تقارير

“نزارباييف ” 100 خطوة ملموسة لدعم اقتصاد كازاخستان

كازاخستان صنعت معجزة اقتصادية تشبه ما أنجزته بلدان آسيوية

كشف رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف خارطة طريق لزيادة النمو الاقتصادي لبلاده من خلال تعزيز المهارات التقنية، والإصلاحات الاقتصادية والرعاية الصحية والاجتماعية وسط التباطؤ العالمي.

عوامل التنمية

وركز نزارباييف على اتخاذ تدابير للتغلب على الأزمات العالمية وأوجز التغييرات في النظام والسياسة المالية والاجتماعية. بناءً على ذلك سوف يحصل المواطنون على التدريب المهني المجاني عام 2017. وفي الوقت نفسه، دعا شعبه للعيش في حدود إمكانياتهم كمسألة مبدأ، وتمشيا مع سياسة الميزانية.

وأكد أن بلاده بحاجة الى ايجاد مصادر داخلية جديدة للنمو من خلال مبادرة خاصة، مشيرا الى أن الإصلاحات توفر استقرار الاقتصاد والمجتمع والدولة. “نحن بحاجة إلى إصلاح أعمق للدولة وإدارة شركات والقطاعات المالية والضريبية”.

وأشار نزارباييف أن التحديث المستمر للمجتمع أهم عامل للتنمية قائلاً :”نحن نعمل على التحول على نطاق واسع من مؤسسات الدولة العامة والخاصة على مبادئ الجمعية العالمية للعمل، والمسؤولية الاجتماعية العالية وتوجيه المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفا من السكان، ومكافحة الازمة وتغييرات في الهيكلية الشاملة في خمسة مجالات هي، السياسة الاجتماعية، والقطاع المالي، وسياسة الميزانية والخصخصة والكفاءة والتنظيم، وسياسات الاستثمار”.

وشدد رئيس كازاخستان على أهمية التعليم وتنمية المهارات المهنية، وقال “يجب أن يكون التعليم الفني والمهني محورا رئيسيا لسياسة الاستثمار”.

وقال نزارباييف: “سمح لنا النمو الاقتصادي لسنوات عديدة انتهاج سياسة اجتماعية نشطة، لتحسين نوعية حياة الناس عدة مرات، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي عانى بها اقتصادنا من الأثر السلبي لجميع الأزمات العالمية، فقد قمنا دائما بتحسين رفاهية الشعب الكازاخستاني، وخلال عشر سنوات ماضية، ارتفع الإنفاق الحكومي في المجال الاجتماعي بنحو ثلاث مرات من حيث القيمة الحقيقية، وبلغ عدد العاملين في القطاع الاجتماعي والإدارة العامة أكثر من 1.2 مليون نسمة، كما توفر الدولة الفوائد والمدفوعات على نطاق واسع، مما يتيح أكثر من 1.5 مليون مواطن في الحصول عليها “.

وأعلن نزارباييف بأن رواتب موظفي الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية سيتم زيادتها ابتداء من العام القادم من 28-30 في المئة والمنافع الاجتماعية لتلك الفئات تم زيادتها بنسبة 25 في المئة، إضافة إلى رفع رواتب موظفي الدولة السلك فئة B، على أن يتم وضع برنامج خارطة الطريق الجديد للتوظيف في الربع الأول من عام 2016، وتنظيم إعادة التدريب وتنمية المهارات على المدى القصير، وسوف يرتفع عدد القروض لتطوير الأعمال.

القطاع المالى

وشدد نزار باييف على ضرورة تبسيط عمل القطاع المالي في ظل سعر الصرف، داعياً البنك الوطني للحد من التضخم إلى 4 في المئة في المدى المتوسط، التي يمكن الوصول إليها باستخدام مرونة معدل الفائدة.كما طلب الرئيس من البنك الوطني اجراء اختبار التحمل من القروض المتعثرة للبنوك أولئك الذين لا يستطيعون حل مشكلة الرسملة.

وأشار إلى أنه في عام 2016، سيتم نقل أصول معاش التقاعد للإدارة من قبل الشركات الكازاخستانية والأجنبية خاصة. وسحب صندوق التقاعد، وصندوق القروض المتعثرة، والمؤسسات المالية الأخرى من سيطرة البنك الوطني.

 

قال الرئيس لن يتم رفع أسعار الفائدة للضرائب، حتى بعد أن هبطت الإيرادات الضريبية بنحو 20 في المئة، ضريبة القيمة المضافة (VAT) والإيرادات من الضرائب على الشركات بنسبة 13 في المئة.

واعتبر نزارباييف أن رفع الضرائب ليست طريقة للخروج من هذا الوضع، وسوف يشكل ضغطا إضافيا على الأعمال التجارية”، لافتا إلى أنه من سياسة قصيرة النظر استخدام احتياطيات الصندوق الوطني لتغطية العجز في الميزانية وأنه يجب أن يتوقف هذا النهج، باستثناء التحويل السنوي واحدة مضمونة ثابتة.

