اخبار

10 % حصة الطاقة المتجددة بالإمارات في 2017

سخان شمسي

رسخت دولة الإمارات مكانتها الريادية العالمية في قطاع الطاقة المتجددة خلال العام الجاري، وواصلت تنفيذ مشاريعها النوعية داخلياً، استعدادا لرفع نصيب الطاقة المتجددة إلى 10 % من مزيج الطاقة العام المقبل، وقبل نحو 4 سنوات من الخطة المعلنة سابقاً.

وشهد العام الجاري قفزة كبيرة في مشروع مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية بدبي، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في المنطقة، بإنجاز غالبية مشاريع مرحلته الثانية، التي سيتم تشغيلها أبريل المقبل، إضافة إلى توقيع اتفاقية المرحلة الثالثة، التي سترفع القدرة الإنتاجية للمجمع إلى ألف ميغاواط بحلول عام 2020، ونحو 5 آلاف ميغاواط 2030.

ونجحت هيئة كهرباء ومياه دبي في الحصول على سعر تنافسي عالمي، قدره 2.99 سنت من الدولار لكل كيلوواط/‏‏‏‏‏ساعة، للمرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم، ما عكس ثقة المستثمرين العالميين في دبي، وفي الهيئة.

إضافة إلى الشفافية التي تتعامل بها في جميع مشروعاتها، والمركز المالي القوي الذي تتمتع به. ووقعت الهيئة اتفاقية ‬شراء ‬الطاقة ‬مع ‬شركة ‬أبوظبي ‬لطاقة ‬المستقبل «‬مصدر» ‬للمرحلة ‬الثالثة ‬من ‬مجمع ‬محمد ‬بن ‬راشد ‬آل ‬مكتوم ‬للطاقة ‬الشمسية بقدرة ‬800 ‬ميغاوات ‬بنظام ‬المنتج ‬المستقل.

الطاقة الشمسية المركزة

وأعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) منتصف العام الجاري، عن إطلاق تقنية جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية بنظام الطاقة الشمسية المركزة، التي تستطيع إنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس، وهو أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم، على أن يبدأ على مراحل، تكون فيه المرحلة الأولى بطاقة إنتاجية 200 ميغاواط بحلول شهر أبريل 2021.

وتعد دبي أول مدينة في منطق الشرق الأوسط تطبق هذه التقنية التي تخفض مع المشروعات الصديقة للبيئة، نحو 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً.

وتمتاز هذه التقنية بإنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس، ويتألف المشروع من محطة الطاقة الشمسية المركزة، تضم آلاف المرايا العاكسة المصفوفة في خطوط دائرية حول برج مركزي يستقبل انعكاس الإشعاعات عبر المرايا، التي تتبع حركة الشمس، ويتم تركيز الأشعة في اتجاه وحدة استقبال مركزية، تسخّن سائلاً حرارياً ينقل الحرارة إلى مولد بخاري، يولد الكهرباء.

ويستغرق توليد الكهرباء بالتقنية الجديدة من ثماني إلى 12 ساعة يومياً، وفي بعض الأيام، سيكون التوليد على مدار اليوم كاملاً، الأمر الذي يسهم في رفع كفاءة وفعالية الإنتاج بصورة تتناسب مع احتياجات شبكة الكهرباء، وتوفر إمدادات مستدامة من الطاقة، وهو أمر يخدم مسيرة التنمية في الإمارة، ويحقق سعادة المجتمع، كما يساعد إمارة دبي على أن تكون الأقل في البصمة الكربونية عالمياً بحلول عام 2050.

ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى توفير 7 % من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25 % بحلول عام 2030، و75 % بحلول عام 2050.

وتخطو الهيئة بثقة نحو تنويع مصادر الطاقة في الإمارة، لتشمل 61 % من الغاز، و25 % من الطاقة الشمسية، و7 % من الفحم النظيف، و7 % من الطاقة النووية بحلول عام 2030، على أن تتم الزيادة التدريجية في توظيف مصادر الطاقة النظيفة، ضمن المزيج، لتصل إلى 75 %، بحلول عام 2050.

محطة شمس

وحققت محطة شمس 1 أول محطة للطاقة الشمسية المركزة في منطقة الشرق الأوسط، إنجازاً كبيراً خلال العام الجاري، حيث ارتفاع إنتاجها بنسبة 2 % إلى 213 ميغاواط، مقارنة بالإنتاج المستهدف لعام 2015، البالغ 210 ميغاواط، وتزود هذه الطاقة نحو 20 ألف منزل في أبوظبي من احتياجاتها من الكهرباء.

