تجاهلت البورصة التونسية خلال تعاملاتها الاسبوع الماضي مليارات الدولارات التي اعلنت عنها الحكومة في تونس منتصف الاسبوع والتي قالت انها تحصلت عليها من خلال اتفاقيات مع مؤسسات وجهات دولية خلال المنتدى الدولي لدعم الاستثمار في تونس 2020، لتسجل مؤشرات سوق الاسهم التونسية تراجعات جماعية على مدار جلسات الاسبوع المنقضي مخالفة كافة التوقعات.
وذكرت البورصة التونسية في تقريرها الاسبوعي ان مؤشرها الرئيسي توننداكس سجل تراجعا بلغت نسبته 23ر0 في المائة الاسبوع الماضي ليغلق عند مستوى 67ر5510 ، فيما تراجع مؤشر تونانندكس 20 بنسبة 08ر0 في المائة لينهي اسبوعه امس الجمعة عند 09ر2329 نقطة،وسط تراجع ملحوظ في احجام التداول.
وأرجع خبراء اقتصاديون تونسيون لموفد وكالة أنباء الشرق الاوسط الانخفاضات التي سجلتها الاسهم التونسية والتراجع في احجام التداول الى حالة عدم الثقة والترقب لنتائج واقعية على الارض للاستثمارات التي اعلن عنها خلال المؤتمر والا تكون مجرد وعود اعلامية واتفاقيات على الورق فقط.
يقول الدكتور محمد منصف شيخ روحه عضو لجنة الموازنة الاسبق بالبرلمان التونسي إن المجتمع التونسي يترقب نتائج حقيقية لهذا المنتدى الاقتصادي واثاره على حركة التشغيل وفرص العمل وعلى الموازنة العامة للدونة وهنا نبدأ في الحديث عن نجاح المؤتمر الاقتصادي من عدمه، مشيرا الى ان ردة فعل سوق الاسهم تأتي عندما يكون هناك نتائج حقيقية وليست مجرد دعاية اعلامية.
ورأي الدكتور معز الجودي الخبير الاقتصادي ان سوق الاسهم التونسية سوق صغيرة مقارنة بالبورصات الاخرى وتعد من البورصات غير الكفء التي لا تتأثر بالفعاليات الكبرى والاحداث، حيث تقتصر حركتها على كل ما يتعلق بالشركات المقيدة فيها فقط وتوجهات المضاربين المسيطرين على التداولات اليومية، مشيرا الى ان البورصة التونسية تشهد من شهور طويلة عزوفا م قبل كبار المستثمرين والمؤسسات والصناديق بسبب العيوب الهيكيلة المتعلقة بغياب الرقابة والشفافية وعدم تطبيق الحوكمة.
وأشار الى ان البورصة شهدت بعض قضايا الفساد في الفترات الماضية أدت الى خلق حالة من سوق السمعة خاصة فيما يتعلق بقيد بعض الشركات، مشيرا الى انه يجب على الحكومة توجيه مزيد من الاهتمام ببورصة الاوراق المالية واصلاحها هيكليا من كافة الجوانب حتى تكون منبر جذب للمستثمرين الدوليين والمؤسسات وصناديق الاستثمار بدلا من تركها للمضاربين.
وأوضح أن هناك ترقب من قبل المستثمرين لنتائج المؤتمر الاقتصادي خاصة ان الغالبية يعرفون ان معظم الاتفاقيات التي تم الاعلان عنها هي اتفاقيات قديمة وموجودة منذ سنوات ولكن لم تفعل، ويجب ان يكون هذا المؤتمر خطوة حقيقية لوضع تونس على الطريق الصحيح وعلى خارطة الاستثمار العالمية.
وتراجعت اسعار اسهم قرطاح للاسمنت بنسبة 1ر6 في المائة واسهم بنك تونس العربي الدولي بنسبة 2ر2 في المائة والصناعات الكيميائية بنسبة 3 في المائة وتلنات القابضة بنسبة 9ر2 في المائة.
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قد اعلن يوم الاربعاء الماضي في ختام المنتدى الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار في تونس عن نجاح في بلاده في حصد 34 مليار دينار ما يعادل 5ر15 مليار دولار في صورة استثمارات وقروض واعتمادات مالية ووعود بحزم مساعدات من الجهات التي شاركات في المنتدى والتي جاءت من اوروبا والخليج العربي والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولي .
أضف تعليق