تسلّم الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، اليوم جائزة “شخصية العام التنفيذية في قطاع الطاقة لعام 2021”.
والجائزة مقدمة من من مؤسسة “إنرجي إنتليجنس” التي تعد أهم جائزة في قطاع الطاقة
وتعكس هذه الجائزة ريادة دولة الإمارات ورؤيتها المستقبلية لقطاع الطاقة ونهجها في تنويع مصادر الطاقة وخلق فرص اقتصادية في هذه المجالات.
وفي كلمته خلال تسلم الجائزة عن بُعد في “منتدى إنرجي إنتليجنس”، ثمّن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر عالياً دعم القيادة الرشيدة في دولة الإمارات ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
كما ثمّن رؤية ودعم المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية في أبوظبي، ومجلس إدارة أدنوك، وتوجيهات اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة أدنوك برئاسة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: “إن الحصول على هذه الجائزة لم يكن ليتحقق، لولا الرؤية والدعم والمساندة الدائمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ..فهو الداعم الأول لكل ما حققته من إنجازات، سواءً في أدنوك أو خارج أدنوك في مختلف المهام الأخرى”.
وتابع: “وهو من جعلني أؤمن بأنه لا وجود للمستحيل في رحلة النجاح .. فهو القدوة ومصدر الإلهام بحكمته ورؤيته الثاقبة ..وعندما تشتد التحديات والمصاعب، فإنه نِعمَ الداعم والمُعين”.
وأضاف: “كما أدين بالفضل لأسرتي التي رافقتني ودعمتني طوال مسيرتي ..ولا يفوتني أن أثمّن دوركم، زملائي الكرام في قطاع الطاقة، فقد دعمتموني بأفكاركم ونصائحكم البنّاءة في مختلف الأوقات، ولكم مني كل الشكر ..كما أقدّر الجهود المخلصة والدؤوبة لزملائي في العمل، وكذلك دعم شركائنا في مجالات وقطاعات الأعمال ..هذه الجائزة هي نتاج جهد وعمل جماعي، ودليل على أن النجاح أساسه التعاون والشراكة”.
وشكر الجابر، مؤسسة “إنرجي إنتليجنس” التي تنظم الجائزة على دورها البارز في توسيع آفاق المعرفة بقطاع الطاقة.
وفي إطار الحديث عن تجربته الشخصية ومسيرته المهنية، أشار الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى فضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في توفير الفرص لمواطني الدولة لتحقيق طموحاتهم.
وقال: “منذ صغري، كنت أتمنى أن أصبح مهندساً، وكنت أحلم بالعمل لدى شركة أدنوك .. ومن خلال نشأتي في دولة أسس بنيانها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، استطعت تحقيق هذا الحلم، فقد أرسى ركائز صلبة لوطن يشارك خيراته مع جميع أبنائه ويحفزهم لإطلاق كامل طاقاتهم”.
وتابع: “وكان والدي من الجيل الأول الذي شهد تأسيس الدولة، وكان يشجعني على الاجتهاد وبذل أقصى ما في وسعي لتحقيق أحلامي، والأهم من ذلك، أنه غرس في نفسي حب الوطن، وأن أترجم حب الوطن والقيادة من خلال العمل والإنجاز والإنتاجية”.
وأضاف: “هذه القيم قادت طريقي في كل لحظة من حياتي، وإذا كان هناك شيء يمكنني تقديمه اليوم لأرد جزءاً بسيطاً من فضل وطني، فهي تلك الدروس المهمة التي تعلمتها طوال مسيرتي المهنية وأود مشاركتها مع أبنائي، ومع الأجيال القادمة”.
وتابع: “ومن هذه الدروس، أن العمل المتميز أساسه الاجتهاد والمثابرة، وأن المثابرة ثمرتها النجاح ..فكل التعب الذي تبذله في عملك، يمكن أن تنساه بسهولة إذا تذكرت أنك تعمل لتصنع الفرق وتحقق النتائج والتأثير المطلوب”.
وأشادت مؤسسة “إنرجي إنتليجنس” في بيان منح الجائزة بالدور الذي قام به الدكتور سلطان بن أحمد الجابر في تنفيذ النقلة النوعية وعمليات التحديث والتطوير التي تشهدها أدنوك كنموذج لتطوير شركات النفط الوطنية.
وتم اختيار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر للفوز بالجائزة من قبل الرؤساء التنفيذيين لكبريات شركات الطاقة حول العالم.
وأوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر، أن قطاع الطاقة شهد تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى وجوب تحلي القطاع بالمرونة والتكيف مع ظروف السوق لضمان استمرارية الأعمال في المستقبل.
وقال: “لقد بدأ تغير المناخ بإعادة رسم الملامح الجوهرية للمشهد الجيوسياسي والاقتصادي والسياسات الخاصة بمنظومة الطاقة ..ونشأت مصادر جديدة تعيد لمزيج الطاقة توازنه ..وظهرت تقنيات حديثة تغيّر من أنماط العمل المعهودة ..وفي ظل هذه التغيّرات، يجب أن نتحلى بالمرونة لضمان استمرارية أعمالنا في المستقبل ..وعلينا مواصلة الاستثمار في أعمالنا الأساسية لمواكبة الطلب المتزايد ..ولابد أن نقوم بذلك كله، فيما يسعى العالم للتعافي من جائحة كوفيد-19، وهذا يجعل الدور الذي يقوم به المسؤول في قطاع الطاقة في الوقت الحالي أكثر صعوبة من أي وقت مضى”.
