صادقت الحكومة الإيرانية على تغيير العملة الإيرانية من الريال إلى التومان، ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه البلاد من مشاكل اقتصادية في ظل العقوبات الأمريكية أدت إلى تراجع عملتها.
كذلك قررت الحكومة الإيرانية حذف أربعة أصفار من عملتها الوطنية، التي تراجعت بنحو 200% أمام الدولار في السوق السوداء (الموازية) منذ بداية 2018، وفقا لبيانات موقع Bonbast، المختص في متابعة العملة الإيرانية.
تغير العملة من الريال الى التومان
قرار الحكومة الإيرانية بحاجة الآن إلى مصادقة البرلمان ولجنة صيانة الدستور ومن ثم الرئيس حسن روحاني ليصبح رسميا.
وكشفت وكالة “فارس” للأنباء في أبريل الماضي أن اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء الإيراني تدرس مقترح تغيير العملة إلى التومان، حينها ذكرت الوكالة، أن البنك المركزي الإيراني سيحدد فترة تحول تدريجي تبلغ 24 شهرا، بهدف سحب الأوراق النقدية القديمة واستبدالها بأوراق نقدية جديدة.
حذف 4 أصفار
تستهدف إيران عبر حذف الأصفار الأربعة، تسهيل وإعادة دور أدوات الدفع في التعاملات النقدية المحلية، وتخفيض كلفة الطباعة ونشر العملة الورقية، واستمرارية جدوى النظام النقدي على مدى السنوات القادمة، إضافة إلى تسهيل صرف العملة الوطنية أمام العملات الدولية الأخرى.
هبوط العملة أمام الدولار
وشهدت العملة الإيرانية هبوطا حادا في سعر الصرف أمام الدولار الأمريكي، خلال العامين الماضيين، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع التضخم، وكذلك بسبب العقوبات الاقتصادية التي أعادتها الولايات المتحدة على طهران عقب انسحاب إدارة البيت الأبيض من الاتفاق النووي الإيراني.
التومان تسيطر على التبادلات الداخلية
قال رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية محمود واعظي، في تصريح نقله التلفزيون الإيراني: “تم إقرار حذف أربع أصفار من العملة الوطنية في البلاد وسوف يتم تبديل العملة الوطنية من الريال إلى التومان لأن التومان هو الرائج في التبادلات الداخلية”.
وأوضح واعظي، أن “رئيس البنك المركزي سيقوم بتقديم معلومات أكثر عن الموضوع”.
بدورها، قالت وكالة “فارس” الإيرانية، إن “هذا المقترح يهدف للحفاظ على فاعلية العملة الوطنية وتسهيل وتحديث أدوات المدفوعات النقدية في التعاملات المحلية، بجانب خفض تكاليف طبع الأوراق النقدية والحد من المشكلات الضخمة في التبادل اليومي، وأعباء عد العملة والمسكوكات النقدية وحمل المبالغ الكبيرة منها”.
هبوط العملة الإيرانية
شهدت العملة الإيرانية هبوطا حادا فى سعر الصرف أمام الدولار الأمريكي، خلال العامين الماضيين، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع التضخم، وكذلك بسبب العقوبات الاقتصادية التى أعادتها الولايات المتحدة على طهران عقب انسحاب إدارة البيت الأبيض من الاتفاق النووي الإيراني.
وقبل 3 أعوام كان الدولار الأميركي يساوي 37 ألف ريال إيراني، لكن العملة الإيرانية تدهورت بشكل كبير العام الماضي ليصبح الدولار الواحد يساوي 180 ألف ريال.
وسُجّل هذا التدهور الكبير في قيمة الريال الإيراني بعدما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العام الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران.
انكماش الاقتصاد بنسبة 6%
يساوي الدولار الواحد 120 ألف ريال في التعاملات الفردية، علما بأن سعر الصرف الرسمي هو 42 ألف ريال للدولار الواحد.
ويعني ذلك أن من لا يحمل بطاقة مصرفية عليه أن يتخلّى عمليا عن النقود المعدنية وأن يحمل رزما من الأوراق المصرفية للمشتريات اليومية.
وفي محاولة منهم لتسهيل التعاملات اعتمد الإيرانيون منذ زمن نظاما يقوم على حذف صفر من قيمة الريال مطلقين على هذه العملة (الريال بعد حذف صفر منه) تسمية التومان، إلا أن ذلك يسبب التباسا للزوار الأجانب.
وتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6 بالمئة هذا العام بسبب العقوبات وتزايد عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
أضف تعليق