يشهد العصر الحالي تطوراً مذهلاً في كافة المجالات بفضل التطور التكنولوجي المتلاحق، والذي يساعد على إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل العالمية المستعصية، وفي هذا الإطار أبرز “سي ان ان موني” خمسة من الاختراعات الواعدة التي من شأنها إحداث تغييرات درامية في العالم.
1- تحويل ثاني أكسيد الكربون لمواد نافعة:
يمثل ثاني أكسيد الكربون 76% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، فهو ينتج من عمليات التنفس والزراعة والمواصلات والتصنيع وغيرها من الأنشطة البشرية، ويعتبر المتهم الرئيسي وراء ظاهرة الاحترار العالمي وما يترتب عليها من تداعيات مناخية وصحية خطيرة.
ومن هنا جاءت فكرة الباحثة “إيميلي كول” الحاصلة على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة “برينستون”، حيث أسست شركة “Liquid Light” التي تطمح لتطوير تكنولوجيا تحول ثاني أكسيد الكربون لمواد نافعة، فتقوم بتجميع الغاز من مصدره الأصلي مثل المصانع ومولدات الطاقة وخلطه بالماء في وجود عامل حفاز وموصل للكهرباء، فيتحول إلى “الميثانول” الذي يمكن استخدامه كوقود أو مذيب صناعي أو مادة أولية تدخل في تصنيع العديد من المنتجات النافعة كالبلاستيك والسجاد ومستحضرات التجميل.
وأرجعت “كول” عشقها للكيمياء لأحد معلميها بمدرستها بولاية “تكساس”، وعندما التحقت بجامعة “برينستون” تعاونت مع أستاذها الذي كان يعمل على أبحاث لإعادة تدوير الكربون لكنه كان يفتقر للتمويل اللازم، لكن “كول” نجحت في ادخال الفكرة لحيز التنفيذ بإقناع بعض المستثمرين المغامرين بتمويل مشروعها، ولم تكشف عن حجم التمويل الذي جمعته لكن بعض التقارير تتوقع جمعها لـ 23.5 مليون دولار على عدة دورات تمويلية.
2-علاج للسرطان بأعراض جانبية محدودة:
يعمل الباحث بجامعة “لندن كوليدج” الدكتور “فيجاي تشوداساما” على أبحاث لاكتشاف علاجات بديلة للأورام منذ 5 أعوام، ويتوقع نجاحه في تطوير علاجات تغني عن اللجوء للعلاج الكيماوي تماماً خلال 5 – 10 سنوات وآثاره الجانبية الحادة.
فمن المعروف أن العلاج الكيماوي يسبب أعراضا جانبية شديدة بجسم المريض لأنه لا يستهدف الخلايا السرطانية وحدها، فهو يقتل الأنسجة السليمة إلى جانب الأنسجة السرطانية دون تمييز، ما يتسبب في تداعيات صحية أخرى.
ويعتمد بحث “تشوداساما” على استخدام “الأجسام المضادة” لحمل العلاج مباشرة إلى الخلية السرطانية دون مس الخلايا السليمة، وبهذه الطريقة أيضاً يمكن استخدام أنواع أكثر قوة من العقاقير دون الخوف من درجة سميتها لأنها ستستهدف جزءا محددا في هذه الحالة ولن تمتد آثارها لبقية أنحاء الجسم.
3-تشغيل الأجهزة بدون بطاريات:
يعكف الأستاذ المساعد بجامعة “واشنطن” “شيام جولاكوتا” على تطوير تكنولوجيا لتشغيل الأجهزة والاتصال بالإنترنت دون الحاجة لاستخدام بطاريات، ووفقاً للفكرة المقترحة ستقوم الأجهزة بالتقاط إشارات التلفاز و”الواي فاي” للاتصال بالإنترنت مباشرة.
ليس هذا فقط بل تساعد هذه التكنولوجيا على الحفاظ على البيئة لأن أجهزة الاتصال تستهلك طاقة أقل في هذه الحالة، وأسس “جولاكوتا” شركة مختصة بأمور مرتبطة بالبحث مثل عمر البطاريات وقوة الاتصال.
4-تطوير مواد نانوية شديدة القوة:
“النانو” هي وحدة قياس متناهية الصغر تساوي نحو واحد على بليون من أي وحدة قياس، فمثلاً يساوي “النانومتر” واحد على بليون من المتر و”النانو ثانية” واحد على بليون من الثانية و”النانو جرام” واحد على بليون من الجرام وهكذا، ووجد الباحثون أن خواص المواد الكيماوية والمادية والبيولوجية وهي بحجم “النانو” تختلف تماماً عن خصائصها في حجمها التقليدي في صورة “الذرة” أو “الجزيء” أو غيرها من أحجام المادة المختلفة.
وتطمح “جوليا جرير” التي عملت بمجال هندسة “النانو” لعدة سنوات إلى استخدام هذه التقنية للتحكم في خصائص المواد المختلفة أثناء عملية التصنيع، وذلك بهدف تصنيع منتجات أكثر قوة وأقل سمكاً مثل أوراق غير قابلة للتمزق وسترات حرارية رفيعة للغاية وتوربينات رياح خفيفة الوزن.
وما زال فريقها يواجه بعض الصعوبات إلا أنه يعمل على حلها، وفي حالة نجاح البحث فسيُحدث طفرة واسعة في طريقة تصنيع الكثير من المنتجات بدءًا من المعدات العسكرية وحتى المنتجات الاستهلاكية.
5-آلات لها القدرة على التفكير:
التحق الباحث العالم “كوك لي” بمشروع “جوجل برين” أو “مخ جوجل” منذ أكثر من 4 سنوات، ويركز المشروع على جزء متخصص من عالم “الذكاء الاصطناعي” وهو “التعلم العميق”، ويُقصد بالمصطلح تعليم الآلات كيف تفكر وتميز تلقائياً بين المعطيات المختلفة، فمثلاً يمكن من خلال هذه التقنية تعليم الحاسوب كيفية التفرقة بين صورتي الكلب والقطة.
ويؤمن “لي” بأن أبحاثه بصفة خاصة ومجال “التعلم العميق” بصفة عامة سيساعد العالم على حل العديد من المشكلات المستعصية بالمجالات المختلفة كالتعليم والرعاية الصحية والتغيرات المناخية.
يُشار إلى أن “جوجل” استخدمت بالفعل عددا من التقنيات التي أفرزها مشروع “جوجل برين” لتطوير خدماتها مثل خدمة تمييز الصوت في نظام “الأندرويد” وتحسين نتائج البحث عن الصور وغيرها من الخدمات.
أضف تعليق