تقارير عاجل

“داعش”..غياب مفعم بالحضور فى قمة العشرين

طغى على قمة زعماء مجموعة العشرين في أنطاليا التركية أمس، ملفا محاربة «داعش» والأزمة السورية، وذلك في أعقاب صدمة مجزرة باريس نهاية الأسبوع الماضي.ولفتت على هامش القمة المحادثات «غير الرسمية» بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، فيما أكد الأول خلال لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان أولوية محاربة «داعش» وإنهاء الظروف التي أدت إلى ظهوره.

اللقاءات الثنائية
وتختتم  قمة العشرين أعمالها اليوم الاثنين بمدينة أنطاليا التركية، وشهدت القمة أمس عددا من اللقاءات الرسمية الثنائية بين زعماء الدول الأعضاء بالمجموعة. كما جرت لقاءات خلف أبواب مغلقة قبيل انعقاد الجلسة الرئيسة للقمة. وجاء في التسريبات أنها ركزت على تفاصيل سبل مكافحة “الإرهاب” العالمي ومواجهة تداعيات ظاهرة اللجوء إلى أوروبا.
ووفق مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين، تدين القمة ما وصفتها بالاعتداءات الشنيعة التي شهدتها باريس. وتدعو إلى ضرورة مكافحة تمويل “الإرهاب” وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول بهذا الشأن.

كما تنقل مسودة البيان الختامي لقمة العشرين قلق الدول من التدفق المتصاعد “للإرهابيين” الأجانب، مشددة على أن “الإرهاب” لا يمكن أن يكون مرتبطا بأي ديانة أو جنسية أو عرق. وتحث المسودة على ضرورة تعزيز أمن الحدود وسلامة الطيران.

أزمة اللاجئين

وبشأن أزمة اللجوء، أشارت المسودة إلى ضرورة معالجة هذه المشكلة العالمية والتعامل معها بطريقة منظمة وشاملة. كما حثت جميع الدول على التعاون فيما بينها لمواجهة الأزمة عبر تقاسم عبء استقبال اللاجئين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم. ودعت الدول إلى زيادة تمويل المنظمات التي تعمل لإغاثة اللاجئين.

وعلى هامش تلك القمة، يعقد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اجتماعا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم. وفي هذا السياق، قال كاميرون في تصريحات صحفية أمس إنه سيدعو بوتين لتركيز الضربات الجوية الروسية في سوريا على تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار كاميرون إلى وجود خلافات مع موسكو لأسباب أهمها استهداف الطيران الحربي الروسي فصائل معارضة لنظام بشار الأسد ليس بينها تنظيم الدولة.

والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي في قمة مجموعة العشرين أمس، وتحدث الكرملين عن توافق بشأن الأهداف الإستراتيجية المتعلقة بمحاربة تنظيم الدولة، لكنّه أشار إلى اختلافات مازالت قائمة على الأساليب.

من جانب آخر، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيسين أقرّا بالحاجة إلى عملية انتقال سياسي يقودها السوريون، وتسبقها مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام، إضافة إلى وقف إطلاق النار.

كما سيلتقي أوباما رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بعد ظهر اليوم الاثنين، لبحث مواجهة تنظيم الدولة والقيام بجهد منسق بشأن العملية السياسية في سوريا.

جهود موحدة
وفي كلمتها بافتتاح قمة العشرين، قالت المستشارة الألمانية أمس إن مجموعة الدول صاحبة أكبر عشرين اقتصادا في العالم تقف موحدة لمواجهة أي تهديد من جانب من أسمتهم بالمتشددين.وأضافت ميركل “نحن هنا في قمة مجموعة العشرين نرسل رسالة قوية بأننا أقوى من أي شكل من أشكال الإرهاب”.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى تشكيل جبهة موحدة لمكافحة “الإرهاب” في أعقاب هجمات باريس التي وقعت يوم الجمعة الماضي.

