صوت حاملو الأسهم، اليوم الإثنين، بشركة بي إس إيه الفرنسية، لصالح الاندماج مع شركة فيات-كرايسلر الإيطالية-الأمريكية لصناعة السيارات.
وقالت الشركة في بيان بعد الاجتماع، الذي أجري عبر شبكة الإنترنت بسبب القيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، إن الاندماج المقترح حظي بموافقة أغلبية كبيرة.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة كارلوس تافاريس، الذي سوف يقود الكيان الجديد” نحن على استعداد لهذا الاندماج”، وأضاف” هذه لحظة تاريخية” متعهدا بالاعلان عن موعد الاندماج قريبا.
ويأتي اجتماع حاملي الأسهم اليوم بعد موافقة هيئات مراقبة المنافسة التابعة للاتحاد الأوروبي على الصفقة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومن شأن هذا الاندماج تشكيل أكبر رابع شركة لصناعة السيارات في العالم، وسوف يتم إطلاق اسم ” ستيلانتيس” عليها.
وكانت شركتا بي اس ايه وفيات-كرايسلر قد قررا الاندماج في ديسمبر/كانون الأول 2019. ووفقا لمعلومات أولية، يجب إتمام الصفقة بحلول نهاية مارس/آذار المقبل على أقصى تقدير.
وقبل جائحة كورونا، بلغت مبيعات فيات كرايسلر وبي اس ايه نحو 8.7 ملايين سيارة سنويا، وبلغ حجم تعاملاتهما 170 مليار يورو (209 مليار دولار).
اندماج للبقاء
وقال جوليانو نوتشي أستاذ الإستراتيجيات في “ميلان بيزنس سكول” في ميلانو، إن “هذا الاندماج هو مسألة بقاء لمجموعتي فيات وبي اس ايه ،مشيرا إلى “التحديات التكنولوجية والاستراتيجية الهائلة” التي يواجهها التحالفان بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية التي أحدثها الوباء.
وسيسمح الاندماج لشركة “فيات-كرايسلر” بتعزيز وجودها في أوروبا واستعادة المجموعة الفرنسية موطئ قدم لها في الولايات المتحدة.
وستحتل مجموعة “ستيلانتس” المرتبة الرابعة عالميا من حيث الحجم في قطاع صناعة السيارات خلف ثلاث شركات منافسة هي “فولكسفاجن” و”رينو-نيسان-ميتسوبيشي” و”تويوتا”، والمرتبة الثالثة من حيث الإيرادات مع قوة عاملة يزيد حجمها عن 400 ألف شخص.
وستجمع المجموعة الجديدة مصنعين مثل “بيجو” و”ستروين” و”فيات” و”كرايسلر” و”جيب” و”ألفا روميو” و”مازيراتي” على أن تستمر كل منها تحت أسماء العلامات التجارية الخاصة بها.
وتتوقع “بي اس ايه” و”فيات” أن يسمح الاندماج لهما بتحقيق عائدات بمليارات اليوروهات سنويا.
وكانت المفوضية الأوروبية قلقة من احتمال تأثير الاندماج على المنافسة في سوق الشاحنات الصغيرة في أوروبا بحيث تمثل المجموعتان معا 34% من حصة السوق.
ومن أجل تهدئة تلك المخاوف، قالت المفوضية إن “بي اس ايه” ستواصل اتفاقها مع “تويوتا” لتصنيع شاحنات من هذا النوع وبيعها تحت العلامة التجارية اليابانية في أوروبا.
وأدت الاضطرابات التي أحدثها كوفيد-19 ومنها توقف التصنيع لأسابيع عدة في النصف الأول من العام 2020، إلى إجبار “بي اس ايه ” و”فيات كرايسلر” على تغيير شروط ارتباطهما من أجل ضمان استمرار اندماجهما بطريقة متساوية من ناحية الحصص.
وقد وافقت “فيات كرايسلر” على خفض الأرباح الاستثنائية لتوزيعها على مساهميها فيما وافقت “بي اس ايه” على تقاسم حصتها البالغة 46% في شركة “فوريسيا” الفرنسية لمعدات السيارات بين جميع المساهمين في المجموعة الجديدة بدلا من تقاسمها بين مساهميها وحدهم كما كان متفقا عليه في السابق.
وحتى الآن، أظهرت الشركتان قدرة نسبية على الصمود في مواجهة الوباء.
وسجلت “فيات كرايسلر” أرباحا صافية بلغت 1,2 مليار يورو في الربع الثالث من العام مقارنة بخسائر مقدارها 1,04 مليار يورو في الربع الثاني عندما كان معظم العالم تحت الإغلاق.
وتراجعت مبيعات مجموعة “بي اس آ” ب589 ألف سيارة في الربع الثالث من 2020، لكنها باعتها في مقابل أسعار أعلى كجزء من إستراتيجية لزيادة الربحية والتدفقات النقدية التي عززت معدل المبيعات بنسبة 1,2 في المئة.