تقارير

بعد 178 عاماً من العمل.. كيف وصلت “توماس كوك” إلى إعلان إفلاسها ؟

أعلنت شركة الرحلات البريطانية “توماس كوك” أنها دخلت في تصفية إلزامية مع التنفيذ الفوري لذلك، عقب فشل مفاوضات الإنقاذ المالي.

“التصفية الإلزامية”

وذكرت “توماس كوك” التي تعمل منذ 178 عاماً، في بيان أمس الأحد، أنه تم تقديم طلب إلى المحكمة العليا من أجل التصفية الإلزامية للشركة قبل بدء تعاملات اليوم، وأن الطلب تمت الموافقة عليه من أجل تعيين الحارس القضائي الرسمي كمأمور لتصفية الشركة.

“اعتذار” 

واعتذر بيتر فانهاوسر الرئيس التنفيذي لـ”توماس كوك” من الموظفين والعملاء والموردين والشركاء، قائلاً: “يعد ذلك يوماً بالغ الحزن للشركة التي كانت رائدة لبرامج الرحلات/ وجعلت السفر أمراً ممكناً لملايين الأفراد حول العالم”.

“فنادق ومنتجعات”

وتدير “توماس كوك” فنادق ومنتجعات وخطوطاً جوية لـ19 مليون شخص سنوياً داخل 16 دولة، وتوظف 21 ألف شخص.

“رحلات” 

ومع إفلاس الشركة فإنه يوجد 160 ألف مسافر بريطاني معلقين نتيجة إلغاء رحلاتهم.

و تدخلت الحكومة البريطانية وأطلقت عمليات ضخمة لإعادة المسافرين إلى أوطانهم.

“خطة إنقاذ”

وعلق بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني على خبر الإفلاس بأن الحكومة رفضت خطة إنقاذ “توماس كوك” بقيمة 150 مليون إسترليني (187 مليون دولار) لأن تنفيذ ذلك سيكون بمثابة إرساء لمخاطر أخلاقية.

وأضاف جونسون: “الموقف صعب للغاية ونشاطر عملاء توماس كوك في مشاعرهم، ونعد ببذل قصارى جهدنا من أجل إعادتهم إلى منزلهم”.

“تراكم الديون”

وتراكمت الديون على “توماس كوك” حتى وصلت إلى 2.1 مليار دولار، ومنعتها تلك الديون من الاستجابة إلى المنافسة الإلكترونية التي انتشرت مؤخراً.

ومع تراكم الديون على مدى السنوات نتيجة الصفقات في الأوقات الخاطئة؛ فإن الشركة لم يكن أمامها سوى تأمين 3 ملايين رحلة سنوية فقط لتأمين مدفوعات الفوائد لديها، وهو الأمر الذي صعب تنفيذه.

وسجلت أسهم “توماس كوك”، التي تدهورت في الأشهر الأخيرة، مزيداً من التراجع في بورصة لندن الجمعة الماضي. وخسر سهم الشركة 20% من قيمته ليسجل 3.6 بنسات قبيل الإغلاق.

“الحكومة البريطانية”

وقد تضطر الحكومة البريطانية إلى استئجار طائرات لإعادة مواطنيها إلى البلاد. ويتوجب تنظيم إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين مع الشركة حول العالم، بينهم 150 ألف سائح بريطاني.

وقالت الحكومة البريطانية “من المحتم أن يحدث بعض الاضطراب بسبب ضخامة الوضع، لكن هيئة الطيران المدني ستحاول إعادة الناس للوطن في أقرب وقت ممكن لتواريخ عودتهم المقررة” في الأصل، بحسب وكالة رويترز.

وأطلقت هيئة الطيران المدني البريطانية موقعا خاصا يمكن للمتضررين أن يجدوا عليه تفاصيل الرحلات الجوية والمعلومات الخاصة بها، أما الزبائن الذين لم يسافروا من بريطانيا فسيتعين وضع ترتيبات بديلة لهم، بينما ستتولى شركات التأمين في ألمانيا، التي تعد سوقا رائجة لزبائن توماس كوك، تنسيق الترتيبات.

“مصير الموظفين” 

كما يثير هذا الإعلان تساؤلات حول مصير 22 ألف موظف يعملون لدى توماس كوك في جميع أنحاء العالم، بينهم تسعة آلاف في بريطانيا.

وتعاني توماس كوك، التي تأسست عام 1841 وكانت تنظم رحلة قطار ليوم واحد في إنجلترا، على مدى السنوات القليلة الماضية تراجعاً في الأرباح لأسباب مختلفة.

“الديون”

ففي مايو الماضي، أعلنت الشركة أن ديونها الصافية بلغت 1.25 مليار استرليني، وحذرت من أن حالة عدم اليقين السياسي المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدت إلى تراجع الطلب على الإجازات الصيفية.

وظل مسؤولو الشركة البالغ عمرها 178 عامًا في مفاوضات مع المقرضين خلال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة للحصول على التمويل الإضافي والتوصل لاتفاق بشأن الديون المتراكمة، لكن لم تكلل هذه الجهود بالنجاح في النهاية.

“إعلان الإفلاس”

ومع فشل محاولات جذب التمويل اللازم، انتهى الأمر بإعلان الشركة إفلاسها اليوم الإثنين، وتم إلغاء جميع الرحلات والحجوزات المقررة، وقالت الحكومة البريطانية إنها ستعمل على إعادة جميع المسافرين البريطانيين من عملاء “توماس كوك” خلال الأسبوعين المقبلين دون تكلفة.

“ضربة قاسية لقطاع السياحة” 

ويُشكل إفلاس “توماس كوك” ضربة قاسية لقطاع السياحة الأوروبي.

“استحواذ”

وتقدمت شركة “فوسون توريزم” الصينية بخطة إنقاذ قيمتها 1.1 مليار دولار للاستحواذ على أعمال “توماس كوك” للسياحة وحصة أقلية في شركة الطيران التابعة لها، لكن مجموعة من المستشارين الماليين التابعين للمقرضين قالوا الأسبوع الماضي إن الشركة بحاجة إلى 250 مليون دولار إضافية.