واستعرض الدكتور سلطان بن أحمد الجابر في كلمته كيف قادته مسيرته المهنية إلى تنفيذ رؤية القيادة بتأسيس شركة “مصدر” من خلال الرؤية الاستشرافية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال: “في عام 2006، اعتقد حينها البعض أن إطلاق “مصدر” كان خطوة غريبة بالنسبة لدولة رائدة في إنتاج النفط ..ولكن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كان يدرك إلى أين يتجه العالم، وأراد برؤيته الاستشرافية أن يكون سبّاقاً في هذا التوجه”.
وتابع: “ورأى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة هو خطوة طبيعية ومنطقية ضمن دور دولة الإمارات لتعزيز ريادتها العالمية في مجال الطاقة، وفرصة لبناء شراكات نوعية، واكتساب المعرفة والمهارات، وتوفير فرص عمل جديدة”.
وأشار إلى أن دولة الإمارات واصلت منذ ذلك الحين ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث أصبح لديها 3 من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم، إضافةً إلى مجموعة من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية تصل قدرتها الإنتاجية الإجمالية إلى 13 جيجاواط في أكثر من 30 دولة في خمس قارات.
وحول النقلة النوعية التي تشهدها أدنوك، أشار الجابر إلى التحديات التي كانت تشهدها الأسواق قبل نحو خمسة أعوام، وقدم لمحة عن رؤية وتحفيز القيادة الرشيدة في توجيه النقلة النوعية للشركة.
وقال: “كانت رؤية القيادة الرشيدة بأن هذه التحديات تتيح فرصة من الضروري استثمارها، فرصة لإحداث نقلة نوعية في شركتنا الوطنية للنفط أدنوك. وكان تركيزنا على الارتقاء بالأداء، وتعزيز العائد الاقتصادي والربحية، ورفع الكفاءة، وتطبيق أحدث التقنيات في كل جوانب الأعمال، والالتزام بأفضل معايير الصحة والسلامة والبيئة في كل أعمالنا”.
وأضاف: “أن الكوادر البشرية كانت دائماً في صميم استراتيجية أدنوك، وسيكونوا دائماً أثمن الأصول في أي شركة”.
وخلال كلمته، دعا الدكتور سلطان بن أحمد الجابر قطاع النفط والغاز لاغتنام الفرص التي يوفرها التحول في قطاع الطاقة، مسلطاً الضوء على الخطوات التي تتخذها أدنوك في هذا الصدد.
وقال: “علينا ترجمة هذا التحول في قطاع الطاقة إلى فرصة فريدة لتحقيق النمو ..فرصة بدأت أدنوك في ترجمتها من خلال استمرار النمو والتوسع، إضافة إلى الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة الخالية من الكربون، مثل الهيدروجين ..فرصة جعلت من تقنيات التقاط الكربون حلاً مجدياً في أعمالنا ..فرصة تضيف ميزة تنافسية لمنتجي النفط الأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون في العالم”.
وأضاف: “في الوقت ذاته، يجب أن نتذكر أن التحوّل في قطاع الطاقة لن يكون فورياً وأنه يتطلب مزيجاً متنوعاً من مصادر الطاقة التي نوفرها، وأن دور النفط والغاز مستمر لفترة طويلة ..لقد ساهم قطاع النفط والغاز في دعم وتمكين أكبر ازدهار شهده العالم. واليوم، يقتضي واجبنا الاستمرار في توفير الطاقة لتمكين المزيد من الازدهار، باستخدام مصادر الطاقة الأقل كثافة في انبعاثات الكربون”.
وفي ختام كلمته، وجه الدكتور سلطان بن أحمد الجابر دعوة مفتوحة للتعاون والعمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم لتحويل الفرص إلى واقع ملموس لإمداد العالم بالطاقة المستدامة.
ومنذ أن أصبح الدكتور سلطان أحمد الجابر رئيساً تنفيذياً لأدنوك ومجموعة شركاتها في 2016، قامت الشركة بتوحيد أعمالها وتوحيد هويتها المؤسسية، وزيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام لأكثر من 4 ملايين برميل يومياً، وشرعت في توسعة كبيرة لعملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات، وأتمت تنفيذ عمليتي اكتتاب ناجحتين على أسهم شركتي “أدنوك للتوزيع” و”أدنوك للحفر”، وأطلقت العقود الآجلة لخام مربان في بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة، واختتمت الجولتين الأولى والثانية من مزايدات أبوظبي التنافسية لإصدار تراخيص لمناطق جديدة لاستكشاف النفط والغاز، وأطلقت جهود استثمار الموارد الهيدروكربونية غير التقليدية في دولة الإمارات، وأنجزت العديد من صفقات الاستثمار في أصول البنية التحتية والشراكات الاستراتيجية، واستقطبت استثمارات أجنبية مباشرة لدولة الإمارات بأكثر من 236.7 مليار درهم (64.5 مليار دولار أمريكي)، ووضعت استراتيجية شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات، ودمجت التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في عملياتها، وغيرها من الإنجازات البارزة الأخرى.
ويوفر “منتدى إنرجي إنتليجنس” منصة لصناع القرار وقادة الفكر والمبتكرين والخبراء من قطاعات الطاقة والتمويل والسياسة والأعمال للحوار ومناقشة وتطوير حلول مستدامة لتحديات الطاقة في القرن الحادي والعشرين.
وتقام دورة هذا العام من المنتدى افتراضياً في الفترة من 4 إلى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وتستكشف الفرص والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة خاصة مع بدء تعافي الاقتصادات العالمية من جائحة فيروس كورونا.