وعبر المسؤول الصيني بكلمته، خلال غداء عمل لوزراء خارجية العشرين بأنطاليا أمس، عن رغبة بلاده بتشكيل قوات مشتركة لمكافحة “الإرهاب” للتعامل مع كل الظروف “دون ازدواجية بالمعايير” مع فسح المجال للأمم المتحدة بشكل كامل للقيام بدورها الرئيسي في مكافحة “الإرهاب”.

كما دعا وانغ يي إلى اعتبار الحرب ضد حركة تركستان الشرقية الإسلامية بمنطقة شنغيانغ – التي تقطنها أغلبية من المسلمين الإيغور بأقصى غرب الصين- “جزءا مهما” من الحرب الدولية على “الإرهاب”.

مركز دولي
وفي كلمة ألقاها بجلسة عشاء عمل بالقمة، أعلن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز اقتراح إنشاء مركز دولي لمكافحة “الإرهاب” تحت مظلة الأمم المتحدة, كما أعلن تبرع المملكة لهذا المركز بـ110 ملايين دولار. ودعا إلى الإسهامِ فيه لجعله مركزا دوليا لتبادل المعلومات وأبحاث “الإرهاب”.

وكانت قمة العشرين انطلقت في أنطاليا مساء أمس الأحد، واستهلها زعماء المجموعة بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحايا هجمات باريس، قبل أن يلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكلمة الافتتاحية التي ربط فيها بين هذه الهجمات وما يجري في سوريا.

وأكد الرئيس التركي أيضا أن على دول المجموعة أن تعزز تعاونها في مكافحة ما يسمى “الإرهاب” وأن تتصدى لهذه القضية بعزيمة وحزم، على حد تعبيره.

وقال أردوغان إن قمة أنطاليا تمثل نقطة تحول تاريخي في أعمال مجموعة العشرين، مشيرا إلى ارتباط وثيق بين قضايا الاقتصاد والأمن.

تباين النمو الاقتصادي
وتفيد مسودة بيان لمجموعة العشرين بأن قادة الاقتصادات الكبرى في العالم تعهدوا استخدام كل أدوات السياسة لمعالجة تباين النمو الاقتصادي.وفي إشارة إلى الأسواق المالية القلقة، سلط الزعماء الضوء على الحاجة إلى «الضــــبط الدقيق» لقرارات السياسة وتوصيل مضــــمونها بوضوح وفقاً للمسودة التي تصدر نسختها النهائية اليــوم. وتـــطرقوا إلى أزمة اللاجئين مشددين على ضرورة تقاسم العبء بين كل الدول وبوسائل من بيـــنها إعادة توطين اللاجئين وســائر أشكال المســـاعدة الإنسانية مع إبراز أهمية التوصل إلى حل سياسي.

ولم تتناول مسودة البيان في شكل مباشر الحرب على الإرهاب التي كانت موضوع وثيقة منفصلة لمجموعة العشرين. إلى ذلك قال الناطق باسم وزير الخزانة الأميركي جاك لو، إن الوزير أبلغ المسؤولين الصينيين أمس أنه سيدعم ضم العملة الصينية (اليوان) إلى سلة وحدة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي إذا استوفت معايير الصندوق. وأضاف إن لو التقى نائب رئيس الوزراء الصيني ووزير المال على هامش اجتماع زعماء مجموعة العشرين في تركيا.

ومن المتوقع أن يوافق صندوق النقد الدولي هذا الشهر على ضم اليوان لسلة احتياطاته النقدية البالغة قيمتها 280 بليون دولار. وستكون إضافة العملة الصينية للسلة نصراً ديبلوماسياً كبيراً لبكين في مساعيها لتدويل عملتها.
يُذكر أن مجموعة العشرين تمثل 90% من الاقتصاد العالمي، و80% من التجارة الدولية، وثلثي سكان العالم. وقد بدأت الدول الأعضاء في تنظيم اجتماعاتها على مستوى القادة، منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.