كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) عن أحدث البيانات المتعلقة بأسواق الشحن الجوي العالمي والتي أظهرت ارتفاع الطلب بنسبة 12.1% خلال الفترة المنتهية في أغسطس الماضي بالمقارنة مع نفس الفترة من العام 2016، حيث تعتبر هذه المرة الخامسة التي تشهد تسجيل نمو سنوي خلال الأشهر الستة الماضية مقارنة مع أداء العام الماضي. كما يحقق النمو على الطلب سرعةً كبيرة بالمقارنة مع معدل النمو الوسطي لخمس سنوات والمقدر بـ 4.4%.
وسجلت سعة الشحن، التي تقاس بطن الشحن المتاح في الكيلومتر الواحد (AFTK)، نمواً بنسبة 4.7% على أساس سنوي في أغسطس 2017. ليستمر النمو في الطلب بالتفوق على النمو في السعة، وهو ما ينعكس إيجاباً على عوامل الحمولة وعوائد الخطوط الجوية والأداء المالي ضمن القطاع.
وينسجم النمو القوي في الطلب على الشحن الجوي مع تحسن أحوال التجارة العالمية، والتي حققت نمواً بنسبة 4.2% خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 بالمقارنة مع عام 2016، وهو الأداء الأكثر قوةً منذ عام 2011. إلى جانب زيادة نسبة طلبات التصدير، التي تقترب حالياً من أعلى معدلاتها منذ مارس 2011، وارتفاع مؤشرات الثقة بالأعمال.
وبالإضافة لذلك، تستمر العلامات الدالة على اقتراب فترة النمو المتكرر من ذروتها، فعلى سبيل المثال توقفت نسبة المخزون إلى المبيعات العالمية عن الانخفاض في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يشير إلى أن عمليات إعادة التخزين لتلبية الطلب (التي تعطي دفعاً لأسواق الشحن الجوي) في طريقها للانتهاء.
وفي هذا ا لإطار، فإن قطاع الشحن الجوي يحافظ على قوته. ومع تحقيقه لمعدلات نمو من خانتين خلال عدة أشهر في عام 2017، تشير التوقعات الحالية للاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى تحقيق الطلب على الشحن الجوي نمواً بنسبة 7.5% للعام 2017، ما يعني احتمال تحقيق المزيد من الزخم على الرغم من الاقتراب من بلوغ ذروة النمو المتكرر.
وفي هذا الصدد، صرّح ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: “حقق قطاع الشحن الجوي أداءً قوياً مرةً أخرى خلال شهر أغسطس، حيث شهد الطلب على الشحن الجوي نمواً من خانتين وبوتيرة أسرع من الطلب على السفر الجوي للشهر الرابع على التوالي. ويعكس النمو السريع في الطلب على الشحن الجوي نمو سعة الشحن بشكل يتماشى مع الطلب الحقيقي عليها، وليس بشكل أوتوماتيكي كما هو الحال في استجابة شركات الطيران على طلب المسافرين. ورغم ذلك، شهد نمو الطلب على سعة الشحن انخفاضاً في سرعته على الرغم من استخدام أساطيل طائرات الشحن بكثافة أكبر. وبالمجمل، تشكل هذه الأرقام مؤشرات إيجابية بالنسبة لأرباح قطاع الشحن الجوي التي تشهد بعض الصعوبات”.
الأداء الإقليمي
حققت جميع المناطق، باستثناء أمريكا اللاتينية، نمواً من خانتين في الطلب على الشحن الجوي خلال أغسطس 2017. وشهدت شركات الطيران في آسيا المحيط الهادئ نمواً في حركة الشحن الجوي بنسبة 11.3% في أغسطس 2017 بالمقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، كما ازدادت السعة بنسبة 5.7%. وكان النمو في الطلب قوياً في جميع الوجهات الكبرى من وإلى وضمن المنطقة، بما يتماشى مع ارتفاع نسبة حجوزات طلبات التصدير من قبل الجهات المصنعة في المنطقة. وارتفعت كميات الشحن الجوي العالمية المعدلة موسمياً خلال شهر أغسطس بعد انخفاض طفيف في شهر يوليو، لتبلغ الآن نسبة 6% أي أعلى من الكمية التالية لفترة التعافي اللاحقة للأزمة الاقتصادية العالمية عام 2010.
