قرر لاكشمي ميتال، قطب صناعة الصلب هندي المولد الذي تصدر قوائم الأثرياء لعقود، مغادرة المملكة المتحدة بالتزامن مع استعداد حكومة حزب العمال لإقرار إصلاحات ضريبية جديدة تستهدف الأثرياء. وذكرت صحيفة “صنداي تايمز” أن ميتال، الذي تصدر قائمتها للأثرياء ثماني مرات (وهو رقم قياسي)، سيقسم وقته الآن بين سويسرا ودبي.
نهاية حقبة استمرت ثلاثة عقود في بريطانيا
كان ميتال شخصية بارزة في قطاع الأعمال والمجتمع البريطاني لأكثر من ثلاثين عاماً. وخلال هذه الفترة، استحوذ على بعض أغلى المنازل في لندن، واستثمر في نادي كرة القدم “كوينز بارك رينجرز”، وتبرع بأكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني لحزب العمال. ووصلت ثروته الشخصية ذروتها في عام 2008 لتبلغ 27.7 مليار جنيه إسترليني.
وأكدت مصادر مقربة من الملياردير أن قراره جاء في أعقاب تحرك حكومة العمال لإلغاء الوضع الضريبي لـ “غير المقيمين” (non-dom)، والذي كان يسمح للأجانب بدفع ضرائب في المملكة المتحدة على دخلهم المحلي فقط. وصرح أحد المستشارين المطلعين على قرار العائلة للصحيفة قائلاً: “لم تكن المشكلة في ضريبة الدخل أو أرباح رأس المال، بل كانت ضريبة الميراث هي القضية الأساسية. لا يستوعب الكثير من الأثرياء الأجانب لماذا يجب أن تخضع جميع أصولهم، أينما كانت في العالم، لضريبة الميراث التي تفرضها الخزانة البريطانية”.
يُذكر أن ضريبة الميراث في المملكة المتحدة يمكن أن تصل إلى 40%، مقارنة بـ 0% في دبي وإعفاءات في سويسرا.
الانتقال إلى دبي واستثمارات جديدة
يمتلك ميتال بالفعل سكناً في دبي، واشترى مؤخراً قطع أراضي مميزة في مشروع “شيفال بلان” في جزيرة نايا. ومن المقرر الانتهاء من هذا المشروع الفاخر في عام 2029. وقال أحد مستشاري العقارات: “لقد قفز ميتال واشترى خمسة من أفضل المواقع في المشروع، حيث تم تسويق كل موقع بسعر 25 مليون دولار… فقط مقابل الرمال”.
كما اشترى ميتال في وقت سابق من هذا العام قصراً بقيمة 200 مليون دولار في تلال الإمارات، وهو حي راقٍ يُعرف غالباً باسم “بيفرلي هيلز الشرق الأوسط”.
تسارع وتيرة نزوح الثروات
يُعد ميتال، الذي قدرت ثروته بـ 15.444 مليار جنيه إسترليني في قائمة “صنداي تايمز” لعام 2025، أكثر الأفراد ثراءً الذين يغادرون المملكة المتحدة وسط نزوح مستمر للمقيمين الأثرياء. وقد انتقلت شخصيات بارزة أخرى، بما في ذلك مؤسسو شركات تكنولوجيا، إلى دبي بسبب القلق من عدم اليقين الضريبي في المستقبل.
ويأتي هذا التحرك قبل أيام من إعلان وزيرة الخزانة راشيل ريفز عن ميزانيتها الثانية، حيث تضمنت ميزانيتها السابقة زيادات في ضريبة الأرباح الرأسمالية وتقليص الإعفاءات لرواد الأعمال.
الإرث والبصمة التجارية
ولد ميتال في راجاستان لعائلة تعمل في صناعة الصلب، وأسس أول مصنع له في إندونيسيا عام 1976، والذي تطور ليصبح “أرسيلور ميتال” (ArcelorMittal)، ثاني أكبر منتج للصلب في العالم حالياً.
على الرغم من مغادرته المملكة المتحدة، لا توجد خطط فورية لبيع عقاراته في حدائق قصر كنسينغتون، والتي تُقدر قيمتها مجتمعة بأكثر من 300 مليون جنيه إسترليني. ويتميز أكبرها، الملقب بـ “تاج ميتال”، برخام مستخرج من نفس المحجر الذي استُخدم لبناء تاج محل في الهند.
قطب صناعة الصلب لاكشمي ميتال يغادر المملكة المتحدة قبل فرض ضرائب مقترحة على فاحشي الثراء










