أبوظبي — تتجه أنظار عالم المال والسياسة الأسبوع المقبل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مع عودة قمة معهد ميلكن للشرق الأوسط وإفريقيا (MEA) إلى أبوظبي. تقام القمة من 3 إلى 6 ديسمبر 2025، في لحظة محورية للمنطقة، حيث تعمل جسراً بين أسواق المال الناضجة في الغرب وبين الإمكانات الهائلة للنمو في الجنوب العالمي.
وتحت شعار «التقدّم الهادف: تعزيز الشراكات المؤثّرة»، تأتي القمة ليس بوصفها مؤتمراً فحسب، بل منصة استراتيجية لتداول الأفكار ورأس المال. فهي تجمع نخبة مختارة من القادة القادرين على توجيه تريليونات الدولارات إلى قطاعات تصوغ مستقبل الاقتصاد العالمي: الذكاء الاصطناعي، انتقال الطاقة، الرعاية الصحية، والبنية التحتية.
لماذا تكتسب هذه القمة أهمية؟
تأتي قمة 2025 في أسبوع يشهد إعادة ضبط اقتصادية عالمية. فبينما يبحث المستثمرون الدوليون عن عوائد خارج الأسواق الغربية المُشبعة، برزت منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا (MEA) ليس فقط كمصدر للمال، بل كوجهة للابتكار.
تكمن أهمية القمة في قدرتها على «تحريك كامل هيكل رأس المال». إذ يركّز جدول أعمالها على سد الفجوة بين الطموح والواقع في الأسواق الناشئة، مع مناقشات محورية حول رؤية السعودية 2030، وتسريع الاستثمار في طموحات إفريقيا المناخية، واندماج دول مجلس التعاون الخليجي مع الأسواق الآسيوية. هنا يلتقي رأس المال السيادي برأس المال الجريء لمعالجة تحديات عالمية مثل الأمن الغذائي وصحة المرأة عبر الاستثمار المباشر.
قائمة القادة: تشكيلة مميزة من المتحدثين
يُعرف معهد ميلكن بقوة التأثير في جمع القادة، ونسخة 2025 في أبوظبي ليست استثناءً. إذ تضم مزيجاً من كبار الشخصيات الإقليمية ورواد التغيير العالميين.
من أبرز المتحدثين المتوقعين:
خالدون خليفة المبارك: العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة للاستثمار، وأحد الأسماء الرئيسية في رسم ملامح المشهد السيادي.
عمر سلطان العلماء: وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، والمتوقع أن يقود النقاشات حول انتقال المنطقة من النفط إلى الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
منصور إبراهيم المنصوري: رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، مع تركيز على تقاطعات الاستثمار مع الصحة العامة وطول العمر.
الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود: مؤسسة «Culture House»، وتمثّل موجة التحول الثقافي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية.
قادة ماليون ومبتكرون عالميون: من بينهم فلتروايف (أولوبينغا “GB” أغبولا) ولولو المالية، في إشارة إلى صعود شركات التكنولوجيا المالية والتجارة العابرة للحدود في منطقة MEA.
من يحضر القمة؟
كواليس قمة ميلكن غالباً ما تكون بنفس أهمية جلساتها. قائمة المشاركين للأسبوع المقبل تضم أسماء عالمية، جرى اختيارها بعناية لضمان تدفق الصفقات.
صناديق الثروة السيادية: ممثلو أكبر الصناديق في المنطقة (أديا، صندوق الاستثمارات العامة، مبادلة) الذين يعيدون رسم خريطة الاستثمار العالمي.
المستثمرون المؤسساتيون: قادة يديرون أكثر من 28 تريليون دولار تحت مظلة «المجلس الاستشاري لأسواق رأس المال العالمية».
المكاتب العائلية: رؤوس أموال خاصة تبحث عن فرص طويلة الأجل في سلاسل القيمة الزراعية الإفريقية والقطاع التكنولوجي في الشرق الأوسط.
صناع السياسات: وزراء وسفراء (بما فيهم ممثلون للاتحاد الأوروبي) يعملون على مواءمة الأنظمة مع احتياجات المستثمرين.
أسبوع حافل
تنطلق الفعاليات يوم الأربعاء 3 ديسمبر بجلسات خاصة حول تعبئة رأس المال لإفريقيا، تليها يومان من الموائد المستديرة والجلسات المكثّفة. وتشمل الموضوعات «صنّاع التغيير في العمل الخيري» و«مستقبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي»، مع تركيز واضح على الانتقال من الحوار إلى التنفيذ.
ومع استقبال أبوظبي لهؤلاء القادة الأسبوع المقبل، تتضح الرسالة: الشرق الأوسط لم يعد مجرد مشارك في الاقتصاد العالمي — بل أصبح المركز الذي يُموَّل فيه المستقبل.











