماعية والبيئية؛ وينطوي الهدف السابع عشر- الذي يركز على تفعيل وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة- على أهمية حاسمة في سياق الجهود الرامية لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. وستواصل مجموعة ’UBS‘ جهودها التعاونيّة من أجل تحقيق تلك أهداف، وبشكل خاص الهدف السابع عشر”.
بدوره، قال سيرجيو إرموتي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ’UBS‘: “يسرنا الإعلان عن النجاح في تأدية التزامنا بالمساعدة على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وذلك بشكل خاص من خلال شراكتنا الجديدة مع البنك الدولي. ومع قرب حلول الموعد المحدد لتحقيق الأهداف (في عام 2030)، فإننا نتطلّع قدماً لمواصلة التعاون مع عملائنا والمؤسسات المالية الأخرى لمواجهة تحديات الاستدامة في العالم”.
من جانبه، قال السيد مارك هيفيليه، رئيس شؤون الاستثمارات العالمية لدى ’UBS لإدارة الثروات: “إن الشراكات المثمرة بين بنوك التنمية متعددة الأطراف، والقطاع المالي، وشركات إدارة الثروات الخاصة، والمؤسسات الخيرية والاجتماعية تنطوي على أهمية محورية لجهة تمويل المبادرات التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولاشك أن هذه الجهود ستوفر للمستثمرين الكثير من الفرص المجزية، ولاسيما توليد عوائد معدلة للمخاطر بنسبة تفوق ما تشهده السوق”.
وقال سيمون سمايلز، الرئيس العالمي لشؤون الاستثمار للأفراد من أصحاب الثروات الضخمة لدى ’UBS لإدارة الثروات‘، وأحد أعضاء قائمة القادة العالميين الشباب في المنتدى الاقتصادي العالمي: “باعتبارنا شركة عالمية رائدة بمجال إدارة الثروات، فإننا ملتزمون بتزويد عملائنا بأهم الاستثمارات العالمية المستدامة عبر مختلف فئات الأصول والتي تنطوي على تأثيرات إيجابية كبيرة، وذلك بالإضافة إلى التركيز على إقامة الشراكات المبتكرة والمثمرة في قطاع النفع الاجتماعي والخيري ومشاريع ريادة الأعمال الاجتماعية”.
ومن ناحية أخرى، قال السيد فيليس كوستانزا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ’UBS أوبتميوس فاونديشن‘: “سيلعب التمويل الاجتماعي والأعمال الخيرية المبتكرة دوراً رئيسياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتلتزم مجموعة ’UBS‘ بالتعاون مع الحكومات حول المجالات المتعلقة بالأدوات المالية الدولية الجديدة الخاصة بتمويل المساعدات، بما يشمل سندات التنمية ذات التأثير الكبير، وذلك بهدف تسخير خبرات وقوة شبكة المجموعة من أجل معالجة أكثر القضايا الاجتماعية تحدياً”.
ويوضح التقرير أيضاً الدروس الرئيسية التي استقتها مجموعة ’UBS‘ من الشراكات المثمرة مع الآخرين لمواجهة تحديات الاستدامة المشتركة:
- يحتاج مدراء الثروات إلى العمل بشكل أوثق مع البنوك الإنمائية متعددة الأطراف، مثل البنك الدولي، من أجل تفسير توقعات عملائهم فيما يتعلق بالعائدات على المستويات المالية والاجتماعية والبيئية. ويمكن لذلك أن يساعد وكالات التنمية على تعزيز جاذبية الديون المستدامة وزيادة الأموال المخصصة لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما وينبغي على مدراء الثروات تعريف العملاء بالدور المحتمل لأدوات ديون بنوك التنمية المتعددة الأطراف في محافظهم الاستثمارية، وذلك بما يشمل أيضاً أدوات الديون التقليدية التي تستهدف تحقيق أقصى قدرٍ من العائدات المعدلة حسب المخاطر.