حققت شركات الطيران في أمريكا الشمالية نمواً في حركة الشحن الجوي بنسبة 11.7% في أغسطس 2017، كما ازدادت السعة بنسبة 3.7%. وبقيت كميات الشحن الجوي العالمية المعدلة موسمياً بحالة قوية، وقد عززت قوة الدولار الأمريكي من سوق الشحن الوارد خلال السنوات القليلة الماضية. وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي زيادة بنسبة 12.7% في واردات الشحن الجوي إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017، بالمقارنة مع الارتفاع الأبطأ في طلبيات التصدير عند نسبة 5.8%. وعلى الرغم من استمرار قوة الدولار المدعومة بالعديد من المعايير التاريخية، فإنه من المتوقع أن يفضي الانخفاض الطفيف الذي شهده الدولار مطلع العام إلى المساعدة في إعادة التوازن لمعدلات التدفق التجاري.
أعلنت شركات الطيران الأوروبية عن زيادة في الطلب على الشحن الجوي بنسبة 11.8% في أغسطس 2017 وزيادة في السعة بنسبة 5.1%، لتسجل بذلك نمواً من خانتين في الطلب العالمي في 10 من الأشهر الـ12 الماضية. ولم يكن للقلق بشأن تأثير تحسن سعر صرف اليورو على أداء المصدرين في المنطقة أية أثار ملموسة. وعلى العكس، فقد حققت طلبيات المصنعين الألمان أسرع معدل نمو لها منذ بداية عام 2010.
ازدادت أحجام الشحن السنوية التي تنقلها شركات الطيران في الشرق الأوسط بنسبة 14.1% في أغسطس 2017 وازدادت السعة بنسبة 2.8%. ويعكس النمو القوي في الطلب مؤشرات إيجابية بالمقارنة مع الطلب الضعيف قصير الأمد في عام 2016، إلا أنه لا يمكن النظر إليه كنمو متسارع في اتجاهات الطلب الحالية. كما حافظت أحجام الشحن العالمية المعدلة موسمياً على توجهها الصاعد بثبات. غير أن شركات الطيران في الشرق الأوسط لم تشهد نشاطاً قوياً في حركة الطيران المعدلة موسمياً على خلاف شركات الطيران الأخرى في المنطقة وذلك بسبب المنافسة القوية من شركات الطيران الأخرى العاملة في المنطقة وخاصة على الطريق الواصل بين آسيا وأوروبا.
أما شركات الطيران في أمريكا اللاتينية فقد سجلت نمواً في الطلب بنسبة 8.5% في أغسطس 2017 وازدادت السعة بنسبة 9.3% مقارنةً بنفس الفترة من العام 2016، كما ازدادت حركة الشحن الجوي العالمية بنسبة 9.5% خلال الفترة ذاتها. وتقترب هذه الأرقام من أعلى معدلاتها خلال 7 سنوات، وأقل من المعدل الوسطي لخمس سنوات المقدر بـ -0.1%. وبالمثل فقد حققت أحجام الشحن العالمية المعدلة موسمياً نمواً قوياً للشهر السادس على التوالي في أغسطس، إلا أنها بقيت أدنى بـ 4% من الذروة التي بلغتها عام 2014. وبالرغم من ذلك، يشهد الطلب المعدل موسمياً ارتفاعاً ملحوظاً بمعدل سنوي يقترب من 20% خلال الأشهر الستة الماضية. ويقدم تحسن الطلب إشارات بشأن التعافي الاقتصادي في البرازيل، التي تشكل أكبر اقتصادات هذه المنطقة.
وقد سجلت شركات الطيران الأفريقية أعلى نسبة نمو سنوي في الطلب بين جميع المناطق في أغسطس 2017 مع نمو أحجام الشحن بنسبة 29.4%، ما يعني انخفاض طفيف عن شهر يوليو، ولكنه ما يزال أعلى بثلاثة أضعاف من متوسط سرعة النمو في خمسة سنوات المقدر بـ %8.8. كما ازدادت السعة بنسبة 5.9% خلال نفس الفترة. وقد أدى النمو الكبير في حركة الممرات التجارية من وإلى آسيا إلى دعم الطلب بشكلٍ كبير، حيث بلغ هذا النمو السنوي 67% خلال النصف الأول من العام.
أضف تعليق