والنظام الضريبي في البلاد يواجه بعض التغييرات في عام 2017 من قبل فرض ضريبة مبيعات جديدة بدلا من الضريبة على القيمة المضافة القائمة، سيتم إلغاء جميع الحوافز الضريبية غير فعالة وأمر رئيس الحكومة لإجراء مراجعة كاملة لجميع البرامج في الميزانية.

وأكد الرئيس أيضا أن كازاخستان سوف تعمل لجذب الشركات الكبرى متعددة الجنسيات إلى الخصخصة، مثل شركة “شيفرون واكسون موبيل”

وأشار نزارباييف إلى أهمية التركيز على منافذ التصدير في الأسواق العالمية والإقليمية قائلاً :”علينا استغلالها للاستخدام الفعال للإمكانيات الاقتصادية للبلدان المجاورة، ومن الضروري إبرام اتفاقات تجارة حرة مع الاقتصاد الأوروبي والآسيوي والأسواق الإقليمية الرئيسية “.

وأعلن نور سلطان نزارباييف عن دعم جميع المشاريع المدرجة بأموال مجموعها 7.2 ترليونات تنغي (23.4) مليار دولار أمريكي، مشيرا إلى زياراته واتفاقات التعاون الاقتصادي والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات تم التوصل إليه مع الصين والمملكة المتحدة وفرنسا وجاءت نتيجة للاجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وتدل على استمرار تكامل كازاخستان في الاقتصادي العالمي، وتوسيع تعاونها مع اللاعبين الرئيسيين.

 

معجزة اقتصادية

والسؤال المطروح هو هل أن كازاخستان صنعت معجزة اقتصادية تشبه ما أنجزته بلدان آسيوية مثل اليابان أو كوريا الجنوبية أو سنغافورة أو ماليزيا أو الصين أم أن النجاح الذي سجلته كازاخستان مثال لتطور بلد من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق؟

يتبين من النظر إلى الإستراتيجية التي يتبعها هذا البلد منذ عام 1991 أننا أمام ما يجمع بين “النموذج الآسيوي” والإصلاح الناجح في الساحة السوفيتية سابقا

وتشبه “إستراتيجية 2030” وهي الوثيقة التي اعتمدتها كازاخستان في عام 1997، البرامج المماثلة الخاصة بماليزيا والصين وغيرهما من البلدان الآسيوية الناجحة

 

واعتمدت كازاخستان الخيار الذي تبنته الصين، أي أنها ركزت على تنمية الثروة البشرية. فقد ارتفعت قيمة رواتب المدرسين، مثلا، في كازاخستانبالنسبة 50% مرتين خلال الفترة من الخريف إلى الشتاء. وعللوا هذا القرار بأن القوى العاملة المدربة التي تحتاج كازاخستان إليها تبدأ تنشئتها في المدرسة

وجربت كازاخستان أيضا طرائق تنموية فريدة مثل نقل العاصمة إلى مدينة حديثة يتوافر فيها ما يوافق متطلبات عصرنا الراهن هي استانة .وبدأ الاقتصاد الكازاخي يواصل نموه باستمرار بعد ان انتقلت العاصمة الكازاخية من الما – اتا إلى استانة. والآن تعمل في أنحاء كازاخستان شركات كازاخية بدلا من الشركات الأجنبية وهي شركات بصرت النور في استانة بالذات. وتعمل هذه الشركات في تشييد المساكن لذوي الدخل المحدود وفي إنشاء مزيد من الطرق البرية. وهناك برنامج للتنمية الريفية وبرنامج للتنمية الصناعية وبرنامج لتطوير قطاع الصحة وبرنامج لتطوير الموارد المائية

وقدمت كازاخستان لبلدان الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى النموذج الإيجابي للإصلاحات الذكية. وكانت النتيجة ان كازاخستان أنجزت في التسعينات ما لا تزال روسيا تسير نحوه بصعوبة مثل إصلاح نظام المعاشات ونظام الإسكان

ويعتقد ان كازاخستان دخلت طريق الإصلاحات في عام 1994 عندما أصدر الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف 147 مرسوما إثر حل البرلمان الذي غرق في المناقشات حتى أنه وضع 7 قوانين فقط

وإزاء نجاح كازاخستان ازدادت النخبة الروسية قناعة بأن “الطريق الآسيوي” ينطوي على أهمية بالغة. وتجدر الإشارة إلى ان روسيا وكازاخستان عقدتا معاهدة صداقة خالدة وهي معاهدة يتيمة في العالم. ومما دفعهما إلى تخليد الصداقة ان خط الحدود الروسية الكازاخية يمتد لمسافة 7.5 ألف كيلومتر، أي أنه أطول خط حدود برية في العالم يستحيل تأمينها بنشر قوات حراسة الحدود .لهذا فإن الرئيس نزاربايف طرح في بداية التسعينات فكرة تكامل أوراسي.والآن يشكل التحالف الكازاخي الروسي محور جميع مسيرات التكامل في الساحة السوفيتية سابقا

 

خمسة إصلاحات للرئيس:

– تشكيل جهاز الدولة الحديث

– ضمان سيادة القانون

– التصنيع والنمو الاقتصادي

– تكوين أمة المستقبل المشترك

-الدولة الشفافة التي تخضع للرقابة.