وصمدت المحطة بقوة أمام العاصفة الشديدة التي ضربت أبوظبي خلال شهر مارس الماضي، وبلغت نسبة مقاومتها 99.9996 %، ما يؤكد قوة المحطة ومناعتها. حيث كانت سرعة رياح العاصفة في المنطقة الغربية مقر المحطة، ضعف سرعتها في مدينة أبوظبي، ووصلت إلى 130 كيلو متر في الساعة.

المشاريع الخارجية

وخلال العام الجاري، توسعت دولة الإمارات في نشر مشروعات الطاقة المتجددة في دول عديدة، كان أبرزها الأردن وموريتانيا، وأحرزت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، تقدماً كبيراً في عمليات تطويرها لأكبر مشروع طاقة شمسية في الأردن.

وذلك بالتوقيع على اتفاقية شراء الطاقة الخاصة بمحطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والبالغة قدرتها 200 ميغاواط. ومثلت هذه المحطة الجديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، نموذجاً ناجحاً لنشر مشاريع الطاقة المتجددة والمجدية تجارياً على مستوى المرافق الخدمية، والتي من شأنها تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة.

فضلاً عن تعزيز حصة الطاقة المتجددة، ضمن المزيج العالمي للطاقة. وتسهم محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بقدرة 200 ميغـاواط، بزيادة محـفظة مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى المرافق الخدمية في الأردن.

مشروع دادجون

وشهد مشروع محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية، أكبر مشروع في العالم لطاقة الرياح، والتي تتملك شركة مصدر فيه نسبة 35 %، تطوراً كبيراً خلال العام الجاري، حيث تم الانتهاء من الترتيبات المالية اللازمة لتمويل مشروع المحطة بقيمة 1.3 مليار جنيه إسترليني، ومن المقرر تشغيل المحطة التي يجري إنشاؤها حالياً على بعد 32 كيلومتراً من ساحل مقاطعة «نورث نورفوك» شرقي إنجلترا منتصف العام المقبل، بطاقة إنتاجية تبلغ 402 ميغاواط.

مشاريع في 15 دولة

تمكنت شركة مصدر من إنتاج أكثر من 80 ميغاواط من الطاقة المتجددة من مشاريعها المنتشرة في 15 دولة، كما انتهت خلال العام الجاري من مشاريعها في 11 دولة وجزيرة بالمحيط الهادي، إضافة إلى مشاريع أخرى في المملكة المتحدة وإسبانيا والمغرب ومصر وسلطنة عمان والأردن وموريتانيا وسيشيل، إضافة إلى مشاريع في أبوظبي.

«مصدر» ضمن أهم شركات القطاع في العالم

أكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر على الإنجازات التي شهدها قطاع الطاقة المتجددة، وشركة مصدر خلال العام الجاري داخلياً وخارجياً، لافتاً إلى أن فوز الائتلاف الذي قادته مصدر لتنفيذ المرحلة الثالثة من مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل لها مفخرة كبيرة.

حيث أصبحت شركة مصدر اليوم واحدة من أهم شركات الطاقة المتجددة في العالم، التي ركزت في عملها على ثلاث استراتيجيات، تشمل الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، الاستدامة وبناء مدن مستدامة، الاستثمار في قادة المستقبل عبر معهد مصدر والتركيز على تطوير تكنولوجيا المستقبل.

وأكد أن لدى الشركة خطة لمضاعفة استثماراتها، وكذلك مضاعفة طاقتها ثلاث مرات إلى 5.1 غيغاوات خلال السنوات الخمس المقبلة، وتركز على مناطق استثمارية جديدة، تشمل الصين والهند وأميركا وأستراليا، كما تكثف مشاريع أفريقيا.

نقلة نوعية

وشدد خالد بالليث مدير إدارة المشاريع الخاصة على النقلة النوعية التي حققتها مشاريع مصدر في مختلف دول العالم، لافتاً إلى أن وحدة المشاريع الخاصة في «مصدر»، قامت بتنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة في المجتمعات الريفية النائية في غالبية أنحاء العالم، في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد.

وأكد بدر اللمكي، المدير التنفيذي لوحدة الطاقة النظيفة في «مصدر»، على أن قطاع الطاقة المتجددة ينمو بقوة في الإمارات بفضل شركة مصدر، مشيراً إلى أن الشركة اكتسبت على مدى السنوات العشر الماضية، خبرة تشغيلية هامة، أثبتت قدرتها على تقديم مشاريع طموحة وصعبة من الناحية التقنية، وفقاً للخطة الموضوعة، وفي الموعد المحدد، بما في ذلك مشاريع طاقة الرياح. ونوه بأن الشركة قادرة على مضاعفة استثماراتها في قطاع الطاقة المتجددة.