- يتوجب على الشركات المالية التعاون بشكل وثيق لتوحيد المصطلحات والقياسات والتقييمات المتعلقة بالاستثمار المستدام والمؤثر. والذي ينطوي على أثر إيجابي. وستساعد المعايير الواضحة على التفريق بين المنتجات ذات التسميات المغلوطة والاستثمارات الحقيقية أو الاستثمارات المستدامة وذات الأثر الإيجابي، وهو ما سيساعد على زيادة الشفافية، وتعزيز ثقة المستثمرين، وتوفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وينبغي تعريف الاستثمارات المستدامة والمؤثرة على أنها مبادرات لتحقيق عائدات مالية وفقاً لأسعار السوق كحدٍ أدنى، إلى جانب المنافع الإيجابية على الصعيد الاجتماعي. ويجب على الشركات المالية التعاون سوياً لتطوير أدوات مالية جديدة تنسجم مع هذا التعريف وتسهم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك بما يشمل جميع فئات الأصول. وتشير المعلومات إلى ازدياد شهية العملاء تجاه تلك الأدوات، وهو ما يتجلّى بوضوح من خلال الطلب اللافت على شراكتنا الاستثمارية المؤثرة مع صندوق ’أون ذا رايز فند‘ (on the Rise Fund) التابع لشركة ’تي بي جي جروث‘.
- إن اتباع منهج موحّد تجاه الفرص الرئيسية الكامنة للاستثمار والنفع الاجتماعي من غير المرجح أن يكون مناسباً للمستثمرين الأفراد وتفضيلاتهم الشخصية المتعلقة بالاستدامة. وقد رصدت مجموعة ’UBS‘ اهتماماً لافتاً من العملاء بمجموعة شاملة من الاستثمارات المستدامة وذات التأثير، بدءاً من محافظ الأصول المتعددة ووصولاً إلى فئة الأصول السائلة، وأدوات السوق الخاصة، ورأس المال الاستثماري في المراحل الأولى للمشاريع.
- يركز العاملون في ميدان النفع الاجتماعي بشكل متزايد على مجالات العمل الخيري المؤثر، وإيجاد طرق أكثر ابتكاراً وتأثيرا لتمويل جهود التنمية الدولية. وفي هذا السياق، تتعاون مؤسسة ’UBS أوبتميوس فاونديشن‘ مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة ’إم إس دي فور مذرز‘، وغيرها من المؤسسات، وذلك بهدف الاستفادة من سندات التنمية المؤثرة في سبيل لتحسين جودة وخدمات مرافق الرعاية الصحية للقطاع الخاص في إقليم راجستان بالهند.
- تتبنى الشركات الربحيّة بشكل متزايد منهج ’الأعمال ذات الأثر الإيجابي‘ والذي يمكنها من المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الأداء التجاري. ويمكن لجميع الشركات أن تستفيد من توفير الدعم لرواد المشاريع الاجتماعية- سواء من خلال تقديم هؤلاء الرواد إلى أصحاب المصلحة والمساهمين أو تزويدهم بالتوجيه والإرشاد. وتمثل شراكتنا مع الناشط تريسترام ستيوارت، (من مبادرة ’UBS جلوبال فيجيناريز‘) مثالاً ساطعاً حول جهودنا الناجحة في هذا السياق. حيث استطاع ستيوارت ابتكار منتج شراب الشعير ’توستا آلي‘ Toast Ale الحائز على جوائز، والذي تفخر مجموعة ’UBS‘ بتقديمه للعملاء وأصحاب المصلحة في مختلف فعالياتها الخاصة.
وابتكر ستيوارت هذا المنتج باستخدام فائض الخبز الطازج، ونفايات الأغذية المحفوظة، وذلك في سبيل دعم الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة (الاستهلاك والإنتاج بطريقة مسؤولة). وخلال حفل جوائز الاقتصاد التداولي‘ الذي يُنظم بالتعاون مع شركة ’ديل‘، كان منتج ’توستا آلي‘ من ضمن المرشحين النهائيين لنيل ’جائزة اختيار الجمهور لعام 2018‘ التي تمنحها مبادرة الاقتصاد التداولي ’سيركيولارز‘(Circulars)، والتي تأسست من قبل مبادرة ’قادة العالم الشباب‘ من المنتدى الاقتصادي العالمي، وبالتعاون مع شركة ’أكسنتشر استراتيجي‘.
أضف تعليق