80 %

يبلغ حجم استثمارات شركة مصدر نحو 10 مليارات درهم (2,7 مليار دولار) من إجمالي قيمة مشاريع تتجاوز 31.2 مليار درهم (8.5 مليارات دولار). وأنجزت مصدر بالتعاون مع شركاء استراتيجيين محليين ودوليين، مشاريع عدة ساهمت في توفير 1.7 غيغاواط من الكهرباء النظيفة.

وتنتشر 80% من مشاريع الشركة في مختلف دول العالم، ونحو 20% داخل الإمارات، وتدرس الشركة حالياً تنفيذ عدد جديد من المشاريع في أبوظبي ودبي. ونافست مصدر خلال العام الجاري على عدد من المناقصات لتنفيذ مشاريع جديدة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتي قد تسهم في توفير 4 غيغاواط من الطاقة النظيفة. وشهدت «مصدر» منذ تأسيسها وعلى مدار عشر سنوات نمواً كبيراً وعززت من مكانتها كشركة رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة.

430

يقترب عدد الشركات الدولية المرخصة والعاملة في المنطقة الاستثمارية الحرة لشركة مصدر «حرة مصدر» بنهاية العام الجاري من 430 شركة. وزاد عدد الشركات في حرة مصدر هذا العام بنسبة 30%، وتتوقع المنطقة أن يقفز عدد الشركات العاملة فيها إلى 560 شركة العام المقبل.

علماً بأن 75% على الأقل من الشركات المتواجدة في المدينة شركات أجنبية. وأسست مصدر منطقتها الاستثمارية الحرة لمساعدة الشركات الدولية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والشركات الناشئة ورواد الأعمال على تحقيق النمو والازدهار في بيئة تعاونية تجمع بين الأعمال التجارية والبحث والمعرفة.

وتقدم المنطقة الاستثمارية الحرة فرصاً استثمارية مغرية للمستثمرين والمطورين، حيث يمكنهم شراء أو استئجار أراض (ضمن عقود مساطحة) لتطوير مشاريع سكنية وتجارية ومدارس ومنافذ البيع بالتجزئة ومنشآت صناعات خفيفة ومرافق البحث والتطوير وفنادق.

7

أعدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) بالتعاون مع وزارة الخارجية ومعهد مصدر خارطة الإمارات للطاقة المتجددة حتى عام 2030. واستندت الخارطة إلى دراسة متعمقة خلصت إلى أنه بإمكان الإمارات رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 10% من إجمالي إمدادات الطاقة في الدولة ما سيمكنها من توفير ما يقرب من 1.9 مليار دولار (7 مليارات درهم) سنوياً بحلول العام 2030.

وشددت على أن الطاقة المتجددة خيار استراتيجي للإمارات يفوق في مزاياه طاقة الوقود الأحفوري والغاز، مشيرة إلى أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في قطاع الطاقة المتجددة وأن مشاريع أبوظبي ودبي ستمكن الدولة من مضاعفة حصة الطاقة المتجددة في الإمارات بحلول عام 2017 وذلك قبل موعدها بنحو 13 عاماً (2030). وارتفعت حصة الطاقة المتجددة عالمياً خلال العام الماضي إلى 18%، وستواصل ارتفاعها لتصل إلى 36% بحلول عام 2030.

202

ساهمت مشاريع ومبادرات وأعمال الفائزين والمرشحين النهائيين لجائزة زايد لطاقة المستقبل على مدار دوراتها الثماني في تحسين حياة أكثر من 202 مليون شخص حول العالم. ومكنت مشاريع الجائزة 63 مليون شخص من الوصول إلى الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة، ووفرت لنحو 21 مليون إنسان في أفريقيا وآسيا الحصول على إمدادات آمنة من الطاقة النظيفة، ومكنت 14 مليون طفل على استكمال الدراسة ليلاً على ضوء مصابيح الطاقة الشمسية.

إضافة إلى توفير المياه الصالحة للشرب لما يقرب من 7 ملايين شخص، وخفضت الانبعاثات الكربونية بمقدار 887 مليون طن، كما وفرت 65 مليون ميغاواط ساعي من الطاقة الكهربائية من خلال منتجات وخدمات توفير الطاقة، وزودت 280 ألف امرأة في المناطق الفقيرة بمواقد طهي نظيفة وصديقة للبيئة. وتلقت الجائزة أكثر من 8500 من الترشيحات وطلبات المشاركة من نحو 100 دولة حول العالم خلال دوراتها الثماني بمعدل نمو سنوي يقارب 40%.